منتديات بنات مصر - نساء فى حياتى الحلقة العاشرة

إمتدت يد منى لتفك رباط العنق فتراجعت للخلف كأنى أخشى أن تلمسنى .. كأنى أخاف الضربة القاضية فرحتُ أتراجع لكى أتفاداها .. و حاولت جاهداً أن أفهمها بأنه ليس هناك متسع من الوقت و لكنها تركتنى ومضت لداخل الغرفة السحرية ثم عادت لكنها لم تكن مُنى .. كانت الدنيا فى أبهى صورها وأزهى ألوانها و تألقها .. هى الدنيا حين تقبل فاتحةً زراعيها و من منًا يمكنه الوقوف فى وجهها .. من غير الأنبياء يمكنه أن يرفضها .. من منًا يمكنه أن يقول لدنياه حين تناديه باسمةً لا ؟

و عرفتُ بأنى خاسر لا محالة .. هذا القد البض الممشوق الأبيض ما كان يرتدى سوى قميصا حريريا أسود اللون بالكاد يُخفى أماكن عورتها .. و عطرها يشدنى فلا أجد سبيلاً للهروب منها إلا إليها .. قلتُ والرغبة تهزنى .. ما هذا ؟

إمتدت يدها لتسحب الجاكت .. لم أمانع .. فكت رباط العنق .. لم أرفض ..عدتُ أسأل و الرجفة تذداد .. ما هذا ؟ همست شفتاها فى شفتى ..

* تفاحة أدم .

- أتوسل إليك إبقينى فى الجنة .

* بل نهبط معا إلى الأرض .

كانت شفتاها تلسعنى حتى صار جسدى كالمحموم تنفضه حرارته المرتفعة ويتساقط العرق الغزير من جسدى .. أجلس .. جلست ..

* أليست هذى ليلتنا الأخيرة ؟

لم أعرف بماذا أجيب ..فأردفت قائلة ..

* أتحداك أن تهرب منى .

- من أنتِ ؟

ضحكت وهى تنقلب على وجهها تاركة لى رغبة تتحرك صعوداً و هبوطاً مع تضاريس هذا الجسد الصارخ ثم قالت .. أشعل لى سيجارة . لم أكن بحاجة للنار كى أشعلها .. يكفينى النار التى تحرقنى و الأغرب أنى حين أشعلت السيجارة أدركت أنها محشوة بخدر الحشيش .. أدارت رأسها نحوى نصف إستدارة فغطى شعرها نصف وجهها فبدت كأنثى ألذ و أطيب.. تناولت السيجارة تستكمل ما تبقى منها و تُقضى على أخر معاقلى و قلاعى و تنسف كل أسلحة مقاومتى .. كالساذج عدت أسألها من أنتِ ؟

* منى !

- كيف لم أركِ من قبل ؟

جذبتنى حتى أستلقيتُ بجوارها على ظهرى وصعدت بصدرها على صدرى و أصبحتُ أمام صدرها العارى يتحدانى بعنف و يستحث رجولتى حتى إذا ما أمتدت شفتى نحوه عادت تنقلب على ظهرها و هى تقول ..

* لعلك تسأل كيف عرفت أنها ليلتنا الأخيرة .. أنسيت يا عمر من أنا ومن أنت .. لقد عشت فيك من قبل حتى أصبحت أعلم بك منك .. مهما حاولت أن تخفى مشاعرك عنى فأنا أجيد قراءتك .. يا عمر للمرأة حاسة تستشعر بها إتجاه الريح القادم قبل هبوبه عليها .

طلبت منها سيجارة اخرى فضحكت و هى تشعل سيجارتين أعطتنى إحداهما و راحت بين الحين و الحين تنفخ فى وجهى دخان الأخرى ثم وقفت أمامى و صارت تنظر لى من أعلى و عيناى تمشطان جسدها من أصبع قدمها الذى يداعب ساقى إلى خصلة شعرها التى تتراقص فى ضؤ النجفة ..هيهات أن أنجو منها .. أخذت رباط العنق و جعلت منه حزاما حول خصرها و أدارت الكاسيت بموسيقى للرقص الشرقى ثم مالت علىً حتى لثم صدرها وجهى ..

* سأجعل منك كما قلت هارون الرشيد يا سيدى هارون الرشيد .

ورحت أشاهدها راقصة بارعة تكاد من فرط براعتها أن الموسيقى هى التى ترقص على إيقاعات خصرها و ردفيها ..هل هذه هى منى التى لا أعرفها ؟ أم سالومى جاءت تطلب رأسى .. وتهدم معبدى .. أقصد بيتى ..؟

مالت علىً و ألقت على جبينى قبلة سريعة أحسستُ معها بأن ثعبانا يلدغنى و ينفث سمومه داخل جوفى .. صرتُ أراها تتمايل مثل الأفعى فى عينى .. كنت أشعر بأن جسدى يتثاقل بفعل الخدر غير أنى تحاملت على نفسى و أردت الوقوف محاولا الإنصراف فوجدتنى بين زراعيها تسألنى ... إلى أين؟

* إلى زوجتى وبيتى .

كانا جفناى يسقطان رغم أنفى .. و دوار يلعب برأسى غير أنى عازم على المضى قدما نحو الخروج من هذا الجحيم .. لن أأكل تفاحاً .. لن أمضى فى سبيلك أدم .. غير أن حواء عادت تسألنى..

* و أنا ؟

رفعت رأسى لكى أراها قائلا ..

_ ألا تخشين التعود فتصبحين عشيقتى و تفقدين الأمل فى أن تكونى زوجتى .

* صدقنى كنت أتألم أكثر منك .. كنت أحاول أن أجد لى مكانا فى حياتك .

- لذلك إدعيتى السفر إلى الأسكندرية ؟

* غلطة .

- الغلط هو ما نحن فيه .

* يمكن إصلاحه .

- بالزواج أليس كذلك ؟

* نعم و ماذا فى هذا ؟

- و مروة .. مروة التى تعلم أنى هنا الأن و أنى جئت أنهى هذه المهزلة .

* إجلس و أسمعنى .

- ليس لدى وقت .. غدا سأتيكِ .

* لن تأتى .

- لست مضطراً للكذب .

كالطير المذبوح كنت أحسها و هى تجلس تحت قدمى و قالت فيما يشبه التوسل ... سأنتظرك على العشاء غدا .

- بل سأفطر معك .

* سأنتظرك فلا تتأخر .

تملصتُ منها برفق و أنا أغمز لها بطرف عينى قائلا ..

- أرجو أن نفطر هنا فى هذا المجلس .

و إلى حلقة اّخرى ..