منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   مواضيع عامة - ثقافة عامة (https://forums.banatmasr.net/f2/)
-   -   » دولة المرشد .. و بيت الطاعة ! « (https://forums.banatmasr.net/msryat366774/)

د. محمد الرمادي 07-10-2012 07:11 PM

» دولة المرشد .. و بيت الطاعة ! «
 
» دولة المرشد .. و بيت الطاعة ! «

نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية ؛ تقريراً لكل من السيد / زيد بن كمي من الرياض ، والسيد / سعيد الأبيض من جدة أمس الإثنين التاسع من يوليو 2012 ؛ العدد 12277عن زيارة الرئيس المصري المنتخب والمرتقبة للمملكة العربية السعودية ـ الأربعاء 11 يوليو ~ 21 شعبان ـ تحت عنوان عريض :" زيارة مرسي للسعودية تعيد تاريخ الرياض بـ جماعة الإخوان المسلمين في مصر ..... " ثم جاء تحته بالأحمر وبخط صغير :" يلتقي فيها بـ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد .." .
حقيقةُ الأمرِ ؛ كنتُ ، كاتبُ هذه السطور أريدُ التعليق على هذه الزيارة ولكنني كنت أبحث عن مغزى الزيارة وخصوصيتها وتوقيتها ، ولم أتحصل على ما يفيد بكتابة شئ هام فأنصرفتُ عنها ؛ إذ يكفي ما هو موجود الأن على الساحة المصرية السياسية وساحة القضاء من متاهة سياسية أدخل مكتب الرئاسة في نفقها المظلم البرلمان بأعضائها والأحزاب السياسية والقضاء والشعب بعد إصدار الرئيس مُرسي قراراً بسحب قرار متعلق بالبرلمان المصري .. وظننتُ ان الوضع الداخلي وما به من مشاكل وصعوبات وتحديات تواجه الرئيس تجعله يتفرغ حينا لوضع الخطوط العريضة والأساسية لحلها ؛ خاصةً ونحن لم نعلم بعد شيئا ما عن مؤسسة الرئاسة ، ومَن هي المرأة التي ستكون عضوة بها ؛ ومن ذلك المصري القبطي الذي سيشارك فيها ؛ ومَن ذلك الشاب القادم من التحرير ؛ كما أُعلنَ من قبل ، أو تسمية رئيس الوزارة القادمة ومن سيكلف بـ تشكيل أعضاءها ، أو إنهاء حالة إزدواجية السلطة بين الرئيس والمجلس العسكري ؛ أضف إلى ذلك مشاكل إجتماعية وإقتصادية وسياسية تحتاج بالفعل لوضوح رؤية مستقبلية كـ الدين المحلي مثلا والبطالة التي تتعدى حاجز 13 مليونا وأمية الحرف والرقم والتي تتعدى 40% من السكان وسكان المقابر والأحياء العشوائية وإيجد آلية عملية لـ ديوان التظلمات وملفات عدة آخرى ، ظننتُ أن الرئيس يحتاج لوقت كاف لإيجاد حلول ناجعة لتلك التحديات ولكن جاءت أخبار زيارة المملكة العربية السعودية لتعطي الرجل فسحة من الوقت لآداء عمرة ؛ نرجو أن تتقبل منه ، ويترك شعبه بين مجلس عسكري يستحوذ على 40% من اقتصاد البلاد وبين أحكام قضائية نافذة لكنها اليوم قدمت عن طريق يد الكتاتني ؛ رئيس البرلمان إلى محكمة النقص .
ما اثار حفيظتي عنوان التقرير ؛ إذ ربط بين المملكة كدولة ترعى شؤونها الداخلية والخارجية وفق منهجية خاصة بها وبين جماعةٍ إسلامية دعوية عريقة في المنطقة العربية قُبلت بترحاب في العديد من الدول ؛ كما ذكر التقرير نفسه وبحذر في مناطق آخرى ، جماعةٍ بعد تأسيسها جناح سياسي لها ؛ حزب الحرية والعدالة و وصل بعض أعضائها من خلال ديموقراطية وليدة بعد ثورة شبابية وشعبية إلى كراسي البرلمان ثم إلى مقعد رئاسة الجمهورية ، والأصل أن هناك زيارة لرئيس دولة مصر إلى المملكة العربية ال سعودية ... قد يقول البعض أنها وجهة نظر كاتب وآخر في جريدة مواليه لحكومة خادم الحرمين الشريفين ، لكن دائما هناك رسائل ترسل من خلال المقالات إما تعبيرا عن رأي الصحيفة وإما تعبيرا عن وجهة نظر الحكومة ، ثم وضحت الرسالة من خلال الصورة المرفقة مع التقرير .... إنحناء مؤسس الجماعة حسن البنا ـ رحمه الله وغفر له ـ ليقبل يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود عام 1936 ميلادية .
أوضح القطان ؛ أحمد بن عبدالعزيز رئيس البعثة الدبلوماسية الرسمية لـ خادم الحرمين الشريفين في القاهرة أنه سَلَّمَ رسالة من ملك المملكة العربية السعودية تتضمن دعوة الرئيس مُرسي لزيارة السعودية ؛ لافتاً إلى أنه " لا يمكن حصرالعلاقات بين البلدين فقط في موضوع التعاون الاقتصادي بين البلدين " ؛ مؤكداً أن " العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثير " .


وهنا تبدء تنفك رويدا رويدا خيوط متشابكة في الزيارة الأولى الرسمية بين مصر والسعودية .

هناك خلط متعمد من الكاتبين السعوديين ، إذ أن الأصل الأن أن يستقيل مُرسي ـ بمجرد تسلمه رئاسة الجمهورية ـ من مكتب الإرشاد ؛ وأن يستقيل من حزب الحرية والعدالة ؛ الجناح السياسي للجماعة ؛ ويخلع من على عاتقة عباءة الإخوان ؛ ويخرج من خيمة الجماعة ، لـ يكون رئيسَ دولة مصر لكل المصريين بغض النظر عن دينهم؛ وأماكن تعبدهم أو طائفتهم أو إنتماءهم الحزبي أو السياسي ، هذا الخلط بين رئيس دولة إنتخب ديموقراطيا وبين مرجعيته وأصوله الحزبية أو التكتلية ليس خطأ من جرة قلم بل تأكيد لهوية القادم من فسطاط الإخوان إلى سدة الحكم في قصر الرئاسة بمصر الجديدة .
ما يؤكد ما ذهبتُ إليه قولَ الكاتبين :" وتعيد زيارة الرئيس المصري للسعودية إلى الواجهة طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والسعودية " وبتأكيد المعنى بقول الكاتبين فــ :" مع إختلاف الزمان والمكان ، حيث كانت الزيارة الأولى لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ـ دون ترحمٍ عليه أو رجاء المغفرة ؛ وفق ما جاء في التقرير ـ للسعودية عام 1936م عندما التقى مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود ـ ويذكر هنا الكاتبان : رحمه الله ـ " .
وهنا جاء مغزى الصورة .. ولما تم إضافتها إلى التقرير فهي ليست عفوية وضع صور للمناسبة خاصة من جريدة عريقة الصورة تظهر :




إنحناءةٌ تامة و تقبيل يد الملك المؤسس ـ رحمه الله وغفر له ـ .




قد يقول عاقل :" إن التقاليد في زمن الملوك ـ مصر وقتها كانت ملكية ـ يستلزم من الرعية تقديم تحية بنوعها ؛ بخصوصيتها والتحية هي الإنحناء مع تقبيل اليد ، وقد يقول آخر :"
أن الشاب حسن(!) يحترم الكبير ويبجل الأب ، فكما تفعل ابناء الملك المؤسس مع أبيهم فعل الشاب حسن " .
قد نقبل هذه الأقاويل ... فزيارة الشاب حسن(!) إلى المملكة العربية السعودية زيارة خاصة وليست زيارة رسمية ، لكن الزمن تغيير ؛ والقادم من مصر إلى الرياض هو رئيس دولة وليس مرشد الجماعة أو نائبه او أحد أعضاء مكتب الإرشاد أو أحد رجال الجماعة أو عضو في حزب الحرية والعدالة ؛ الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر .
فـ الكاتبان في تقريرهما لم يخطئا إرسال الرسائل بل ارادا التأكيد على رسالة فحواها أن : هذا هو المرشد الأول والزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين ينحني أمام الملك المؤسس ويقبل يده ، فعلى القادم من مصر وهو عضو في جماعة المرشد المؤسس للجماعة أن ينتبه أنه سيقابل ابن الزعيم المؤسس والمعاملة تجب أن تكون بالمثل .
هذا جانب من الرسالة ؛ أما الجانب الهام بل الأهم عو التالي :
جاء في التقرير :" أجمع عدد من السياسين والاقتصاديين على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس المصري ؛ التي تأتي في إطار دعم عمق الثوابت المشتركة للسياسات الخارجية بين البلدين " ، و " التي وضع حجر الأساس لها الملك عبدالعزيز آل سعود " .
هنا مربط الفرس " العلاقات الخارجية " للبلدين ... فمن المعلوم للمراقب السياسي أن المملكة العربية السعودية حليف إستراتيجي هام للولايات المتحدة الأمريكية ؛ وكذا كان النظام السابق في مصر ؛ والذي خلع رأسه وبقى جسده في كيان الدولة العميقة المصرية ؛ إذاً الزيارة ضرورة حياتية للوجود الأمريكي المؤثر في المنطقة العربية ، والمملكة العربية السعودية ومصر~ مبارك كانا ـ وأحدهما ما زال ـ يمثل المصالح الغربية في المنطقة ويدير شؤونها نيابة عن الخارجية الأمريكية حفاظاً على الكيان الإسرائيلي ويجب أن يتفاهما ـ مصر ~ السعودية ـ معا حدود الدور الجديد في دولة المرشد ؛ وهو الذي أعلن أنه سيحافظ على العهود الدولية ليطمئن الغرب ويطمئن الجارة الشرقية لحدود دولة مصر .
يؤكد هذا ؛ قول الكاتبين بما اسمياه :" المحور السعودي ~ المصري " ، الذي يلعب :" دوراً مهماً في إستقرار النظام الإقليمي وفق استراتيجية شاملة للحفاظ على أمن المنطقة " ، وهذا ما يجعلني أقول بتأكيد دور السعودية في إعادة مصر إلى بيت الطاعة الأمريكية ؛ بعد غياب العميل الأول في منطقة الشرق المخلوع محمد مبارك .
وقد صرح من جدة القنصل المصري ؛ علي العشيري بقوله :" أنها أول زيارة خارجية لمُرسي بعد تنصيبه رئيسا لمصر وتؤكد على عمق العلاقات السعودية المصرية .. وذكر منها السياسية " ؛ وهذا ما أكده أيضاً المهندس عبدالله بن سعيد المبطي ؛ رئيس مجلس الغرف السعودية بقوله :" توطيد المصالح المشتركة ... يعطي الإستقرار الإقتصادي والسياسي للمنطقة العربية ".
فـ صورة المرشد ؛ مؤسس حركة جماعة الإخوان المسلمين في مصر تعبر عن إرادة قوية لكل من المملكة العربية ال سعودية ومن خلفها الإدارة الأمريكية لدخول مصر ـ الثورة ـ إلى بيت الطاعة .

الثلاثاء 10 يوليو 2012مـ
لمن يريد مراجعة التقرير :

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=685584&issueno=12277


الساعة الآن 05:57 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w