" موضوع يتجدد رُغم قدمه " ما زلت أتذكر تلك الوصية التي كان يسمعني إياها أبي _ رحمه الله _ ليل نهار قائلا : يا فلان إياك وتتزوج مثلما يتزوج أصحاب " حبيني وأحبك ، تراها كما حبتك اتحب غيرك " _ باللفظ العامي _ . " كما أحبتك ستُحب غيرك " . كنت أسمع ولكن من غير أن أجعل لتلك النصيحة أي أهمية ، لأننا لا زلنا لا نفقه وندرك شيئا من تلكم الأمور ، واليوم : تتجلى لي تلك النصيحة عندما أرى ذلكَ التبذل ، والإسراف ، والبذخ في التعاطي مع هذهِ الكلمة التي أراها في الغالب تحتوي على أربع حروف ، ولكن ميتة بلا روح ! ومفرغة من المضمون ! فقد نزعت منها الروح لنجد الحب يباع في سوق الفواكه و الخضار ، " عفواً وعذراً أيه الحب لم نقدرك حق قدرك " ! في : فترة من الفترات اخذت أتعمق في تحليل تلك الوصية التي وصّاني بها أبي ،وهو المبدأ الذي حتماً كان يعتنقه الكثيرون في تلك الحقبة ، أقول متسائلاً : لماذا ذلكَ التشدد والتحذير من ذلكَ الأمر ؟! أحياناً أجتهد في الإجابة عنها وأقول : لعل في زمانهم لم يكن شائعا تلك المجاهرة بتلك المشاعر ليكون الفعل والمواقف هي من تعبر عن معناه الحقيقي ، فكان : الوقوف على الأفعال مقدم على الأقوال وزخرف القول غرورا ! وهذا ما يتعاضد مع ما جاء ذكره في الكتاب العظيم فلم يذكر " الحب "باللفظ ، بل جعل الثمرة والمعنى العميق الدقيق بذلك التعبير بأن العلاقة الزوجية تقوم على " المودة والرحمة " ، وعلى كل حال : لا يمكن أن أبعد تلك الاعتقادات التي عممت على القائم على هضبة الحب بأنها كانت في ذات الوقت تلقى جزافا من غير تمييز ، وما : زلت أتساءل عندما كنا صغاراً كنا نلعب مع بنات الجيران ولم تخطر في بالنا تلك الخواطر ورسل الإعجاب ، وأظن : أن الكثير عاش ذاكَ الواقع ، أما اليوم فنجد حتى ما دون السن لخامسة إلا ويعرف أدق الأمور ! أتساءل هل هذا التغير والتبدل طرأ بسبب ما نشاهده ونسمعه ؟! حتى : بات الكثير لا يخرج من البيت إلا والحديث والهذيان في العقل الاواعي يتحدث عن الحب ، ويحث على الإلتفات ! ويرى : عن يمينه وشماله وكأنه حية تسعى ! لا تنظر إليه فتاة _ والعكس _ إلا ويقول : " لقد وقعت في حبي ، ونالها مني الإعجاب " ! |
الساعة الآن 10:30 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب