السيّد حمار كعادته, استيقظ(عربيُّ) باكرًا ليذهب إلى السوق البعيدة عن منزلِه بمقدارِ خمسة أميالٍ ليقومَ بعمله كحامل أمتعةٍ وبضاعةٍ وخلافه ليجنيَ القليلَ من المالِ يقتات به قوتَ يومه. اتّجه صاحبُنا نحو غرفةٍ صغيرةٍ تُقاربُ في المساحةِ غرفته التي يسكنُ فيها, حيث يقبعُ حمارُه. ولكن هناك أمرٌ ما, فحمارُه لم يقرب العلفَ على غير عادته لم يُبالِ عربيٌّ كثيرًا, وتقدّمَ ليفُكَّ وثاقَ حمارِه لينطلقا إلى السوق وبينما هو جالسٌ عند أقدامِ حماره شعرَ بشلالٍ من الماء ينهالُ عليه, نعم..فقد بال حمارُه عليه ثم وبدونِ سابقِ إنذارٍ رفسه رفسةً جعلته يصرخُ من الألم. بعدما أفاق صاحبُنا من الصدمة والألم قام وصبّ غضبه على حماره فانهال عليه ضربًا بالعصا حتى تعب من ضربه. ثم ذهب وامتطاه وهشّه لينطلق, فلم يتحرّك ضربه فلم يتحرك... زاد الضرب فلم يتحرك ثم قفز الحمار وثار حتى أسقطه على الأرض وانطلق متجها إلى غرفة عربي. هرول عربيُّ خلف الحمار فوجده يأكل الخبز همّ أن يضربه ولكنّه لمح في عينيه غضبًا فلم يجرؤ على الاقتراب منه بعدما انتهى الحمار من الخبز تقدّم في هدوءٍ نحو عربيّ وتوقف بجانبه فامتطاه عربيُّ في خوفٍ وحذر ولكن الحمار انطلق باتجاه السوق. بعدما انتهى عربيُّ من عمله عاد وحمارُه باتجاه البيت ولكنّ الحمار لم يتجه نحو غرفته, وتقدّم متجهًا نحو غرفة عربي. حاول عربيُّ أن يغير اتجاهه ولكنَّه فشل في ذلك. فربطه في غرفته وذهب هو لينام في غرفة الحمار وقبل النوم عاد إلى الحمارِ ومعه صاعٌ من الشعير, فأومأ الحمار برأسه رافضًا شعيره, ومدّ فمه فالتقم الخبز من يد عربيّ لم يجد عربيُّ بُدًّا من أن يأكل الشعير بدلًا من حماره, لأنه كان يتضور جوعا. في الصباح جاء عربيُّ من غرفته-غرفة حماره سابقا- وجلس عند أقدام حماره ليفكّ وثاقه. وإذ به يتفاجأُ بشلال الماء ذاته, فرفع رأسه ليلتقمَ تلك الرفسةَ اللعينة. جلس عربيُّ في زاويةٍ يستريح, فجاءه حمارُه طائعا فامتطاه عربيُّ وذهبا إلى السوق. تكرّر الأمر يوميًا, حتى أصبح عربيُّ يترك الحمار بدون قيدٍ لكنّه يجلس كل يومٍ ليتلقى تلك الرفسةَ ويستحمَّ بنفس الماء وإلا فلن يتحرّك الحمارُ من مكانه. بعدَ عدّةِ أشهرٍ قرّر الحمارُ أن يُنهيَ هذا التمرد ويعود لحاله الأولى فترك غرفةَ عربيّ السابقة وذهب لغرفته الأولى فنام فيها ولكنّ عربيّ لم يعُد لغرفته وفي الصباح جلس عربيُّ عند أقدام الحمار فتحرَك الحمار بهدوءٍ نحو الباب ينتظر أن يمتطيه عربي, دون أن يبول عليه أو يرفسه. ولكنّ عربي ظلَّ جالسًا في مكانه انتظره الحمارُ طويلًا فلم يتحرّك التفت إليه الحمار ثمّ عاد إليه فبال عليه ورفسه فقام عربيُّ ونام الحمار. |
مش عارفة ان كنت فهمت المعنى صح و لا لا بس دة حال الناس دلوقتى بتتهان و تنظلم و تتعامل معاملة غير آدمية بيثوروا للحظات و يتقبلوا الامر الواقع بيتجرعوا الذل و الهوان لحد ما يتعودوا عليه لا و كمان يتقبلوه مش غياب رد فعل مناسب لا دة قبول و خنوع للواقع المفروض حتى لو غير انسانى او مفيش عقل يقبله جميلة طبعا القصة اخى وواقعية جدا سلمت يمينك تحيتى و تقديرى |
كلمات اختصرت كثيرا من الكلمات بل اختصرت واقعا بأكمله كل على حدة وابدأ من كبيرهم وأتباعه ومن هم على شاكلته من يخسر كرامته وهيبته أمام حمار فلا تنتظر منه أن يعود من معركة بانتصار إلا إذا كانت دابته في المعركة حماااااار دكتور عبدالله أبدعت وأحسنت وأجدت التعبير والتشبيه شكري وتقديري وامتناني |
على الحمير ان تحترم نفسها ولا تستغل مساحة الحرية للإفساد وإثارة الشغب بل عليها تطبيق المثل عيش جبان تموت مستور على العموم الجبان لا يغضب وفي اللحظة التي تقوده للغضب يفرمل ويضرب بريكات فلو قمنا بانهاء ما نبدأه ما وصلنا الى ما نحن فيه حقيقة متعارف عليها الغضب والجبن لا يلتقيان تحياتي لك |
ايه الموضوع الرائع دا ابصم بالعشره ان كنت فهمت حاجه |
هذا حال من يرضى بالذل والخنوع .. وفي زماننا كثرت الحمير والممتطين لها عن خوف وجبن وذلة ... حمار يمتطي حمار .. شعار المرحلة التي نحياها😊 |
تسلم ايديك يادكتور |
هؤلاء الذين يرتضون بان تهان كرامتهم فهم لا يعرفون للكرامة معنى والواقع العربي خير دليل لذلك فمن خضع للاهانة وقبل بها من اجل ان تسير اموره فهو لن يعرف قيمة الكرامة والتى من اجلها يمكن خسارة اى شيئ ولكن فقط من يعرف قيمتها سلمت اخى عبدالله |
تلميحات إخوانجية تلميحات إخوانجية مرفوضة .. الهدف منها معروف .. :613: |
اقتباس:
القبول والخنوع بحجة استمرار المصلحة الي ملهاش قيمة قصاد الكرامة بيجعل من الحمير أسيادا. نورتيني لمار شكرا لوجودك الجميل |
الساعة الآن 08:24 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب