منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   قصص - روايات - بقلم الاعضاء (https://forums.banatmasr.net/f248/)
-   -   الفارس - قصة طويلة - الجزء الاول (https://forums.banatmasr.net/msryat607631/)

belly 08-04-2022 04:58 AM

الفارس - قصة طويلة - الجزء الاول
 
الفارس – قصة طويلة – الجزء الأول

هوت تلك اليد القاسية الخشنة علي وجهها بقوة فائقة و غل غير طبيعي ، جعلها تصرخ كما لو كانت روحها تنتزع من أعماقها إنتزاعاً و تسقط علي الأرض من شدة الضربة و تتمزق شفتها ليسيل دمها في سرعة مع براكين من الحمم الملتهبة تتساقط من عينيها في صورة دموع حارقة رهيبة تحرق المسافة من مقلتيها حتي نهاية خديها..

و هي تنظر إليه ، تنظر إليه و في عينيها ألم ووجع لا يمكن وصفهما قط ، لم يكن وجعها بسبب ألمها الجسدي – رغم قسوته بعد هذه الصفعة المزلزلة - ، و لكن ألمها الروحي و المعنوي فاقا أي ألم آخر ..

و عادت إلي ذهنها ذكري قريبة ، ذكري لم يمر عليها سوي عام و نصف ، ذكري حبيبها الفارس الشهم المغوار ...

بدأت حكايتها مثل المئات ، بل لنقل الآلاف من تلك القصص الشبيهة التي تحدث في الجامعة ، حينما كانت فتاة غضة بريئة لم يتجاوز عمرها التاسعة عشرة ، لكن الله عز و جل وهبها جمال طبيعي غير عادي ، فلم تكن تهتم بوضع تلك المساحيق التي تتفنن البنات بوضعها لتغير الشكل بصورة رهيبة كما نري الآن .. لكنها كانت فقط تضع أحمر شفاه خفيف بلون الجلد يعطي لشفتيها بهاء و جمال فوق الوصف و يجعل كل من يراها يحلم بها و يتمناها من صميم قلبه ..

كانت هذه الفتاة محط أنظار الجميع ..... و عندما أقول الجميع فأنا أعني الجنسين ، فكما ينظر لها الشباب من منطق الرغبة في التعرف و الحديث و القرب و ما إلي ذلك ، كانت تنظر لها البنات هن الأخريات .. من منطق الحسد و الحقد و الكره ، فهي كانت جميلة أكثر من اللازم و كانت تعتني بنفسها لدرجة غير عادية ، فعلي سبيل المثال كما تري أنها ترتدي حذاء يظهر جمال أصابع قدميها و الإظافر كذلك ، و من أجل هذا المشهد الذي يمر علي الغالبية مرور الكرام كانت تنفق ساعات و ساعات من أجل عمل حمامات لقدميها و تقشير للجلد الميت و تنعيم و ما إلي ذلك من الأمور التي تفهمها و تتقنها البنات فقط ...

كذلك فقد كانت فتاة ترتدي ملابس متحررة ، لا أعني بذلك أنها كانت ترتدي ثوب يظهر بطناً عارية أو تنورة لا تصل إلي الفخذ ، فهي في الواقع كانت محجبة ! ، أجل محجبة و لكنه ذلك الحجاب الذي نراه في كل مكان للأسف ، فكانت تهوي إرتداء سراويل الجنز شديدة الضيق التي تظهر ملامح الساقين و حجم الردفين بمنتهي الوضوح و بلوزة خفيفة تظهر ثوبها الداخلي و حجم صدرها البارز في شموخ و تحدي كما لو كانت تباهي به ، و تقول في خفوت " من من البنات تملك أنوثة و رقة و جمال مثلي ؟"

و مع هذه الصفات كان من الطبيعي أن يتهافت عليها الشباب كما يتهافت الذباب علي الطعام العفن .. فهذا يتمني أن تكلمه و ذلك يتمني أن تنظر إليه و ثالث يتمني أشياء قذرة لا يمكن الإشارة إليها هنا بأي حال !

و لكن هذه الفتاة – رغم إستهتارها بالحشمة و الوقار – لم تكن من النوع الذي يحب إقامة علاقات مع الجنس الآخر سواء أكانت علاقات صداقة أو زمالة أو أي شئ من هذا القبيل ، لقد كانت من النوع الذي يحب جذب إنتباه الآخرين بملابسها المتحررة و جسدها المثير و لكن بنفس الوقت كانت علاقاتها في الكلية تقتصر علي الفتيات فقط و علي عدد محدود منهن فحسب...

كان ذلك حتي ظهر هو في حياتها ...

لا تدري ما الذي جذبها إليه ، رغم أنه لم يكن يتمتع بوسامة خاصة أو حديث جذاب ، لكنها وجدت نفسها تميل إليه بصورة شديدة ... حتي أنها كانت تحادث إحدي زميلاتها في إنتظار المحاضرة عندما رأته قادماً فتوقفت عن الحديث من فورها ، و لما دُهشت صديقتها من صمتها المفاجئ نظرت لوجهها و رأيت عينيها تنظر بإهتمام غريب نحو شئ خلفها ، و لما نظرت الصديقة لتري الشئ الذي جذب إنتباه الفتاة إلي هذه الدرجة رأته ، و لم يكن رد فعلها سوي أن قالت في هدوء :-

- هل قررتِ أخيراً التنازل عن عرش وحدتك و بعدك عن الذكور ، من أجل هذا الشخص الذي لا يبدو أي أثر للوسامة علي وجهه ؟

قالت الفتاة في صوت غائب بعالم غير عالمنا :-

- لا أدري ماذا تقولين ؟ إنه وسيم لدرجة لا يمكن تصورها .

هزت زميلتها كتفيها في عجب و هي تقول :-

- هذا شأنك ، هيا ... لقد حان وقت المحاضرة .

لم تسمعها الفتاة و هي تحدق في ذلك الشاب بكل كيانها ، بل أنها كانت تتفحصه من منابت شعر رأسه حتي إخمص قدميه و تأكله بعينيها أكلاً ...

لم تكن تدري ما الذي أصابها ؟ ، إنها لم تكن فتاة ضعيفة إلي هذه الدرجة ، فلكم رأت عشرات بل مئات من النظرات العطشي الشبقة التي تخترق جسدها في عيون الشباب و هي ترتدي ملابس متحررة و تسير أمامهم في دلال مصطنع مرتدية الحذاء عالي الكعب ، و لكم كانت تسعدها هذه النظرات و ترضي أنوثتها و تشعرها بأنها أصبحت فتاة ناضجة مرغوبة تملك وجه فاتن و جسد بديع .. لكن غير هذا لم تشعر بشئ ، لم تنجذب قط نحو أياً من معجبيها .. أما في هذه المرة فهي تشعر أنها منقادة ..

منقادة بدون إرادة منها و تتطلع إلي هذا الشاب و تنظر إليه بهذه الصورة الفجة و تتمني لو أنه تقدم نحوها و تكلم معها ، و لم تكد الفكرة تختمر في رأسها حتي لاحظ هو نظراتها ، و تأمل جسدها الرشيق العامر بالرقة و الأنوثة بشبق غريب و في عينيه نظرة شيطان حقيقي ، و لم تلحظ الفتاة هذه النظرة لأنها كانت بعالم آخر ..

كانت تنظر إليه وهي تتصوره فارس مغوار ، ينتشلها من عالمها الرتيب الممل ليزرعها بعالم آخر ... عالم كله سعادة و حب و حنان و تتخيل أن يده الغليظة الخشنة هذه تمتد إليها بزهرة بديعة رقيقة تجعل قلبها يخفق بقوة و يطير بعوالم الحب و الهيام

تقدم الشاب نحوها ، و لم تلحظ هي ذلك في البداية فعينيها كانتا تحدقان به و لكنهما لا تريان شيئاً من عالمنا ، فكل فكرها كان منصب بعالم من الرومانسية لم يعرفه أعتي الشعراء و لا مخضرمي العشق و الهوي ...

حتي أصبح علي مسافة تقل عن النصف متر منها ، و منحها بسمة بدت في عينيها رقيقة حنونة و هو يعرفها علي نفسه ...

قال لها أنه زميل جديد ، من كلية أخري .. و لما كانت إجراءات التحويل بين الكليات تستغرق الكثير من الوقت ، كان هذا هو يومه الأول رغم مرور أكثر من شهر و نصف علي بداية الدراسة ، و طلب منها أن تعرفه علي الكلية و مبانيها و الأقسام المختلفة فيها ..

لم تدري ماذا أصابها ، و لا كيف أصبحت لينة رقيقة نحوه إلي هذه الدرجة ، و لا السر في طاعتها له و إرشاده لكل مباني الجامعة ، بل أنها لم تعترض حينما مسكها من يدها في آخر الأمر و سحبها نحو الكافتيريا و هو يقول :-

- إنكِ أنسانة مخلصة للغاية ، لذلك تستحقين أن تشربي أي شئ تحبينه علي حسابي الشخصي .. أي شئ ...

شعرت برعدة كهربائية مع ملامسة أصابعه الخشنة ليدها الرقيقة ، لكنها كانت سعيدة في نفس الوقت ، كانت سعيدة و تريد هذا التلامس بينهما .. إنها تشعر بأن هذا الشاب ينتمي إليها أو أن جسداهما جسد واحد .. لا أدري ما هو تفسيرها لأنه خشن فظ و هي ناعمة رقيقة و كيف لهذا أن يجتمع مع ذاك و لكن هذا الشاب ذوبها بنظرة واحدة منه و جعلها أسيرته ...

ظل يتحدث طويلاً عن آماله و طموحاته و مشاريعه المستقبلية و لم تسمع هي حرف واحد ، كانت ذائبة في ملامحة و غارقة في عينيه و تائهة في فؤاده ، و علي الرغم من أن هذا يخالف مبادئها كانت تتمني لو أنه أمسك بأناملها الرقيقة و لو أنها شعرت بأصابعه الخشنه و هي تحتضن كفها و لم تمر دقائق قليلة حتي شعرت بأنامله و هي تتسلل في خفوت و تقترب من يدها ثم تحتضنها ...تضرج وجهها بدماء الخجل و الحياء و هي تقول له بصوت رقيق :-

- ما هذا الذي تفعله ؟

قال هو بثقة شديدة :-

- لا شئ ، لقد شعرت أنكِ متوترة فأمسكت بيدك حتي تشعري ببعض الثقة و الهدوء و الطمأنينة لا أكثر ...

أرادت أن تعترض و لكن إعتراضها لم يتجاوز حد عقلها .. لقد كانت تريد و تتمني ذلك ، كانت تريد حضن أصابعه الخشنة لأناملها الرقيقة ..

و إنتهي اليوم و هي تشعر كما لو أنها كانت بحلم .. لقد سمعت آلاف كلمات الإعجاب من قبل و لكن أياً منها لم تحرك بداخلها ذرة ، أما معه هو فلقد تملك كل ذرة في كيانها و دون أن ينطق حرفاً واحداً قط !

" ما الذي أصابني يا ربي ؟"

كان هذا السؤال يتردد في كل كيانها و هي تشعر أنها لم تصبح ملك نفسها كما كانت قبل أن تراه ، لقد أصبحت ملكه هو فقط ... بنظرة منه تتحرك و بتقطيبه منه تقف ، كما لو كانت بلا إرادة علي الإطلاق ...

لم تنم في ذلك اليوم و هي تتخيله في عشرات الآلاف من المواقف .. فتراه حيناً يضحك و تراه حيناً يمزح و بثالثة يمنحها نظرة رومانسية رقيقة تذوب كل كيانها في بوتقة الحب ..

حب ؟ هل ذلك الذي تشعر به هو الحب ؟ ... رغم سنواتها القليلة في الحياة إلا أنها كانت رومانسية ... رومانسية إلي درجة كبيرة للغاية ، و كانت تهوي قراءة القصص الرومانسية حتي أن مكتبتها كانت تزخر بالمئات منها .. لقد قرأت الكثير عن الحب و العشق و الهوي و الهيام .. لكنها لم تذق طعم الحب و لو لمرة واحدة في حياتها ، أجل ربما أُعجبت بممثل وسيم أو مطرب شاب أو حتي شخص جميل الوجه لمحته ذات مره في الطريق ، لكنها لم تعرف ما هو الحب ..

فهل ذلك الذي تشعر به هو الحب ؟ .. إن المشاعر التي تجتاحها الآن لا يمكن وصفها .. إنها تشعر بشوق و حنين نحوه و تتمني لو انها رأته مرة أخري ، رغم أن الساعة كانت قد جاوزت الثالثة صباحاً ، إلا أنها كانت تتمناه و تتمني رؤيته الآن و تشعر بشوق رهيب نحوه ... لم يكن يعنيها سوي أن يكون بجوارها يحدثها و يمتعها بسحر مفرداته ، لقد أدمنت نظراته نبراته ملامحه ، إنها حتي تتمني أن تتلامس أناملهما مرة أخري ، لن تنسي قط أصابعه الرجولية الخشنة التي لامست أناملها الرقيقة الطرية ، لقد حرك هذا التلامس حنين و شوق جارف إليه ، و حقق أمنيتها في أن يكونا جسداً واحداً منذ أن رأته ، لقد أدمنت كل شئ فيه .. لقد إنتزعها من واقعها و جذبها نحو عالمه دون جهد يذكر منه ...

و في اليوم التالي ذهبت إلي الجامعة و هي في قمة فتنتها و سحرها و أناقتها ، بل و لنقل في تبرجها ، فكما ترون ها هي ترتدي سروال ضيق إلي درجة غير معقولة يظهر أدق تفاصيل جسدها و فوقه قميص يبرز أنوثتها بشكل صارخ ، مع حجاب إسباني – و هو أن تضع المرأة قطعة من القماس تغطي جزء من شعرها مع ترك رقبتها و بداية صدرها عاريين ! - ، و هي التي كانت ترفضه في البداية ..

لقد كانت تريد أن تقول بصورة عملية " أنا هنا " ، فأبرزت أنوثتها بشكل غير عادٍ ، حتي أنها نالت الكثير من المعاكسات و كلمات الإعجاب في ذلك اليوم .. لكنها عبثاً لم تجده ، لم تجد ذلك الفارس الذي ذوبها بكلماته و نظراته و قربه و لمساته لها ..

كانت تشعر بأنها تحترق من الداخل .. و تدور في رأسها آلاف الإحتمالات .. فهل أصابه مكروه ؟ هل شعر بالملل من الجامعة و قرر تركها ؟ هل يتعمد عدم الحضور ؟ هل أصيب أحد أفراد أسرته بسوء ؟

مئات و آلاف الأسئلة كانت تدور بأعماقها دون أن تجد جواباً واحداً شافياً .. كل ثاية كانت تمر عليها و هي في إنتظاره بمثابة دهور ، دهور تشعر أنها تتحرق فيها آلاف المرات و الشوق يكاد أن يجهز عليها و يزهق روحها ، لأول مرة في حياتها تشعر بان الدموع تطفر من عينيها و هي في الجامعة ... اجل كانت أنثي عادية تبكي بسبب رقتها و حنانها الشديدين و لكنها لم تبكِ قط داخل الكلية ...

ذهبت إلي دورة المياه النسائية و تركت لنفسها العنان ، بكت .. بكت بحرقة و ألم و عذاب لا حدود لهما .. بكت و هي تقول" لماذا يا إلهي ؟ لماذا لا أراه اليوم و قد كان – و لا يزال – بداخلي شوق جارف لرؤيته ؟" .. كانت المسكينة متعلقة به كما لو كانت طفلة تتعلق بلعبة جديدة و لا تريد مفارقتها قط ...

مر اليوم و هي بحالة سيئة جداً .. لم تجد رغبة في تناول الطعام ، حتي أن أمها خشيت عليها و هي تري حالها بهذا السوء .. ساهمة واجمة تحبس دمعتها بالكاد حبسية غرفتها و لا تريد تناول أي شئ .. لكنها أخفت مشاعرها عن أمها وواصلت اليوم إلي أن نامت و بداخل رأسها آلاف الأفكار السوداء..

و في اليوم التالي حدث نفس الشئ ، لم تره أبداً و بكت بحرقة و ألم أشد .. و طوال الإسبوع تكرر نفس المشهد ، حتي أن جمالها الإسطوري قد بات علي شفير الخطر ، فها هي الهالات السوداء تملأ أسفل عينيها ، و العين نفسها تائهة متعبة مرهقة من قلة النوم و الدموع و أصبحت أكثر نحافة من قلة الطعام ، و لم تعد تعبأ بزينتها كما كانت تفعل طوال حياتها ، لدرجة أنها نسيت وضع ذلك العطر القوي الذي كان يدير عقول أعتي الرجال .. و ذهبت إلي الكلية ، ثم رأته ..

لم تدري ماذا تفعل ؟ فلو أنها تركت العنان لمشاعرها لركضت نحوه و ضربته ! ، ضربته لأنه غاب طوال هذه الفترة عنها دون سابق إنذار ، ثم لغابت في حضنه و ذابت بين ذراعيه .. عليها أن تعترف .. إنها تحبه ، و إن لم يكن الذي تشعر به حباً فهو إعجاب وصل إلي درجة لا يمكن تصورها أو تخيلها ...

تقدم نحوها في هدوء بارد ، و شعرت برغبتها في ضربه تنحسر و شوقها إلي إحتضانه يزداد و يزداد ، لكنها بمعجزة فائقة كبحت نفسها عن فعل ذلك .. صافحها و هو ينظر إلي جمالها الذي غاب عنه الكثير بسبب إرهاقها طوال الإسبوع الفائت ، و إبتسم في ثقة كما لو كان ذلك يعني له أمراً و قال :-

- كيف حالك ؟

فوجئت بأنها ترد في صوت خانع مستسلم و تقول :-

- أين كنت طوال كل هذه المدة ؟

إبتسم في خبث و هو يدرك مدي تأثيره عليها و قال :-

- أعتذر عن ذلك ، فلقد كانت أمي مريضة و كنت بجوارها طوال هذه الفترة

قالت في قلق حقيقي :-

- ماذا ؟ و كيف هي الآن ؟

تبسم من جزعها و قال في بطئ :-

- حمداً لله ، إنها بخير الآن و في أتم صحة ...

و سار اليوم مثل يومهما الأول ، هو يتحدث و يمسك بكفها الرقيق و هي تسمعه بأذن لا تعي و تنظر إليه بعين لا تري ، فهي بعالم آخر من الحب الخالص و العشق الصادق وسط بحر يعج بالمشاعر الحنونة ، و يجتذبها ذلك البحر إلي وسطه رويداً رويداً دون سبيل واحد للتراجع ..

قال لها : -

- ما رأيك في أن نذهب إلي الكورنيش و نجلس أمام البحر ؟

قالت بدون وعي :-

- إنها جميلة للغاية !

نظر لها بدهشة و هو يقول :-

- ما هي الجميلة للغاية ؟

قالت دون أن تعي معني كلامها :-

- أصابعك الخشنة الرجولية .. إنها حلوة و جميلة !

ثم إنتبهت إلي ما تفهوت به ، ليحمر خداها في خجل ، فإبتسم هو بإستخفاف و سحبها من ذراعها و هي تسير بجواره مثل المنومة بلا إرادة ...

كان المنظر بديع بحق ، فهذه الأمواج المتلاطمة و تلك الشمس الرائعة المشرقة بدون حرارة في الجو و ذلك الشاب الذي بجوارها ، كل هذا جعلها في سعادة ما بعدها سعادة قط ..

و قال لها الشاب :-

- تقولين أن أصابعي حلوة الملمس ؟

نظرت للأرض في حياء و هي تهمس :-

- لقد قلت ذلك بدون وعي .

نظر لها بخبث و قال :-

- حسناً ، لو كانت أصابعي حلوة ، فماذا عن هذا ؟

و بحركة سريعة ضمها إلي صدره بقوة ، حاولت الفتاة أن تبتعد عنه و لكن عضلاته القوية غلبت رقتها و حنانها ، إضافة إلي أنها كانت تريد ذلك الحضن ، و ذلك القرب ، كانت تريد أن تشتم رائحة رجولته عن قرب و تشعر بعضلاته القوية و هي تحيط بها .. كانت تشعر ببعض الحرج لأن صدرها كان يغوص بأعماق حضنه ، لكنها كانت تشعر بالفرحة بنفس الوقت .. و احست بحركات غير عادية أو بريئة من أصابعه و هو يعابث ظهرها بذلك الحضن ، لكنها كانت مثل المخدرة ، إستسلمت له دون أن تقوي علي التفوه بحرف ...

و لم يزد هو عن ذلك الحضن القوي و تلك المعابثة قبل أن ينصرفا و ذلك الشاب واثق من شئ واحد فقط ، و هو أن تلك الفتاة قد أصبحت أسيرته و أنها ملكه هو فقط و يمكنه أن يسيرها نحو هلاكها بإشارة واحدة من خنصره ..

مرت الأيام و الفتاة تتعلق به أكثر و أكثر و أكثر ، و هو يتعمد أن يشوقها إليه أكثر و أكثر و أكثر .. حتي أنها ألحت عليه كي يعطيها رقم هاتفه لكنه كان يتعلل في كل مرة بمرر واه ٍ حتي يحرمها من سماع صوته ..

كانت ترجوه – دامعه – بأن يجعلها تسمع صوته قبل أن تنام ، ليس صوته حتي ، فلو أنها طلبته و ظلت تحدثه دون أن تسمع منه حرفاً ، لكان هذا كافياً ، فيكفيها أن تستمع إلي صوت أنفاسه علي الهاتف حتي تشعر بالأمان و الطمأنينه و الهناء ...

أصبحت لقائاتهما يوميه ، حتي في عدم وجود محاضرات ، كانت تصر علي النزول من المنزل حتي تلقاه و إذا ما حدثت ظروف منعته من اللقاء كانت تصاب بإحباط رهيب ، إنها لا تنسي ذلك اليوم حينما إتفقا علي اللقاء أمام البحر ، و إنتظرته هي طويلاً دون ان يأتي .. إنتظرت ثلاث ساعات كاملة و أمطرت السماء قبل ذهابها للموعد لكنها لم تبالي و ذهبت إلي هناك و طوال الساعات الثلاث كانت الأمطار تنهال علي رأسها دون أن تجد مكان تحتمي به ، لكننها لم تتراجع .. حتي أصبحت ملابسها عبارة عن كتلة من المياه و ذهبت إلي المنزل و هالها ما رأت ، كانت كل ثيابها تقطر ماءاً ، حتي أنها تجردت من كل شئ لتجده مبلل بالماء ، حتي أن حذائها قد تشرب و تشبع بالماء و صبغ قدمها الرقيقة بلونه القاتم .. لقد كانت حالتها تدعو للرثاء ..

***

نهاية الجزء الأول


Handsome Man 08-05-2022 03:57 PM

أخي بيلي
صاحب الحرف المتألق
و ملك القلم الذهبي الرائع
أسلوبك في كتابة القصة مشوق للغاية
بسم الله ما شاء الله فعلا أسلوبك في كتابة القصه ممتع بكل معنى الكلمة
إبداعك فرض كلماته ..
أقف أحتراما لك ..
ولقلمك ..
إبدااع هز أركان المكان أنت موهوب .. فعلا موهوب
أنتظر جديدك الشيق
أعذب التحايا لك

belly 08-05-2022 04:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة handsome man (Post 5303975)
أخي بيلي
صاحب الحرف المتألق
و ملك القلم الذهبي الرائع
أسلوبك في كتابة القصة مشوق للغاية
بسم الله ما شاء الله فعلا أسلوبك في كتابة القصه ممتع بكل معنى الكلمة
إبداعك فرض كلماته ..
أقف أحتراما لك ..
ولقلمك ..
إبدااع هز أركان المكان أنت موهوب .. فعلا موهوب
أنتظر جديدك الشيق
أعذب التحايا لك

اشكر لك كل هذا المديح الجميل اخي المميز
الذي لا لستحق حرف منه بالطبع
هي افكار و مشاعر تراودني احيانا
فاجد نفسي اكتبها بتلقائية عسي ان تروق من يقرأها
لكنني سعيد بانها نالت رضي انسان مبدع مثلك
فهذا من دواعي سروري اخي و صديقي العزيز
باذن الله سوف اطرح الجزء الثاني الاحد بعد غد
و يتبقي الجزء الثالث و الاخير
اتمني ان يروقك الجديد
و دمت بحفظ الرحمن

fanaa 08-05-2022 09:44 PM

جميلة وأسلوب سردها حلو جدا
كمل يافنان

belly 08-05-2022 11:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fanaa (Post 5303990)
جميلة وأسلوب سردها حلو جدا
كمل يافنان

الله يكرمك اختي الفاضلة
نورني مرورك الجميل
و ان شاء الله يروقك القادم
دمتي بحفظ الرحمن

شاعر الحب الحزين 08-06-2022 02:11 AM

ما هذا الجمال الذي أراه
قرأتها كاملة لم أفوت كلمة منها
صدقا كاتب كبير كاتب عظيم أنت
لقد كتبت وكأنك تقص القصة علينا ونحن أمامك
لقد وصفت كل موقف وكل إحساس بالكثير من الكلمات
أنت كاتب متمرس وخبير
بين غرورها وسحر حبه الذي يقاوم كثير من الأحداث المكتوبة
بكلمات جميلة معبرة عن كل شعور ظاهر وخفي

أبدعت وأمتعت وأقنعت أخي الغالي
شكري وتقديري وامتناني ❤️

belly 08-06-2022 02:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاعر الحب الحزين (Post 5304005)
ما هذا الجمال الذي أراه
قرأتها كاملة لم أفوت كلمة منها
صدقا كاتب كبير كاتب عظيم أنت
لقد كتبت وكأنك تقص القصة علينا ونحن أمامك
لقد وصفت كل موقف وكل إحساس بالكثير من الكلمات
أنت كاتب متمرس وخبير
بين غرورها وسحر حبه الذي يقاوم كثير من الأحداث المكتوبة
بكلمات جميلة معبرة عن كل شعور ظاهر وخفي

أبدعت وأمتعت وأقنعت أخي الغالي
شكري وتقديري وامتناني ❤️

حقا اسعدني هذا الاطراء اهي الكريم الغالي
و اكثر ما اسعدني هو انه صادر منك انت
انت الشاعر صاحب الكلمة المميزة الرقراقة
و صاحب القلب المعبر عن ادق مشاعره و نبضاته
باقوي الكلمات حينا و بارقها حينا حيث يستعدي الموقف ذلك
فردك عذا اخي العزيز الغالي وسام كبير اعلقه علي صدري
فشكرل شكرل جزيلا لك اخي الكريم
و كلماتي بسيطة هينة .. عبرت بها عن فكرة جالت بخاطري
و هي ماذا يمكن ان يحدث لو اندفعنا و راء القلب دون العقل
لذا فان القصة تحمل في طياته نصيحة حقيقية مطموسة وسط البناء الادبي
هذا ان كانت كلماتي تمت للادب بصلة فما انا سوي هاو عجوز
اكرمك الله اخي الغالي علي ردك الجميل
و بان الله يروقك الجزء الثاني و سيكون طرحه يوم الاحد باذن الله
و دمت بحفظ الرحمن

ساحر الأحزان 08-07-2022 07:42 PM

قصه جميله وشيقه

واسلوبك قيم وراقي بلي

وتلك الفتاه اصبحت مدمنه له بحبها

وذلك الاصعب

الانانيه المفرطه منه

والاستسلام منها

حتي لو كلفها عمرها

احسنت بيلي صاحب القلم المميز

دمت بخير


الساعة الآن 01:28 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w