نظرت له في حالة يغلبها عدم الأتزان قائلة:
لقد أرتكبت الحياة الكثير من الفظائع في حقي. وأنا كل ما فعلته هو أنني أعيش وحسب.فإن كانت جريمتي هي البقاء على قيدها فلماذا وُجِدت من الأساس؟.. بل ولماذا أنا هنا إن كانت تمقُتني مقت الشباب للشيب هكذا ، حتى نجمي طفح كيلهُ وغرق في الظلام. أتعلم ياعنكبوتي الصغير .بينما العالم كله يركض أمامها. كنت أنا من يركض خلفها. بينما كان الجميع يتسابقون في الحصول عليها، كنت أنا فقط أريد أن أقول لها أني هُنا. ثمة شخصًا ما عالق في سوادها.شخصًا لا يريد سوى العيش في سلام . فقط أردت أن أقول هذا وحسب.
أقترب عنكبوتي الصغير وهو يبتسم على الجدار أمامي ، صوب شباكه على كفي الأيمن ففهمت أنه يريد أن أفتح كفي ليجلس به، نظر إلي مروحة السقف. فتوجهت بنظري نحوها أنا أيضًا . أبتسمت في وهن ، تمامًا كتلك المروحة التي تدور كعجوز عليل، فردت يداي كجناحين صغيرين. بينما هو تسلق على كتفي ، وبدأنا سويًا في الدوران مع حركة المروحة، كنا ندور ..ندور حتى تلاشت ملامح الأشياء من حولنا. همسني في أذني قائلاً:
_ في هذه الحياة كل شيء يدور.. الأفلاك تدور،الأرض تدور ، حتى هؤلاء البشر منذ أول يوم لهم بالأرض يدورون بداخل دائرة القدر. الحياة ليست ساحة للركض عزيزتي. إننا مرغمين على الركض ولكن ليس وراء الحياة ،ولا حتى من أجلها؛ بل لأجل الحصول على مدارنا الصحيح. لذلك أستمري بالدوران هكذا ولا تتوقفي أبدًا.
كنت أستمع له ولا أعلم ما الذي يريده.ولكن ذلك الشعور بتلاشي كل شيء من حولي وأنا أدور رائعًا، نعم رُبما يبدو الشعور رائع ولكن إلي متى؟. إلى متى سأظل هكذا أيها العنكبوت الصغير ؟..
.................................................. .............
ركضت مسرعة نحو بيت الجار لأخبره أن كهفه الخاص المصنوع من القش قد أحترق ؛ركض بسرعة البرق وأنا من خلفه أحاول اللحاق به للمساعدة،وعندما أقتربت وجدته يخرج من جيبه علبة الدخان. نظر إلي وهو يشعل سجارته من اللهب قائلاً بنفس بارد:" يالها من معجزة لا أعرف كيف كنتُ سأشعل سيجارتي اليوم لولا إشتعال كومة القش هذة" اللعنة! فذلك الكهف الصغير كان يحتوي على أعماله اليدوية من الفخار.نظرت إليه في صمت وأنا أمشي إلي الوراء أنظر إليه في محاولة مني لفهم ما حدث. عدت لغرفتي ،لأقف بجوار عنكبوتي الصغير، والذي كان يتابع كل شيء من خلف النافذة،قلت له في إندهاش "قد أحترق مصدر رزقه الوحيد وهو يستمتع بسجارته!" نظر لي بأبتسامته الساخرة قائلاً" يمكنه صناعة المزيد والمزيد من الفخار يا حمقاء، لكنه لن يستطيع صناعة عمره السابق والذي كان يركض خلف نسيانه بسجارته"🕷️💔🚶
........................................
قال بنفس عميق بارد"نستطيع معرفة العاهرة بأرخص الطرق التي تُشبهها. بالواقع لا يمكن للسبحة التي تحملها بيديها أن تفسر خروجها لنشر قطعة من الملابس الناشفة!" صمت لثانية ونظر إلي نظرة لئيمة يسألني"بربك ما الحاجة لنشر قطعة من الملابس الناشفة "نظرت له بشيء من العجب ولا أدري ما أقول ولكني حاولت أن أجاوبه حتى لا ينتظر أكثر فقلت"لا بأس أيها العنكبوت.لا تعنينا أفعال العاهرات بشيء ولكن.. رُبما ظنت أنها سوف تحصل على رجل بتلك الطريقة الغير منطقية. بالنهاية لن تجعل منها السبحة قديسة طاهرة "
تحرك واقفً على شباك النافذة. ينظر للملصقات الموضوعة على جدار المبنى أمامنا.قام بالبصق على كل وجوه المرشحين بالأحزاب بالملصقات قائلاً" لا ولن أمل أبدًا من وصفك بالحمقاء الغبية. العاهرة تريد المال. والمال بجيب الرجال. وعند حصولها على المال.سوف تختفي. وهي لن تحصل على هذا المال إلا عندما تتبلل قطعتها يا غبية. أنظري لهم..جميعهم قد نشرو قائمتهم كالعاهرة وعندما تتبلل أكاذيبهم بأصوات أهل المنطقة ويحصلون على كل شيء. يتبخرون ويصبحون كالدخان" نظرت له بأستغراب عظيم أسأله"لا أعلم يا عنكبوتي أكانت مشكلتك مع النواب أم مع كل ما هو مؤنث على وجه الأرض أو حتى مع السياسة.انظر حتى السياسة مؤنثة ههه" تحرك ليستقر بجانب أذني هامسًا "وهذا ما يجعلها عاهرة يا عزيزتي"🕷️🚶
#ياطبيب
#رحيل
#aya_ibrahem