منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   السيرة النبوية (https://forums.banatmasr.net/f44/)
-   -   الإسراء والمعراج كان يقظة بالروح والجسد (https://forums.banatmasr.net/msryat556329/)

Miss ωђατєvєr «● 07-20-2016 02:00 PM

الإسراء والمعراج كان يقظة بالروح والجسد
 

المشهور عند الجمهور أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة في يقظته صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: إنهما حدثا مرَّتين في ليلتين مختلفتين. وقال بعضهم: إن الإسراء كان يقظة، والمعراج كان منامًا[1].

وأنا أُرَجِّح أن الإسراء والمعراج كانا يقظةً بالروح والجسد في ليلة واحدة، بالإضافة إلى حدوث المعراج وحده في المنام قبل الوحي.

وينبغي ألا يكون هناك خلاف في كون الإسراء تحديدًا قد حدث بالجسد يقظةً؛ لأن قُرَيْشًا كَذَّبَتْهُ فِي ذَلِك، ولَوْ كان مَنَامًا لَمْ تُكَذِّبْهُ فيهِ ولا فِي أَبْعَدَ مِنْهُ، فيكون هذا التكذيب دليلاً على حدوثه على الحقيقة، فقد فهموا أنه حدث بالفعل وليست مجرَّد رؤيا؛ لأن الرؤى لا تُناقش بقوانين البشر.

وعمومًا فهناك إشارات كثيرة في القرآن الكريم -فضلاً عن التصريحات المباشرة في السُّنَّة المطهرة- تُؤَكِّد أن الإسراء كان بالروح والجسد معًا؛ ولنقرأ ما قاله الله تعالى في صدر سورة الإسراء مُخلِّدًا هذه الذكرى الكريمة؛ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]. في هذه الآية إشارات متعدِّدة في الاتجاه الذي نعنيه؛ من هذه الإشارات أن الآية بدأت بكلمة:

{سُبْحَانَ}، وهي كلمة تقال لتنزيه الله وتعظيمه عند رؤية شيء عجيب لا يقدر عليه البشر؛ ومن ثَمَّ نُسَبِّح القادر الذي فعل هذا، ولو كان الإسراء بالروح فقط ما ذكر الله تعالى كلمة التسبيح في البداية، ومن الإشارات -أيضًا- أنه نسب فعل الإسراء {أسْرَى} له سبحانه لا لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ للدلالة على أن شيئًا عجيبًا لا يقدر عليه محمد صلى الله عليه وسلم بمفرده قد حدث، ومن الإشارات كذلك أنه قال: {بِعَبْدِهِ}، والعبد لا تُطْلَق على الروح وحدها، إنما تُطْلَق على الروح والجسد معًا.

كذلك قال: {لَيْلاً}. وهذا لتحديد الزمن الذي تمت فيه عملية الإسراء، ولو كان بالروح فقط؛ أي في المنام، ما احتاج أن يُحَدِّد الزمن الذي أُسْرِي به فيه، كما أنه قال: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. وهذا هو المكان الذي بدأت منه الرحلة، ولو كانت منامًا لكان الأوقع أن يكون في بيته وليس في المسجد الحرام، وكذلك قوله تعالى: {إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}. يُؤَكِّد أن الرحلة كانت إلى مكان معين حلَّت فيه -وفي الأرض المحيطة به- البركة من الله عز وجل، وهذا السياق لا يكون إلا في الأحداث المادية لا المعنوية، ثم إنه قال سبحانه: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}.

ولو كانت الآيات الـمُشاهَدَة مجرَّد رؤيا فإن هذا حدث كثيرًا في السيرة النبوية، أمَّا الذكرى التي تحتاج إلى تخليد، فهي ذكرى رؤيته للآيات عيانًا لا منامًا. هذه كلها إشارات في آية الإسراء، ومثلها نجد إشارات في الآية الأخرى في السورة نفسها، التي تتحدَّث عن الإسراء أيضًا، وأعني بها قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]. فالرؤيا هنا -كما قال ابن عباس رضي الله عنهما- رؤيا عين؛ روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، "في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال: "هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بيت المقدس". قَالَ: {وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ}، قال: "هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ"[2].

فهذه الرؤية الحقيقية هي التي تصلح أن تكون فتنة للناس؛ فالناس لا تُفْتَن بالأحلام مهما كانت عجيبة، كما أن العرب تستخدم كلمة "الرؤيا" لا "الرؤية" للأمر الحقيقي إذا كان عجيبًا نادرًا[3]، حتى على فرض أن الرؤيا كانت منامية فإن الله استعمل في وصف حدوثها فعل {جَعَلْنَا}، وهذا يعني أنه جعلها حقيقة لتكون فتنة للناس، وتكون الآية دلالة على رؤيا تحقَّقت كفلق الصبح، كما هي الحالة في كل رؤى الرسول صلى الله عليه وسلم. ويمكن أن نجد إشارات كذلك في بعض الآيات التي ذكرت أمر المعراج؛ ومنها قوله تعالى في وصفه لبصر الرسول صلى الله عليه وسلم: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 17]؛ لأن البصر من أدوات الجسد لا الروح، وهذا يعني أن المعراج كان بالجسد، ومن باب أولى يكون الإسراء كذلك.

[1] للمزيد انظر: السهيلي: الروض الأنف 3/273، ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/171، وابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/459، 460.
[2] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج، (3675)، والترمذي (3134)، والنسائي (11291).
[3] قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون الحكمة في تسمية ذلك رؤيا لكون أمور الغيب مخالفة لرؤيا الشهادة فأشبهت ما في المنام. ابن حجر: فتح الباري 12/352. وقال الكشميري الهندي: واعلم أن ما يرَونه الأنبياءُ عليهم السلام من أشياء الغيب في اليقظة يقال له: الرؤيا أيضًا، لأن الرؤيا التي يراها النائم في نومه لا يراها غيرُه، وكذلك الأنبياء عليهم السلام يرون أشياء في اليقظة ولا يراها غيرُهم. انظر: فيض الباري على صحيح البخاري 1/449.

همس الكناريا 07-31-2016 10:53 PM


تسلمي ع المعلومات القيمة

بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك

دمت بخير

همس الكناريا





.Lamar 08-28-2016 06:29 PM

جزاكم الله خيرا
ونفع بكم

ڪــــبرياء الروح 09-30-2016 12:10 AM

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

جزيتي خيرا

الفيلسوف العآشق 10-03-2016 12:44 AM

جزاك الله خيرا
وجعله في موازين حسناتك

البرنس رامى 10-13-2016 05:08 PM

بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك

ريحانة الاسلام 12-01-2020 12:52 AM

جزاك الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين

Hala Elsheikh 07-16-2022 03:51 PM

اللهم صلى وسلم وبارك على
سيدنا محمد
وآله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

M e s k 11-09-2022 10:51 PM

بارك الله فيكم

اسراء سعد 08-14-2023 10:51 AM

الهم صلي وزد وبارك عليه


الساعة الآن 12:30 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w