عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-11-2009, 08:27 PM   #1

محمودى
موقوف
 

 رقم العضوية : 10252
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 المشاركات : 1,381
 النقاط : محمودى will become famous soon enough
 درجة التقييم : 52
 قوة التقييم : 0

محمودى غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي أيهما أشد خطراً.. مشاهد الحب أم مشاهد العنف والإبادة؟

أيهما أشد خطراً.. مشاهد الحب أم مشاهد العنف والإبادة؟
لا يخفى على مشاهد قناة «ام بي سي – 2» التي تبث أفلاماً أجنبية على مدار الساعة، حذف المشاهد الغرامية مما تعرضه من أفلام. صحيح أن المحطة تقدم للمشاهدين أفلاماً من حقبات مختلفة بعضها رسخ في ذاكرة جمهور القرن الفائت كأفلام «جيمس بوند» وبعضها حديث، إلا أن ما يمكن أن يسجل عليها هو مسألة حذف مشاهد من هذه الأفلام وعلى سبيل المثال ما حدث مع فيلم «العراب» الذي عرض فجراً قبل أيام.

فيلم فرانسيس فورد كوبولا هذا الذي نال جوائز كثيرة، يروي قصص صراع عائلات إيطالية شكلت المافيا في الولايات المتحدة. وهو مبني أولاً وآخراً على القتل والعنف وصراع المصالح. واللافت أن الفيلم لا يتضمن من الحكايات العاطفية سوى مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكن فيه في المقابل من فنون القتل والتصفية عشرات المشاهد. إلا أن المحطة حذفت المشاهد العاطفية وحدها... تاركة الباقي كله على حاله.

قد يقدّر المشاهد أن فعل المحطة ينطلق من «حرصها» على عدم الإفساح في المجال أمام الأطفال وعائلاتهم المحافظة، ليروا صور الحب والغرام وما يستتبعانه من مشاهد توحي بالاتصال الجسدي و»همسات» تلك اللحظات. لكن المشاهد نفسه قد يتساءل ألا تستحق مشاهد القتل والعنف «الحرص» نفسه من المحطة على عدم عرضها؟

وهنا تطرح إشكالية ترتقي الى درجة المعضلة في زمن الفضائيات، وتتركز على المفاضلة بين عرض مشاهد الحب ومشاهد العنف. وهذا ما يدفع الى السؤال على أي أساس تعرض مشاهد الحب أو تحذف، مع العلم انها ليست في فيلم مثل «العراب» هي كما حالها في الافلام الإباحية؟ فإذا كان الدافع منع الأطفال والمراهقين من أن تتفتح عيونهم على تلك المشاهد «الرذيلة»، فالأجدى أن يشمل المنع مشاهد العنف والقتل لأنها أكثر «رذالة». وهو أمر يتأكد اكثر وأكثر في زمننا هذا حيث لا بد من أن نلاحظ أن صور الغرام على الشاشة أقل ألف مرة من صور العنف والقتل والتصفية الجسدية. واذا كان المنطلق في ذلك (المنع) أخلاقياً فهل يعقل أن يكون الحب «بلا أخلاق» والقتل على «خلق عظيم»؟ واذا كان السبب مراعاة بعض الدول العربية والإسلامية وجمهورها، فالأجدى بالمحطة ألا تبث الى تلك الدول، لأنه أصلاً لا صالات سينما فيها ولا تسعى الى ذلك سبيلاً...

يبدو أن رقابة المحطات الموجهة الى العالم العربي، على الأفلام الغربية لا ترتقي أبداً الى مستوى رقابة الدول المنتجة لتلك الأفلام. ففي تلك الدول وخصوصاً في الولايات المتحدة، حيث الرقابة تأتي من أماكن عدة وهي رقابة تبدو احياناً اكثر محافظة، بل تزمتاً من رقابات محلية كثيرة، يعرف كثر أن الرقابة الأساسية تأتي من الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بمشاهدة ما يختارون لهم من محطات ويقفلون ما لا يريدون.... أما المحطة المعنية فإنها عادة لا تكلف نفسها أكثر من أن تبث قبل عرض الفيلم فقرة بسيطة تقول فيها إنه للراشدين ويضم مشاهد عنف وحب جنس.







  رد مع اقتباس