فقال الله سبحانه:
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ..
نلاحظ هنا تكرار النفي وذلك حتى نفهم أن رضا اليهود غير رضا النصارى ..
ولو قال الحق تبارك وتعالى، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى بدون لا .. لكان معنى ذلك أنهم مجتمعون على رضا واحد أو متفقون .. ولكنهم مختلفون بدليل أن الله تعالى قال:
{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء }
(من الآية 113 سورة البقرة)
إذن فلا يصح أن يقال فلن ترضى عنك اليهود والنصارى ..
والله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لن ترضى عنك اليهود ولن ترضى عنك النصارى ..
وإنك لو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى ..
وإن صادفت رضا النصارى فلن ترضى عنك اليهود ..
ثم يقول الحق سبحانه: "حتى تتبع ملتهم" ..
والملة هي الدين وسميت بالملة لأنك تميل إليها حتى ولو كانت باطلا ..
والله سبحانه وتعالى يقول:
{ولا أنتم عابدون ما أعبد "3" ولا أنا عابد ما عبدتم "4" ولا أنتم عابدون ما أعبد "5" لكم دينكم ولي دين "6" }
(سورة الكافرون) لــهــيــب الـــثـــلـــجـ
|