|
ثم نكمل جانب آخر من تلك الحياة العامة ؛ لكن قبل أن نكمل لابد أن نثبت هذه الحقيقة « التياسة تأتي من عدم قراءة سطر في كراسة » |
التياسة تأتي من عدم قراءة سطر في كراسة اضطرابات نفسية اصابت شباب في مقبل العمر؛ إضطرابات لمهاجرين في عدم التأقلم مع المجتمع الغربي؛ وجود مفاهيم مغلوطة عن الآخر؛ وتفشي قيم فاسدة في المعاملة مع الآخرين. فلنذهب معاً لنقرأ ما قاله ابن تيمية:" وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْمُمَانَعَةِ وَالْمُقَاتَلَةِ ، كَــ « ١ .» النِّسَاءِ وَ « ٢. » الصِّبْيَانِ ، وَ « ٣. » الرَّاهِبِ وَ « ٤. » الشَّيْخِ الْكَبِيرِ ، وَ « ٥. » الْأَعْمَى وَ « ٦. » الزَّمِنِ وَنَحْوِهِمْ فَلَا يُقْتَلُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، إلَّا أَنْ يُقَاتِلَ بِقَوْلِهِ أَوْ فِعْلِهِ .. وَهُوَ الصَّوَابُ ، لِأَنَّ « الْقِتَالَ هُوَ لِمَنْ يُقَاتِلُنَا »،" [تجد هذا النص في السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية؛ كما تجده عند:المبدع في شرح المقنع؛ أبو إسحاق برهان الدين بن محمد بن عبدالله الحنبلي وعنده أيضاً:"لِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ قَتْلِ « ١. » النِّسَاءِ ، وَ « ٢. »الصِّبْيَانِ " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . هذه هي السنة المحمدية العطرة وهذه هي اقوال السادة العلماء ، فمن أين أتوا هؤلاء الصبية بما يقولون أو يفعلون !!!!؟.؟ |
الخطوط العريضة لخطبة جمعة ٢ ذو القعدة 1437~05. 08. 2016 الخطوط العريضة لخطبة جمعة ٢ ذو القعدة 1437~05. 08. 2016 الحمدُللهِ منزلِ النعم؛ سابغِ علىٰ خلقه الكرم؛ مخففِ برحمته ودعائِكم الألم؛ رافعِ بفضله النقم؛ يعافي بقدرته السقم؛ الوهابِ المنان ذي الجلال والإكرام؛ والأفضال العظام. فـالحمدُ للهِ الذي خلقنا من نسل مَن سجدت له الملآئكة -آدم- تكريماً لفضله وتفضيلاً لعقله؛ فـ الحمدُ لله علىٰ نعمةِ الخلق والإيجاد؛ ثم الحمدُ لله علىٰ نعمةِ العقل والإدراك؛ ثم الحمدُ لله علىٰ نعمة الإسلام والإيمان؛ فالحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين العابدين والحمد لله الذي أحيا بذكره قلوب عباده الصالحين، فقاموا لإحياء علوم هذا الدين . وأشهدُ أنه هو الإلهُ الواحد الأحد؛ الفردُ الصمد؛ الذي ليس له صاحبةً ولا ولد؛ تعالى ربنا في سماه وتقدست اسماه عن الشبيه والمثيل والشريك والوالد والوليد؛ فليس له وزير ولا معين ولا مشير: ﴿ شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ * لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾﴿آل عمران: ١٨﴾ والحمدُ لله الذي أرسل فينا صاحبَ الوجهِ الأنور؛ والجبينِ الأزهر؛ الذي شقَّ له القمر؛ وناداه الشجر؛ وسلم عليه الحجر؛ والشفيعِ المشفع يوم المحشر ﴿يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿الأحزاب: ٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ ﴿الأحزاب : ٤٦ فنشهد أنكَ بلغت الرسالة؛ وأديت الأمانة؛ ونصحت الأمة؛ وكشفت الغمة؛ وَتَرَكَتنَا عَلَىٰ الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إلَّا هَالِكٌ . فاللهم صلي وسلم وبارك وأنعم على سيدِنا وقدوتِنا وإمامِنا ورسولنا وشفعينا محمد بن عبدالله النبي المكي القرشي العدناني ثم المدني عليه وعلى آله وصحبه واتباعه ومن تمسك بهديه والتزم سنته؛ وسار على طريقته إلى يوم يبعثون. أما بعدُ |
أمابعدُ مازلنا حضرات السادة الأفاضل نقف تحت أَضواء كلمتين اثنتين من كلمات الذكر الحكيم؛ القرآن المجيد الكريم؛ وكلمات القرآن تبلغ 77.439 كلمة؛ ينبغي أن تكتب بعسجد مصفىٰ وذهب خالص علىٰ صفحات من ورِق وفضة.. تشع نوراً في ارجاء المعمورة، الكلمة الأولىٰ : هي أول تكليف من رافع السموات بغير عمد نراها بواسطة أمين السماء المَلَك جبريل نزل بها علىٰ قلب أمين السماء والأرض محمد؛ وتقع الكلمة في سورة العلق وهي كلمة «أقرأ» ، أما الثانية فهي نعت لحال نبي هذه الأمة؛ ووصف للذات المحمدية وتبيان لسيرة وسير خاتم الأنبياء وآخر المرسلين المبعوث من الله تعالى رحمة للعالمين، وهذه الكلمة هي «خُلُق» تجدها في سورة القلم اقرأ معي : ﴿نۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾﴿ القلم:١﴾﴿مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾﴿ القلم:٢﴾﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾﴿ القلم:٣﴾﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾﴿القلم: ٤﴾ ونحن نتحدث عن القراءة والخُلُق؛ نتكلم أولاً عن قراءة كتاب الكون المنثور؛ المنشور قراءة الكون بكواكبه ونجومه وأجرامه ومجراته وسماواته ؛ قراءة كتاب الحياة بما فيها من أحياء كـ نبات وبحار وأنهار وجبال ومعادن.. وطير وأسماك وحشرات ووحوش أليفة ومستأنسة وعاصية علىٰ الاستئناس .. ثم ملآئكة وجن.. وقراءة كتاب الإنسان بما فيه من بدن وروح؛ من جسد ونفس ومن خلايا مخية وجزعية وقلب وعقل ولحم وعظم، ونتحدث عن قراءة الكتاب المسطور المحفوظ في القلوب والصدور.. منذ أيام قلائل انتقل إلىٰ الرفيق الأعلىٰ العالِم د. أحمد زويل؛ ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾﴿الجمعة: ٨﴾؛ ولعل أهم ما يمكن أن ننقله عما قاله يرحمه الله ويتغمده بعفوه ومغفرته : «الإنسان يعيش بين الإيمان والمعرفة».. فتصحح له مقدمة اللقاء فتقول جهلا منها بين «الإيمان والعلم»؛ صاحب قلادة النيل يقول «المعرفة» والمذيعة تقول »العلم«؛ هناك فارق بين العلم والمعرفة؛ إذ أن العلم تخصص في فرع من فروع المعرفة كـ علم الطب علم الهندسة علم الصيدلة ؛ أما المعرفة فهي مصطلح أوسع ومفهوم أكبر من العلم؛ فمعرفة الفن الشعبي والمحلي والعالمي وكذا الأدب والشعر والموسيقىٰ والرسم وطب الإنسان وطب الحيوان والهندسة والصيدلة وعادات الشعوب ومواطنها ونظمها.. مجتمعة في شخص فهذه مجموعة علوم يطلق علىٰ صاحبها أنه صاحب معرفة.. وهذا ما قصده صاحب نوبل . المعرفة هي :" الإدراك والوعي وفهم الحقائق أو اكتسابها عن طريق التجربة أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس أو من خلال الإطلاع علىٰ تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم. المعرفة مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات.". ونعود من جديد لإعادة صياغة التعبير أو التعريف أو المصطلح فالمعرفة :"مفهوم شامل وعام بكل ما يحيط بالإنسان من أحكام وتصورات ومفاهيم ومعتقدات في مختلف مجالات النشاط الإنساني "؛ وهي تعني كذلك " ذلك الرصيد الهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي اكتسبها الإنسان خلال مسيرته الطويلة بحواسه و فكره وعقله." وينظر أيضا إلىٰ المعرفة بأنها " شبكة مفهومية تتضمن كل الأنماط المعرفية في حقبة زمنية معينة." وعليه تشمل المعرفة مجموع المعارف الروحية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية والعلمية في الوقت نفسه". هذا ما قصده صاحب قلادة النيل ومَن حصل على نوبل... فليت قومي يعلمون. |
قراءةٌ يبنىٰ عليها خُلُق: معرفةٌ يجاورها سلوكٌ؛ علمٌ يتبعه عمل.. لنبدء المسألة من بدايتها؛ ونبحث القضية من أولها : توجد مؤسسات تخلت عن دورها المنوط بها. في الجمعة الماضية تكلمتُ عن المؤسسة الأولى: 1.) " الأم"... أمٌ جاهلةٌ ليس لديها معرفة أو معارف لم تتحصل على قدر مناسب من العلم... تنجب جيلا من الجهلاء؛ "الأمومة". الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا ** أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الْأَعْرَاِق 2.) المؤسسة الثانية :"الأب" ؛ الإبوة ؛ وهما معاً يكونا اللبنة الأولى في المجتمع : أو ما تسمى: مؤسسة الأسرة 3.) المؤسسة : التربوية/ التعليمية/ التثقيفية 4.) المؤسسة : الإيمانية/ الدينية الخُلُقية؛ وإن كان المؤسسة الأولىٰ تشارك الثانية ويتعاونا مع الثالثة في تشكيل نفسية وعقلية وخُلق الإنسان 5.) المؤسسة : التأهلية 6.) البيئة والمحيط 7.) الإعلام بكافة وسائله 8.) الحكومة والدولة. 9.) لا ننسى ألعاب الأطفال. يوجد على القناة المصرية(سي بي سي) إعلان عن لعبة يقول :" لقد فتحت أبواب الشر ؛ وها أنا أعود لإغلاقها مرة ثانية". هذه العبرة عبث.. اسمعها من مصدرها مرة آخرى ... ** |
** الإسلام نظام حياة : ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾﴿المائدة: ٤٨﴾. والإسلام طراز خاص من العيش :﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾﴿النساء: ٦٥﴾". النظام الإجتماعي جزء من أنظمة الإسلام : «١.»: حين يوجد ذكر تجاوره أنثى وترافقه : يوجد الميل الغريزي؛ وما يتطلبه من إشباع جنسي؛ وهو ليس ضرورة حياتية؛ فالطعام ضرورة حياتية؛ والشراب ضرورة حياتية؛ وإخراج الفضلات المتبقية في المثانة -البول- أو الأمعاء ضرورة حياتية؛ والتنفس ضرورة حياتية؛ والنوم ضرورة حياتية. أما عدم إشباع الميل الجنسي عند الإنثىٰ أو الرغبة عندالذكر فليس ضرورة حياتية فلا يترتب علىٰ عدم أشباعها هلاك الإنسان وموته؛ بل يترتب علىٰ عدم الإشباع قلق داخلي.. يحدث اضطراب نفسي لعدم إشباع مظهر من مظاهر غريزة النوع. ما يُثبت ما نقول ما رواه لنا عَبْدُاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: بتعبيرٍ نبوي وإستخدام لفظ رسولي تشريعي منهجي «اسْتَطَاعَ»؛ والإستطاعة هنا القدرة علىٰ مجامعة ومواقعة المرأة؛ اسمع إليه : «٢.» : قَالَ عَبْدُاللَّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:« مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ »؛ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ « أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ»؛ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». [خرجه: البخاري؛ انظر: سنن ابي داود بشرح العظيم ابادي]. «٢. ١.»: قَالَ النَّوَوِيُّ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْأَمْرُ بَالنِّكَاحِ لِمَنِ اسْتَطَاعَهُ وَتَاقَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ؛ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ لَكِنَّهُ عِنْدنَا -السادة الشافعية- وَعِنْدَ الْعُلَمَاءِ كَافَّةً أَمْرُ نَدْبٍ لَا إِيجَابٍ فَلَا يَلْزَمُ التَّزَوُّجُ.. سَوَاءً خَافَ الْعَنَتَ أَمْ لَا . هَذَا مَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ كَافَّةً وَلَا يُعْلَمُ أَحَدٌ أَوْجَبَهُ إِلَّا دَاوُدَ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ . فـ هذا الحديث يحتاج إلىٰ فهم تشريعي وليس فقط إلىٰ فهم لُغوي فلنرجئه إلىٰ الدرس. ** نعود إلى التربية المحمدية :« عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ». ثم قال «تَزَوَّجُوا فِي الْحُجْزِ الصَّالِحِ فَإِنَّ الْعِرْقَ دَسَّاسٌ »؛ والْحُجْزُ هو : الْأَصْلُ وَالْمَنْبَتُ ، بِمَعْنَىٰ الْحِجْزَةِ ، وَهِيَ هَيْئَةُ الْمُحْتَجَزِ كِنَايَةً عَنِ الْعِفَّةِ وَطِيبِ الْإِزَارِ . وَقِيلَ هُوَ الْعَشِيرَةُ لِأَنَّهُ يُحْتَجَزُ بِهِمْ أَيْ يُمْتَنَعُ . حديث :" تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس؟ " ابن باز قال الحديث :"غير صحيح ولكن المعنى صحيح". والحديث ضعَّفه الإمام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء، وأورده الإمام السبكي في جزء أحاديث الإحياء التي لا أصل لها، وهو جزء من كتابه طبقات الشافعية، وضعَّفه غير واحد من العلماء منهم الإمام الفتني في تذكرة الموضوعات، والإمام السخاوي في المقاصد الحسنة، وأورده الإمام ابن الجوزي في الموضوعات. ولكن المعنى صحيح، فقد ورد بلفظ آخر، كما روى ابن ماجه والحاكم عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم"، وقال الحاكم في المستدرك :" هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" قصد الإمام البخاري والإمام مسلم. قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير: والمعنى أن الرجل إذا تزوج في منبت صالح يجيء الولد يشبه أهل الزوجة في العمل والأخلاق ونحوهما وعكسه بعكسه.. أهـ.. والمرأة مثل الرجل أيضاً، فينبغي لها أن تتخير -رجلها- أيضاً من الأصول الطيبة ذات العادات السليمة والفطرة المستقيمة. ** |
الدِّمَنِ ** «١.» وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قِيلَ : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السُّوءِ»؛ شَبَّهَهَا بِالشَّجَرَةِ النَّاضِرَةِ فِي دِمْنَةِ الْبَعَرِ؛ وَأَكْلُهَا دَاءٌ، وَكُلُّ مَا يَنْبُتُ فِي الدِّمْنَةِ وَإِنْ كَانَ نَاضِرًا، لَا يَكُونُ ثَامِرًا؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَادَ فَسَادَ النَّسَبِ إِذَا خِيفَ أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِ رِشْدَةٍ. وَأَصْلُ الدِّمَنِ مَا تُدَمِّنُهُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ مِنْ أَبْعَارِهَا وَأَبْوَالِهَا؛ فَرُبَّمَا نَبَتَ فِيهَا النَّبَاتُ الْحَسَنُ النَّاضِرُ وَأَصْلُهُ فِي دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَمَنْظَرُهَا حَسَنٌ أَنِيقٌ وَمَنْبِتُهَا فَاسِدٌ ). وعند مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير) في شرح حديث رسول الله :" باب :« دَمَنَ » يقول :« الدِّمَنُ » جَمْعُ دِمْنَةٍ : وَهِيَ مَا تُدَمِّنُهُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ بِأَبْوَالِهَا وَأَبْعَارِهَا : أَيْ تُلَبِّدُهُ فِي مَرَابِضِهَا ، فَرُبَّمَا نَبَتَ فِيهَا النَّبَاتُ الْحَسَنُ النَّضِيرُ . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الدِّمْنِ فِي السَّيْلِ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، يُرِيدُ الْبَعْرَ لِسُرْعَةِ مَا يَنْبُتُ فِيهِ وَحَدِيثُ النَّخَعِيِّ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالصَّلَاةِ فِي دِمْنَةِ الْغَنَمِ ". ** |
المرأة التي تجب أن يتزوجها المسلم *صفة المخطوبة * «١.» دِينِهَا وَ «٣.»: وَلِمُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ إنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَىٰ : «٢.» مَالِهَا وَ «٣.» جَمَالِهَا، فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك.».[ انظر : التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير العسقلاني: » كتاب النكاح » باب ما جاء في استحباب النكاح وصفة المخطوبة]. هؤلاء الصفات الثلاث : «١.» دِينٌ وَ:«٢.» مَالٌ وَ : «٣.» جَمَالٌ» هذه هي الدرجة الأولى من أحاديث المصطفى المجتبى المحتبى المرتضى في بحث مسألة الزواج من المرأة؛ والذي بينها من الآية :" فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴿النساء: ٣﴾ " أما الدرجة الثانية من أحاديث الرسول تقول :" « ٣. ١.»الْمَرْأَةُ تُنْكَحُ لِأَرْبَعٍ: كما الحديث السابق أي «١.» لِمَالِهَا : « ٢.» وَلِجَمَالِهَا : و «. ٣» لِدِينِهَا ، (ثم يضيف رابع فيقول عليه السلام :" وَ «٤.» لِحَسَبِهَا ".) فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك««١.»». [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ".[» التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير » كتاب النكاح » باب ما جاء في استحباب النكاح وصفة المخطوبة]. ثم هناك إضافة عند :" الْحَاكِمِ في مستدركه ؛ وَابْنِ حِبَّانَ في صحيحه مِنْ حَدِيثِ أ بِي سَعِيدٍ «.تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَىٰ إحْدَىٰ ثَلَاثِ خِصَالٍ : : «*.» جَمَالِهَا : «*.» وَدِينِهَا ؛ (ولكن في حقيقة الأمر النبي المشرع يضيف خامس فيقول عليه السلام : وَ :«٥.» خُلُقِهَا ، فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ ». المحصلة : أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَالْبَزَّازُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إحْدَى خِصَالٍ : لِجَمَالِهَا وَمَالِهَا وَخُلُقِهَا وَدِينِهَا فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُك". وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك . فتكون نعوت وصفات المرأة التي يرغب الشاب في الزواج منها هي: «١.» صاحبة «دِين» وَ : «٢.» وعندها «مَال» وَ : «٣.» وتتصف بـ «جَمَال» وَ «٤.» وهي ذات «حَسَب » وَ :«٥.» وأنها على «خُلُق» ، ثم فصل في الخطاب فقال :" فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ ». أو : "فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك" . .. هذا من باب الجمع بين الأدلة .. فالنبي المصطفى قدم للشباب ما يرغبون فيه مِن المرأة فعدد لهم : 1.) مَن هي ذات جمال ؛ أو 2.) هي ذات حسب ووجاهة إجتماعية أو 3.) مَن تملك مالاً، أما 4.) الأفضل مَن هي على خلقٍ و ذات: 5.) دين. هذا تشريع اباح للرجل أن يبحث عما يريد ويرغب ... فتح النبي المصطفى الباب على مصراعيه وقدم ما يرغبه الذكر أو الإنسان أو الرجل و التائب من الذنب كمن لا ذنب له فاستغفروه فإنه هو الغفور الرحيم . |
الخطبة الثانية : الخطبة الثانية : تتبقى مسألة : «٤.» فقد رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ ؟ ، قَالَ : «١.» : الَّتِي تَسُرُّهُ إذَا نَظَرَ ، وَ «٢.» تُطِيعُهُ إذَا أَمَرَ، وَ لَا «٣.» تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ » [التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» كتاب النكاح » باب ما جاء في استحباب النكاح وصفة المخطوبة]. ثم الدعاء وإقامة الصلاة . |
الخطوط العريضة لخطبة جمعة ٩ ذو القعدة ١٤٣٧~١٢. أغسطس ٢٠١٦. الخطوط العريضة لخطبة جمعة ٩ ذو القعدة ١٤٣٧~١٢. أغسطس ٢٠١٦. |
| الساعة الآن 01:42 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب