سأقلد عاداتك المفضلة
واجلس كما كنا نجلس .. واغني نفس الاغانيات
سأحلق مع نسمة الهواء
وستأتي نفس اليمامة .. وتحط على الطاولة
وسأطعمها حبات القمح
وسأفتقدك حينها .. سأتمايل من البكاء
ولا أجد من أضع رأسي فوق كتفه .. وأعود وافتقدك
وسيأتي على صوتي بائع الياسمين
سأحكي له عنك .. هنا جلسنا .. وهنا كنا .. وهنا كنا
سأحكي له أنني افتقدك
وسيواسيني بعقد من الياسمين ... وهنا
عندما يهديني احد غيرك قبائل الياسمين
سأشعر بفقدانك ... وسأنفجر بالبكاء
واضع وجهي بين راحتي .. وعند الدموع
سأفتقدك .. وماذا بعد البكاء؟!
سأبكي .. لأنه لا حيلة على البكاء غير البكاء
سألبس السواد .. سأنحني وأعلن الانكسار
وسوف يمضي علي وقت عصيب
احترق فيه .. وأتجمد في آن واحد
وسيتهاوى تفاؤلي .. وجنوني .. وضحكاتي الصبيانية
ولن أعود إلى ذلك المكان
ولكنني سأفتقدك .. ولا اعرف أين اذهب
وسوف اشعر بالظلم .. وبأنني بعيدة عن العالم
وبأنني مخطئة بينهم .. وأن اخطأ خطأي
وأحيانا لا يكون خطأي
وأحتار .. وافتقدك
عندما لا أجد من يخرجني من حيرتي تلك
واقع في خطأ جديد .. انفجر بكاء .. ولا يسعني العالم
ولا يهمني شيء في العالم غير أن أراك من جديد
وسأشعر برغبة في المشي على الشاطئ
وأن أعود طفلة عاشقة من جديد
وسيأتي شعاع الشمس الواهن
سيطل علي قبل أن يذهب مع الغروب
سينتشلني .. يأخذني إليه
سيكلمني كأنني هو .. أو كأنني قطعة من الشمس
وعندها أيضا .. سأفتقدك
وسأحرم شعاع الغروب من ضحكتي
وسأحرم نفسي من السعادة
وسينتابني حنين إلى الكتابة
وسأمسك بالقلم .. و تظنني لن اكتب
بل سأكتب .. آلاف الكلمات .. بل الملايين
ولكن أيا منها لن يتكلم عن جروحي
كلها ستحكي عن جراح الناس .. عن آلامهم
كلها عن دموع البشر
وستنزل دموعهم .. وموتهم .. إلا دمعتي .. إلا جرحي
وعندها سأفتقدك
عندما لا أجد من يخرج جراحي إلى النور
عندما لا أجد من يغسل حبي بدمعي
عندها سأفتقدك .. وسأبكي
وسأتمنى أن استنشقك عبر المطر
وهواء الشتاء .. وغيوم الشتاء
وسأطلب من الله أن يبعد عني حبي لك
وشوقي لك .. واحتراقي في سبيلك .. وسأسمع صوت الرعد
وستضيء عيني مع البرق .. وسأبكي .. وعندها سأفتقدك
وسأحتمي بالهواء من الهواء
وسأتمنى بصيص نور ينقذني مما أنا فيه
وسأجلس في ليل ممطر .. وظلام ملئ بأنوار الشارع
وبحيرات الملل وعندها سأفتقدك
وسأغادر العالم .. لأن كل ذلك العالم بما فيه يذكرني بك
و لكن ما فائدة الرحيل ان كانت كلمة الرحيل ستذكرني بك؟؟؟؟!!