منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   قصص - روايات - حكايات ...منقولة (https://forums.banatmasr.net/f15/)
-   -   رواية الرجل المشرقي (https://forums.banatmasr.net/msryat249065/)

د. محمد الرمادي 07-04-2011 05:50 PM

رواية الرجل المشرقي
 
« الرجل المشرقي »
رواية “ الرجل المشرقي „ حدثت بالفعل وتفاعلتُ معها أوقات إخبار صاحبها بأحداثها لي ، فأخرجتها حسب قدرتي وأردت من خلالها طرح عدة قضايا هامة تهم الإنسان الغربي والمشرقي على السواء ولا ادعي أنني وفقت في معالجتها .. لكنني حاولت .
تنبيه :
اسماء الشخصيات أو الأماكن والأحداث ، نحتها خيال الكاتب تطلبتها الحبكة القصصية ، فإذا صادف واشترك إثنان في الوصف أو الإسم فهذا مجرد تشابه ليس أكثر .

****
محمد الرمادي

د. محمد الرمادي 07-04-2011 05:55 PM

الجزء الأول
 
الجزء الأول

(1) « الرجل المشرقي »
ازعم أن المشرقي مرورا بشبه القارة الهندية .. وهي أول موطأ قدم لآدم ، أول عاشق للمرأة الموحدة ، الذي اختلس لها بذور زهور ورياحين الجنان قبل أن يهبط لأرض العناء وغرسها في بستان حواء .. المرأة الوحيدة التي تملكت كل خصائص الأنثى وخبأتها بين رقائقها وحشايا جوانبها ثم فجرتها من قلب العاشق الكتوم عند كل لمسة منه وبعد كل نظرة شوق لها ، وجددت شبابه فاسكنته الجنة مرتين ، جنة الرضوان وقت رضا الخالق عنهما ، وجنة حنانها لحظة رضاها عنه ، هذا المشرقي نفسه الذي مر بأرض فارس التي تنازع أهلها في هوية آدم ، فجزيرة العرب التي استقر بها عرش العشق ومُلْكه حين ازدلفت إليه حواء فتعارفا ... ازعم أن هذا المشرقي يعرف كيف يعشق ، بل ازعم أنه يملك أدواته ، فهو القادر ...
وازعم أن العربي هو أول من علق المعلقات ، فلم يجد أفضل من أَستار الكعبة موضعاً ، أول بيت للحب الآلهي ، ليمزج حبَ الخالق بأرقى معانيه مع عشق المخلوقة في أسمى لحظات العفاف ، المخلوقة التي كَمُلت بصنع واجدها بيده ووضع لمساتها الآخيرة على عيّنه وصارت أنثى برعايته ، هذا العربي الذي أبدع تلك المذهبات والتي نقشها بماء الذهب ، وهيّ المجموعة الشعرية التي تلي المعلقات في الجودة ، لتدلا - المعلقات والمذهبات - على مدى قدرته الفائقة على التعبير ليظهر غرضه من الغزل والنسيب بشقَّيْه المكشوف والعفيف ، ولغة العرب هي اللغة الوحيدة التي وضعت لدرجات الحب ما يربو على خمسين معنا ووصفا ، فالعربي لحظة أن أوقد النار في الحطب لإعداد الطعام أو الشاي ، أعدَّ قصائدَه بجوار أميرة شعره قرباً وطرباً أو على شرارة الحطب بعداً وهجراً ، فتنقدح أبيات العشق من صميم فؤاده ، فهو ملك الصحراء وراعي نجوم السماء الذي توّج في ليلة قمراء أميراً على عرش قلبها بيدها البيضاء ولحظة التتويج انسدلت على جبينه خصلة من جدائل فاتنته الحميراء ، فيصفها كما تُظهر الطبيعة مفراداتها كنحات يملك خيال خصب وبيده أدوات التعبير يشكل أنثاه بدقة متناهية على جدارية التاريخ .. فله الفخر .
هذا العربي نشر معلقاته لكل من قصد البيت المعمور ليصف "أنثاه" بأرق التعابير وأجزلها فعلق المذهبات ولم يجد أغلى من الذهب مداداً لإحساساته فأذابه بشجونه وصهره على نار شوقه وحنينه ، وزين أستار الكعبة بمعلقات تبارى بها مع فحول الشعر فكان له السؤدد ، مستخدماً مادة الطبيعة بمكوناتها الوفيرة وجميع أطياف ألوانها ، ليكسي رموز الكون بما يرى لصياغتها كما يريد هو في كلمات ليقطر بالقرب من قرطها المعلق على أذنها اليسرى القريبة من قلبها عصارةَ حبه وعشقه ومزيج دموعه وآهاته ونحيبه وشوقه ولوعه ، فيلفها كلها في نسيج خياله فترتدي ثوبا قشيبا خيوطه ربطت بقلبه وجدلت بإحكام بلبه فوق غلالة العفاف ، فهو مبدع هذه الصناعة بدون منازع ، ومن قلده من بعده أفلس ، ومن قال بعده ليصفها فهو أخرس ، فمهنة العشق تحتاج لإتقان لا تقليد ، وسر الإبداع يعود لذلك المزج بين روحانية العاشق المشرقي برهافتها ورقتها وشفافيتها وعلوها ـ في بيئتها الأصلية ـ ثم تتساقط كسخات الندى بعد طول ليل السهد حين تلامس جمرات الشوق ، فلهيبه يطيّر كلمات العشق التي خُلدت ، السر يعود إلى ذلك المزج الذي تم بين روحانية المشرقي الذي هبط من جنة عدن وبين احتياجات الإنسان الراقية وفق معايير ومقاييس وُضعت منذ آلاف السنين من عقلية رجل ذاق طعم الإنفراد فستوحش ثم ذاق طعم القرب والأنس فاستأنس ، فرسم في خياله لها صورة ، أبعادها بين الثرى والثريا ، أطرافها بين الكواكب والمجرات ، مربعاتها ما بين المشرق والمغرب ، يضئ المكان وهيج حطب الشوق حين يحضّر في ذاكرته كلماته ليلقيها على قلبها قبل أذنها حين يقابلها أو حين يرسل رسولا أمينا بمكتوب، أو يضئ كراستَه التي امتلئت بمئات من صورها عندما يكتب لها ، قمرُ الليالي ، ومداد قرطاسه يستمده من دموعه التي يخفيها بين حبات الندى الساقطة فوق رمال الصحراء ... فهذا المشرقي ..هو القادر .
اتقن – العربي - العشقَ فلُقبَ بالمجنون ، أبدع في صياغة وجدانه بكلمات تُقرأ فصارت بعد مئات السنين قرآنا يحفظ ، يحتاج لمراجعة وتعليق ، وخبرة عملية تراكمية للعاشق القادم ، صفى المنبع فزدان المورد بفرسان الكلمة واتسع الحوض لمن لديه الموهبة والقدرة فسعدت نساء العرب والعجم جميعاً .
فيا سعادة المرأة التي خلدها العاشق فأتم ما قام به الخالق في السماء فوصفها لما هبطت على الأرض فبقوله يعيدها كما كانت إلى السماء ، ومَن لم يفهمه سماه المجنون ، ومن غار منه وحسده حبسها في بيت الحريم يفرج عنها لحظة رغبته وحين أصدر أوامر الإعتقال النفسي والإبعاد العقلي ذيّل الفرمان بالسماح لها فقط .. بالإنجاب ، وحين يعود إلى ذكوريته في غابته يلزمها إرتداء حزام العفة الذي صنعه الحداد .
ازعم أن هذا المشرقي يعرف كيف يعشق ، بل ازعم أنه يملك أدواته ، وخير دليل على صحة الزعم : الترجمات من النصوص الفارسية والعربية إلى اللغات الغربية كالفرنسية والألمانية ، والجانب العملي في ممارسة الحب يُؤخذ في الغرب من المعابد الهندية التي أفسدتها برودة الجندي البريطاني زمن الإحتلال ، ومجموعة الكتب التي صورت لحظة الوصال بعد الشوق وهي آتية أيضاً من التقليد الشرقي القديم الذي يعرف باسم " كاما شاسترا " „Kama Shastra“ ، والذي يعود إلى أزمنة سحيقة والبعض يرجعها إلى مابين 200 و 300 بعد الميلاد العجيب ، وأول ترجمة لهذا التقليد للإنجليزية كانت عام 1884م ، أو تؤخذ من كتاب "الروض العاطر في نزهة الخاطر" „The Perfumed Garten“ والمترجم للفرنسية عام 1850م ... أذهب إلى أمهات المكتبات وسترى صدق ما زعمت ! .
رفيقي .. المشرقي ـ صاحب هذه الرواية ـ اكتسب سابق كل الخبرات واستفاد من تلك التراكمات ، فرسائله إليها ـ السيدة الغربية التي حبها فعشقها ـ رسائله لها كانت دائماً ملونه ، ولعل دفء جغرافيا مدينته الساحلية « الإسكندرية » وشخصية مؤسسها " .. الأكبر " ومدرسة الإسكندرية الفلسفية ورجالها على مر العصور والحقب التاريخية التي مرت على مدينته ، هذا ، وهو الذي عاش بين أهلها الذين إذا غربوا سبحوا في بحيرتهم " البيضاء المتوسطة " مع الحيتان ، وحين يرفعوا رؤوسهم يتسلقوا إلى السماء وفي أيديهم حبالهم التي نسجت من خيوط ذهبية جدلتها اشعة الشمس فإذا أغتسلت معهم في بحيرتهم وقت الغروب تمسكوا بالحبال الفضية التي هياءها القمر لحظة غياب شمس النهار ، وإذا عطشوا يمموا الوجه المليح إلى الجنوب فيأتهم الشاب الفضي الأصيل بطميّه ورزقه .
جغرافيا مدينته جعلته يحسن تلوين الشمس في الزاوية العليا من رسائله لها فيعطيها حقها من اللون الذهبي كشعرها المنسدل على ظهر أخذ لونه من المزج الدقيق بين نهار وضّاح وبين شَّفَق قبل الغروب ، تلك هيّ المرأة الغربية التي توجت بتاجها الذهبي الفريد ، ثم يكثر من زرقة السماء بدرجتيها الخفيفة والثقيلة ، فهو دائما أينما ذهب ينظر عيناها ، إنه يلون السماء كأن صفحته لها شرفة ، منها يطل على سماء دنياه بعينيها ، ثم يضع حرفا أو أكثر من أوائل اسمها ، أداة التعريف في لغته من اليمين ولغتها من اليسار « ELLE » ، فيضع نصف „ELLE“ ، فيكتب „EL“ في وسط الشمس الذهبية بأشكال مختلفة .

د. محمد الرمادي 07-05-2011 05:35 PM

[ 2. * ] ؛ رواية الرجل المشرقي
**
« أداة التعريف »
يصل الرجل إلى ذروة جنونه حين يعشق امرأة تستحق العشق ، فيخلع عليها ألقاباً ويرصع فستانها من ذيله حين يلامس كعب قدميها وهي تجره خلفها إلى حمالته فوق كتفيها بأوسمة ونياشين رصعت بالياقوت والزبرجد وزينت بالماس ورشت بحبات اللؤلؤ والألماظ ، ثم يرفعها إلى الثريا ويسكنها بين النجوم والكواكب والمجرات السيارة ويصل بها لمقام الآلهة ويضع قدميها بين ملائكة السماوات والأرض ويناديها بأجمل النعوت ويصفها بأحلى الأسماء ويعلق شِعرَه بمعلقات في ذهنه كتبها بماء الذهب قبل أن يعلقها على جدران التاريخ ...
محاولات لتخليد الجميلة الحسناء التي عشقها لحين من الزمان ... أو أحبها عمره كله .
قلت : جُنَّ بها لأنه لا يرى لها شبيه ، وليس لها مثيل ، وتتسع الدنيا على قدر رضاها عنه ، وتضيق إذا أغضبته ، وقد يقوم بأعمال ، يوصفه الناظر أنه جنَّ ولكن المقصود ليس الجنون بل يخبرنا إنها المرأة الوحيدة في حياته ، والتي سلبته العقل فهي محبوبته التي ارتقت به إلى درجة العشق ، ويالها من درجة يفتخر بها الرجل .. العاشق .
رفيقي .. وصفها بأنها التي عرّفته طعم الحياة فأطلق عليه أداة التعريف " الـ.." ، „EL“ ، ولأنه يوجد الآن في الأسواق عطر „ELLE“ ، وكنا - أنا وصديقي - نحسن استخدام الرموز منذ شبابنا ، فضيفة صفحاتنا القادمات سنطلق عليها „ELLE“ ... عطر الحسناء ، وإن كانت تستخدم غيره واعتادت أنفه سواه .
**
:cv45:

د. محمد الرمادي 07-05-2011 11:56 PM

[ 3. * ] ؛ رواية الرجل المشرقي
 
« الإحسان والإتقان »

وأيُّ عاشق ـ كرفيقي ـ وإن لم يحسن الخط والكتابة وتلوين الرسائل إلا أنه يبدع ، اسألوها إن لم تصدقوا ما اقوله (!) ، ما يلونّه في رسالته لها يريد أن يخبرها في جملة واحدة بقوله :
" أنتِ شمس عمري ، أنتِ الشمس التي تضئ حياتي ، بل أنتِ كل الكون لي " ، ثم يطرز المرسال ، فقبل أن يَكتب حرفاً يحدد إطار الورقة ، يريد أن تكون وثيقة مسجلة ، غالباً حين يكون في سفره يضع ختمه : " دمعة " شوق من مقلةٍ سهرت في بعادها على وثيقة عشقه ، وفي أسفل الصفحة يأتي بعشب أخضر جميل من أعلى هضبة في جزيرة العرب وينثره على ذيل الصفحة تنبثق منه أزهار ملونه ، وفي وسطها شجرة ذات فروع خضراء تقترب من شمس الصفحة وسمائها ويبعثر بعض حبات التفاح بين أوراقها وعلى عشبها ، وجذورها ثابتة ، كأنه يقول لها :
" أريد أن ألون حياتي بجوارك كما أريد! " ، ثم يوثق المرسال بتاريخ ويوم الكتابة بل يزيد ويذكر الساعة والدقيقة ، وهو يبدأ بوصفها في أول سطر أو سطرين ، وبنعتها ثم يبين ما هي بالنسبة إليه ويتخيّر كلماته ، رفيقي ما استفاض معي في كلماته عنها ، كان يقول لي :
" كتبتها مرة واحدة فقط لها ، وأنتَ لا يصح لك أن تعرف ماذا كتبت ، بل عليك أن تتخيل تعبيرات وكلمات عاشق مشرقي لامرأة من الغرب شقراء فاقع لونها تسرني أنا وحدي دون غيري ، غير أنه وليس بوقت بعيد يبدأ في أعادة تركيبة الكلمات التي سطرها ، وكأنه أراد أن يلغي التحذير الأول بأنه كتب لها وحدها وليس لأحد آخر وأن ما كتبه ليس للنشر ، بيّد أن التاريخ يخبرنا أن العاشق يريد فضح أمره وإن كنّى وأخفى ملامح الصورة ، وستر اسمها ، ويحمّل الريح وجدانه فباح باسمها للزهور واعترف بما جرى بينهما في لحظات الوصال لأمواج البحر الأحمر وفي باطنه الأعشاب المرجانية التي منها صنع لها عقدا فريدا ، فحملت جزيئات الماء إلى المتوسط مشاعره فحفظت داخل أصداف البحر الأبيض لحين يضع حبة اللؤلؤ في أصبعها كخاتم عشق إلى محبوبته ، وقصيدته رددتها أسماك المحيطات وتغنى باسمها على مسامع طيور السماء فتغني باسمها فوق الأشجار فنفضح أمره في كل الغابات ، العاشق وإن لم يرد فضح أمره ، إلا أنه من العسير أن يكتم صدره سره وحبه الكبير يغلي بداخله فتسمع أَزِيزا كأَزِيزِ المِرْجَل أو تلاطم الحمم كما يثور البركان .
حين ينتهي من كتابه لها يقول لي :
" كنت أشعر بأنني أمير البلاد وملك القارة الأوروبية برمتها بل كنت أشعر بأنني حاكم الكون كله ، وكنت أريد أن أقبل يد أول امرأة تقابلني في الطريق قد تحمل بعض ملامحها وكنت أريد أن أنحني أمام كل النساء وكان البعض منهن يفهمنَّ إنني أريد مغازلتهنَّ ، وهذا ليس بصحيح ، غير أن الغربيّات والشرقيّات على السواء - فهنَّ نساء - لديهنَّ فضول عجيب ، أُولَتهنَّ تبدي تجاوباً فتسأل فيحدث حوار ، وثانيتهنَّ تتحرج من السؤال فتنظر من تحت حجاب العين وليس من تحت حجاب الرأس وفضولها لم ينتهي بعد ، يكمل فيقول لي :
" حين أنتهي من مرسالي أبدأ افتش عن الثغرات بين السطور وبين الجمل وأزين وثيقتي ببعض الزهور أو رسم قلب هنا أو هناك على قدر المساحة المتاحة لي " .
يتنهد طويلاً وينظر في سماء الغرفة فالمكان يضيق به وإن اتسع لي ثم يردف :
" كلماتي لها .. كنت أريد أن تُحفر في مخيلتها وفي ذهنها ، كنت أجهد نفسي كثيراً فأنا لا أريد أن تقع عينها على الكلمة المقرؤة ، بل أريد ان يقع التعبير أولاً على قلبها ، ويا لها من مهمة شاقة أن تعبر عن خيال المشرقي بــ ... " ، يتوقف عن الحديث ويعبث بشئ ما تخيله أمامه كأنه يريد أن يمسكه في فضاء كونه الإفتراضي لا أراه بعيني ثم يكمل :
" .. مهمة شاقة أن يعبر المشرقي عن خياله بكلمات لغة غربية ليكشف عن حاله " .
يسمر ـ رفيقي ـ عينه على صورة نسجها أمامه دون أن يطلعني عليها ثم يقول:
" ... وغالباً كانت تأتي منها مداخلة قائلة :
" لقد فهمت قصدك ولكن الكلمات ليست مناسبة للمعنى ، أنت تأتي بكلمات لم يستخدمها أحد من قبل من أدبائنا ، كما وليس لها وجود في قاموس لغتي القديم منه والجديد ، فكلمة „Honigkeit“ مثلاً ليس لها وجود في القاموس ولكنني أفهم ما تريد قوله ، لأنك تشرح الكلمة ، أقصد أنك تشرح مشاعرك تجاهي وهذا ما يجعلني افهم ماتريد أن تقوله ، فأحيانا كثيرة تنحت كلمة من مخيلتك ، كلمة جديدة ليس لها أصول في لغتنا ولم تستخدم من قبل ولكنها وفق مقياس خاص بك وصغتها في قوالب صنعتها بيدك ، أنت تكتب بشكل جميل وافهم كل ما ترسله لي ، كم أنا سعيدة بمشاعرك وبتعبيراتك ، والغريب أنك تغوص في مسائل عدة ، واجلس وقتاً طويلا افكر في تلك الآطر التي تضعني فيها رغما عني ، لأفكر كيف تكتب وكيف تصفني وكيف تعبر عن حبك لي ، كم أنا أحبك ... وكم أنتَ .. حقاً .. مجنون! ، وكم هو جميل أن تُجنَّ بسبب حبي وأخشى منك العدوى !!" .
ابتسم لها كالنشوان ، ومد يده في فضاء كونَّه الإفتراضي ليمسك معصمها ليحلق بها فوق سحاب ما يعلوه سحاب ... ومددتُ أنا يدي على الٲرض التي ٲعيش عليها ، لمعصمه لأتمنى له الشفاء .
رفيقي لا يتركها طويلا تفكر في كلماته بل يلمس أطراف أصابعها فيقرب يدها من شفتيه ليضع قبلة الغرام مع انحناءة الأمير العاشق ، قائلا لها :" أنا أكتب فقط لك ، فأنتِ أمام عيني دائماً وفي مخيلتي ، أينما ذهبت فأنتِ ترافقينني في حلي وترحالي وفي خيمتي التي صنعتها لكِ وحدك ، وفي يقظتي ومنامي ، في مترو الأنفاق حين أتحرك داخل مدينتي وإثناء تواجدي في غرفة عملي ، وبين أوراق الملفات التي فوق مكتبي ، أنتِ بجواري على دَرج بيتي أو في المصعد وحين أزور اصدقائي ، في جلستي مع أعضاء المؤسسة الخيرية التي أنشط فيها ، وإثناء عضويتي مع الجماعة الإسلامية التي انتمي إليها ، فأنت التي تقدم لي منشفَ قطنٍ حين انتهي من وضوئي وتعدّلين حذائي في رفه حين أصلي الجمعة أو صلوات الأعياد في المركز الإسلامي ، وتسرعين الخطى حين أهم بالخروج وأريد أن أرتدي جاكتتي فأنتِ معي في كل الأماكن ، أنتِ زماني الذي أعيش معه والمكان الذي أعيش فيه .
**
:cv41:

د. محمد الرمادي 07-11-2011 12:22 PM


«Raubtier، الحيوان المفترس»

ينبغي أن أقول أن رفيقي كان دائم الحركة فهو لا يقدر أن يبقى طويلا في موضعه ، وفي السفر وما يرافقه من بُعد عنها وشوق لها يأخذ معه أدوات الكتابة بل يأخذ معه بعض الخيوط الرفيعه الملونة وأبرة خياطة وقطع من القماش وصفحات ملونة كثيرة يعددها حسب طول فترة السفر أو قصره ليرسم بأبرته وخيطه الحريري الملون إطار وثيقة حبه ، ويرسلها بالبريد على عنوانها ، أو صندوق بريد الحي الذي تسكنه ، وأيضا الظَّرْف ، الذي يكتب عليه اسمها الحقيقي ولقبها الذي تحمله منذ وقت زواجه في مكتب توثيق العقود في مدينة جراتس ويلونه ، كان يريد أن يشغلها أكثر من 24 ساعة في اليوم الواحد ، وهذا ما دعاني إلى القول أن رفيقي كما سألته آحداهن :" إذا وددت أن تكون كائناً آخر فماذا تريد أن تكون!!؟ ، وقبل أن يجيب وصفته بقولها : Raubtier (*) ، وأردفت أنت تهجم على من تريدها كنمر على غزال ، المُخبرة ، زميلته في العمل امرأة تراقبه ولم يستطع أن يفتح فمه بكلمة ويبدو أنه أعجبه نعتها ، فهي أحسنت الوصف وهو بحق ينطبق عليه هذا الوصف .

ــــ

(*) كلمة إلمانية الترجمة الحرفية تعني الحيوان السارق ، والمقصود فصيلة الحيوانات؛ كالأسود والنمور وما شابهها

**

.. בٓـيــًـًـًآءْ . . 07-11-2011 07:28 PM


بدايهَ أسمح لى ان ارحب بكـ
بين منتدانا
وارحب بافكارك وقلمك معانا بين سطورنا
* هلا بيكـ
ثانيـأً
وجدت فى روايتك ابداعاً
للحرف،،تقاناً للغه
فالشكر لقلمك المبدع
وننتظر منك المزيد
متابعه بأذن الله
ولك تقيم منى
نورت القسم ..

د. محمد الرمادي 07-12-2011 09:15 PM

http://forums.msryat.org/msryat_net1...t-top-left.gif اقتباس http://forums.msryat.org/msryat_net1...-top-right.gif
http://forums.msryat.org/msryat_net1...ot-by-left.gif المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SAMA2008 http://forums.msryat.org/msryat_net1...t-by-right.gif
http://forums.msryat.org/msryat_net1...p-right-10.gif




بدايهَ أسمح لى ان ارحب بكـ
بين منتدانا
وارحب بافكارك وقلمك معانا بين سطورنا
* هلا بيكـ
ثانيـأً
وجدت فى روايتك ابداعاً
للحرف،،تقاناً للغه
فالشكر لقلمك المبدع
وننتظر منك المزيد
متابعه بأذن الله
ولك تقيم منى
نورت القسم ..

http://forums.msryat.org/msryat_net1...t-bot-left.gif
http://forums.msryat.org/msryat_net1...-bot-right.gif ***
أسعدني الترحيب ووجدتُ نفسي بينكم كأني بين أهلي وناسي
وبكلماتك رُفعتُ إلى جوار سماء 2008 ؛ خاصة ونحن في صيف 2011
وسام من قلم مبدع .....
لا استحقه ... فأنا ما زلت في البداية .....
أشكرك جزيلاً

د. محمد الرمادي 07-12-2011 09:19 PM

**
«محور قصة »
محور القصة يدور حول لحظات معدودة يتعمد الإنسان فيها أن يغيّب ضميره وينتقل إلى عالم آخر يصنعه في معمل خياله فيعبث في زمن وجيز لا يحق له العبث فيه ، في زمن أطلق عليه فترة النقاهة من مرض ما ، فأبدع الرجل فكرة « ظله » ، ويغلب على ظني أنه أبدعها منذ زمن طويل ، وليس فقط زمن الإمبراطورية النمساوية المجرية فيعبث بامرأة آخرى ، غير زوجته أو خليلته ، غير سانيته أو سيدة بيته أو راعية شؤونه ، المهم امرأة آخرى ، لا يعرفها ، فقط جاورته ـ وهذا حديثاً ـ خلال فترة النقاهة في مقعد المائدة التي يتناول عليها طعامه أو سارت معه بضع خطوات من غرفة علاج إلى آخرى أو بعد إنتهاء يوم العلاج المجدول له ويتبقى لديه بعض الوقت فكيف يصرفه! ، فيبحث عن امرأة رسمها في خياله ولعله وجدها في منتجعه ، وهو ـ أو احياناً كثيرة هي أيضاً ـ يريد الراحة من الحياة الروتينية التي يعيشها فيعيش كما يظن لبعض الوقت ... ومن هنا جاء تسمية الجزء الأول من الرواية

د. محمد الرمادي 07-14-2011 11:19 AM

„kurschatten“
 
„KURSCHATTEN“
ظلال المنتجع الصحي
وهي حقيقية في بنيانها ، خيالية في إخراجها ، وهي القضية القديمة الجديدة التي تتكرر طالما وجدت امرأة أنثى تحتاج لرجل بحكم طبيعتها وطالما وجد رجل لا تقف أمامه حدود وهو الذي يرسمها على جلود البشر .
والغريب أن تطول هذه الفترة عن المسموح به من قبل مؤسسة التأمينات الإجتماعية النمساوية فهي سمحت بـ 22 يوماً أو تزيد أسبوعاً آخر للعلاج ،والأغرب من ذلك أن يوصي أحد أطباء المنتجع الصحي بالعلاج في " الظل " وأوضح بدون لبس أن المؤسسة الرسمية لا تتحمل ما ينتج عنه من أعراض جانبية ، أما الغريب العجيب حقاً أن تطول شهورا وسنوات فهذا قد لا يعطي الدقة الكافية في استخدام المصطلح التي تم التعارف عليه ، والطريف أن هزل لعبة الحب جد ، والذي سعى أن يعبث بأمراة قد يقع في حبها والذي رسمه في مخيلته ويبحث عنه فينسى حاله ووضعه وحياته التي اعتاد عليها سنوات طوال قبل فترة نقاهته ، والظاهر أن بيوت المتعة وأوكار اللذة لن تغلق أبوابها ، فالرجل لا يجد لها قفلاً والمرأة خبئته في حقيبة يدها ، وخلال مسيرة الإنسان عبر التاريخ استعملت مسميات جديدة وأشكال وقوالب متعددة ، والأمر ينصب في نهايته : كيف يشبع الإنسان غرائزه وحاجاته العضوية بصورة مقبوله عند غيره فتسن كقانون ، أو غير معلومة فتظل تحت الطاولة مطروحة للنقاش أو الإبتزاز .
والصديق الذي روى لي قصته ، ـ وقد تقع للعديد منا ـ لم يبحث عن بيت متعة أو وكر لذه ، بل شاهدَ من كان يبحث عنها فوجدها في منتجعه ، ولعل خلو البال من إنشغالاته وتفرغه التام سواء الذهني أو الجسدي عاملان ساعدا رفيقي على الوقوف طويلا تحت " الظل " ، فرفيقي موجود في المنتجع إما لتلقي العلاج أو مراجعة بعض ملفات عمله أو قراءة كتب أراد أن ينتهي من مراجعتها ، بيد أن ملابسات عدة ساعدته بشكل مباشر فصار العاشق الذي قرأ عنه في كتب مكتبته وله خيال في ذهنه ، وهو تألم بحق وحزن كاليتيمعلى أن فترة نقاهته انتهت غير أنه سعيد بالتجربة .
إنه الرجل ، بيَّد أن اللحظة المرصودة في روايته عنها " ظله " سبقتها مراحل إعداد لهذا الرجل المقصود والذي نتعامل معه الآن ، فرجلنا المشرقي يروي لنا قصة عشقه ورفيقه كتب ديباجة لها ... فادعوكم لقراءة القصة .
**
:cv43:

.. בٓـيــًـًـًآءْ . . 07-15-2011 12:41 AM

أكثر من رائـع
دام تألقـك
فى انتظار المزيد
متابعه باذن الله ..


الساعة الآن 12:53 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w