منتديات بنات مصر - الذكاء الاجتماعي والاستيعاب العاطفي

حتي لا أطيل في المقدمات
الذكاء الاجتماعي يعتبر أحدي فروع الذكاء العاطفي وقد يتم استخدامه من بعض الناس سلبا أو إيجابا ..
قد يكون فاسدا وقد يكون محمودا .. فبهذا الذكاء تكون قادر علي التكيف والموازنة بينك كشخص وبين البيئة المحيطة بك مهما كانت معقدة ..
فتستطيع أن تطوع الصغير والكبير أو الإناث والذكور لمعتقداتك سواء كانت فاسدة أو صالحة عن طريق القدرة علي التواصل مع مشاعرهم ومعرفة احتياجاتهم ...
هي وسيلة نسبية تتحدد بشخصك وأخلاقك وبمكانتك وبمدي تأثير تلك المكانة في المجتمع ..

في رأيي أن الذكاء الاجتماعي موهبة ونعمة ولكن ضعها في كتلة من الظروف القاسية والفقر باختبارات أخلاقية متتالية .. فإن كنت بمكانة اجتماعية عالية فستصبح
نقمة علي مجتمع كامل إن سقطت في تلك الاختبارات تحت وطأة تلك الظروف ....

أما الاستيعاب العاطفي فهو الخطوة الأولي ضمن مجموعة خطوات
لامتلاك المفتاح الأول للذكاء العاطفي وهو اكتساب الوعي الذاتي
بمعني أن تكون قادر علي استيعاب مشاعرك وتأثيرها
وتستوعب أهميتك وقدراتك ..
ومفتاح الاستيعاب هو الاحتياج ..

ولكن لماذا أجعل أولي خطوات امتلاك الذكاء العاطفي في وجهه كنقيض أو كمساوي له أو طرف مقابل ؟

الفكرة أن ليس كل شخص يمتلك هذا النوع من الذكاء وليس كل من يمتلكه له القدرة علي تغيير مقدرات العالم بيديه ..
بل أن هناك الكثير من البشر في مكان بين مشاعرهم ومن يقود تلك المشاعر ..
فهنا المباراة بين شخص امتلكها وآخرين مازالوا يبحثون عن المفتاح الذي من خلاله يستطيعون به معرفة مشاعرهم كبداية ويستوعبوها ..
فقد يموت الشخص وهو مازال يبحث عن جوهره الحقيقي ..
بل لم تستوعب عقولهم بعد أهميتهم في هذا العالم و مازالوا يبحثون
وهم يبحثون يصادفون آخرين قادرين علي تطويع العلاقات الاجتماعية
فيصبحون تابعين لهؤلاء ..

فعندما كانوا يسعون لاكتساب وعي خاص بهم تم غمرهم وإغراقهم بمجموعة من الأفكار والشعارات
جعلتهم يفقدون الثقة في أن طريقهم سيقودهم إلي الأصلح بل أن فلانا سيقود الكل إلي طريق ما
فاستسلموا لمن هو قادر ...
تم غمرهم بوعي الآخرين وتم طمس سعيهم لامتلاك ما أمتلكه الآخرين ..
كما قلنا مفتاح الاستيعاب هو الاحتياج
هؤلاء قدموا لك ما تظن أنك تحتاجه لكي تشعر بالرضا علي طبق من الذهب
فلماذا البحث عن الذات .؟

وبالتالي تحول الأمر من سعيك لاستيعاب قدراتك وأهميتك في هذا العالم ..
إلي استيعاب عاطفي يثقله الآخرين بك ..
بمعني أن قلبك أصبح كسفينة تطفوا وتغرق في نفس الوقت ...
تريد أن تطفوا إلي السطح ولكنك تظن إنك لست مؤهلا كفاية لذلك
تظن أنك تغرق وتنتظر من آخر أهديته نفسك لكي ينقذك ..
أصبحت إناءا من الصبر محاطا بالسلبية والتبعية وأنت راضي بذلك ...

ولكن هل هناك حدود لهذا الاستيعاب ؟ هل هناك نهاية ؟
هل هذا الإناء بداخلك قابل للامتلاء والانفجار ؟
هل مجموعة الأفكار العاطفية المكونة لشخصك التي تتناقلها الأجيال هي حلقات قابلة لأن تنكسر ؟
أم أن الطرف الآخر سيتفاوت ذكاءه الاجتماعي مع من سبقه ايضا ..
وأيضا يتفاوت استيعابك أيضا مع من سبقك .. فالظروف تتغير .. والمكانة تتغير .. والعقول تتفاوت ..
والخبرات يتم تناقلها .. ويتم تحديثها
هناك الكثير من التفاصيل والاحتمالات الغير محدودة التي قد تضعها في خيالك لكل طريق تسلكه وكل مجتمع تبحث عن صفاته ..
فهناك عوالم مختلفة بين أول وثاني وثالث .. ولكل منهم رئة تختلف .. ولكل منهم خصائص مختلفة ...
وبالتأكيد الذكاء الاجتماعي بالتأكيد ستتطور أشكاله وأنماطه مع كل جيل جديد سواء كان للخير أم للشر ..
فأشر أنواع الذكاء حديثا هو أن يجعلك أحدهم تظن تظن أنك ممسك بزمام حياتك مع العلم أنك معلق في الهواء ...
كما قلت مليارات من الاحتمالات اللا محدودة القابلة للتغير ..

هذا لأن الأمر الذي لا يتغير أبدأ هو الشكل الإنساني (كونك إنسان )
تعريفه أنك ستخطأ التقدير في أوقات وستحسنها في أوقات أخري
ولكن بعض القرارات المصيرية في حياتك ستجعلك تضع نفسك في النهاية في خانة الاستيعاب لأنك تحتاج شئ ما ..
اعتقد أنه سيظل هناك هذا الشخص دائما ..
طالما الفطرة التي خلقنا الله عليها تم العبث بها ..

سأقوم برحلة في اتجاه مختلف ولكن سنعود لنفس النقطة في اخر الطرح ...
الفكرة في عقلي أكثر ولم استجمعها كليا .. ولكن سأحاول إبرازها بكتابتها كلا علي حدا
في أجزاء منفصلة .. حتى لا أطيل ..
ولمن هو مهتم بتلك النوعية من الأطروحات
نراكم في الجزء الثاني منه إن وفقني الله في كتابته..