منتديات بنات مصر

جلستُ كعادتي على الأرض فى تلك الغرفة السوداء. أتجمد وحيدة بين الجدران الباردة.مُصباح باهت وبشع ، يعبر النور من خلاله مثل الشبح.أعرف أنني لا أهاب الأشباح أبداً. نعم سأخاف للوهلة الأولى ولكن.. رُ بما لو ظهر لي يومً أحدهم سأدعوه إلى مشاركتي، والجلوس بجانبى. سأقص عليه أيضًا قصة .وأشاركه طقوسي المفضلة،سنلعب سويًا لعبة الإختباء من البشر. إن الظلام ليس مرعب. لذلك لن يكون الأمر مزعج لو دُمرت عيناي. حينها لن ينزعج كلانا من ضوء ذلك المصباح الذي لا يعين صرصور هارب إلى المرحاض! . أوه نسيت.ربما سيكون علي أختيار أسم لصديقي الجديد. فكري ، فكري ماذا عساه أن يكون ؟ .حسنًا ، علي أن أسأل شخصً ما. تحركت واقفة أمام أحد الجدران.أحدهم يرسم بالظلام على ورق الظل. اللعنة ؛ لا أستطيع القرءاة . حاولت أن أدقق إلى أن قال أحد ما بصوت خافت: "وهم، سيكون الأسم هو وهم "
لم يرعبني الصوت؛ أنه تمامًا كما يحدث داخلي . صوت يشبه تلك المعركة التى تحدث بين العقل والقلب. كان هذا جيد. على الأقل هذا الصوت مألوف لصوت الخراب بداخلي .فلا داعي للخوف. وقفت وأنا المس رسوم الجدار أسأله" ولماذا وهم؟ الآيمكنك اختيار أسم آخر صديقي.بالمناسبة أسمى هو" اللاشيء " وأتمنى أن تسمح لي بمنادتك صديقي؛ فأنا ليس لدي أصدقاء. أتقبل بصداقتي ؟. تحركت يمينًا ويسار. علّي أرى ولو أثر قدم واحد لصاحب الصوت المألوف. ولكن لا بأس ربما المتاح هو صوته وحسب . ناديته :" حسنًا صديقي قل شيء ما، أنا اسمعك."
شعرت للحظة وكأن شيء ما يعبس بمقدمة جبهتي . يتحرك كنسيٍم لا يكاد يكون له أثر . وضعت يدي اتحسسه. واضيق عليه بأصابعي؛ لكي لا يهرب. جريت مسرعة نحو المصباح. وأسفل الضوء الضعيف. حملت ذلك الشيء على كفي. لأجده مبتسمًا قائلا "مرحبًا بكِ أنا صديقك الجديد وهم"
تسمرت عيناي قليلاً ليس من الخوف أبدًا . ولكن ... رباه ما الذي قد أقوله . نظرت له وأنا استفهم منه بنبرة فضولية:" هل تعتقد يا وهم أن نجم حظي فى مكانه الصحيح؛ ليأتيني بعنكبوت بائس تنبعث من شباكه على يداي رائحته النتنه ؟ "
نظرت له وانا أشفق على حالي ولكنه واسانى قائلاً." يا عزيزتي. الرائحة النتنه هى حظك. ما ذنبى لو أن حظك فى مؤخره الكوكب! " تنهدت بنفس طويل وأنا أبتسم مرددة : "اللعنة"
"صديقتي " قالها وكأنه هو الآخر يشفق على حظي. ثم أخذ يتابع " أينما كان الوهم أركضي نحو الطبيب الأكبر. " وماكدت أن أنطق إلا وشعرتُ بيد ما تضرب كتفي الأيمن بقوة وهو يقول" أهكذا ينام البشر ؟. انهضى نحو سريرك" ويلاه أنها أمى!! . لا أعرف كيف كان الشعور بداخلي. ولكن وفى نبرة استفهم " والبشر كيف ينامون؟" بادلتني نظرة ساخره وهي تقول" بالتأكيد ليسوا مثلك. تنامين على الأرض وقدمك مرفوعة على الجدار والقدم الأخرى تضميها نحو ذقنك.ويداكي ملفوفتان خلف رأسك " ضحكت وأنا اسخر من نفسي أردد"هه بئساً!" ولكني مالبست إلا وتحركت من ع الارض سريعًا نحو الجدار وسألت بدون خوف من أن تظن أمى بأن أبنتها الوحيدة مصابة بالجنون ."أمى أين العنكبوت الصغير . أتذكر جيدًا أنه كان هنا" قلت ذلك وأنا أشير بسبابتي نحو الربع الأيسر العلوي من الجدار . " مابك؟ . تعلمين جيدًا أني لا أحب العناكب وانظف البيت على الدوام ." لا أعلم ما الذي حدث لي حينها،ولكني وجدتني أصرخ بنبرة عالية وبغضب " بالله كيف تقتلي صديقي وهم . أنه نتن أعلم ولكنه صديقي أمى " ضحكت مني ساخرة " ويحك ! أى صديق هذا أنه مجرد عنكبوت " نظرت لها ولا أعلم ما الذي يحدث مرة أخرى بداخلي قلت وكأنى اعاتبها " لم يكن عليك فعل ذلك ؛ إن النفس نفس ولو كانت مجرد حشرة " نظرتني بلا مبالاه تقول :" آه منكِ. سأذهب لتحضير الطعام " شعرت للحظة بشيء غريب فى مقدمة جبهتي حيث كان صديقي العنكبوت وهم واقفًا. وكأن شيء ما عبر داخل رأسي بلا رأفه. الأمر مؤلم . أخذت أضرب رأسي بالجدار عساه أن يزيح الألم أشحت بنظري لأجد العنكبوت أمامى يبتسم. لحظه! . إن الحديث الذى أخبرني به: "أينما كان الوهم أركضى نحو الطبيب الأكبر" فهمته الآن. بادلته أبتسامة دامعة من الخوف. لا بل جرت الدموع وكأنها تحتفل معى . لطالما اردتُ إشارة ما وأخذت العهد على نفسي بأنها ولو كانت مثل الجبال على قلبي. لأقول فيها لبيتُ فيكي قرب الطبيب . .... الآن أدركت من هو "وهم" وربُما عليك أن تدرك أنت من هو الطبيب. 🚶
#ياطبيب
#رحيل
#aya_ibrahem