[خالد ابو النجا]

مساء الخير

هذه الصورة مصغره ... نقرة على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي

شكراً حبيبى . .

مهلاً حبيبى ..

لا تفزع ..

فما أتيتُ لأعاتبك ..

بل لأشكركْ ..

فشكراً حبيبى .

شكراً على كل جرح مزق مهجتى ..

شكراً على كل إهانة أدْمَت كرامتى ..

شكراً على كل حرمانٍ عانيتُه بين يديكْ ..

شكراً على كل إحساسٍ أهدرتُه على قدميكْ ..

شكراً على كل نبضةِ شوقٍ أحرقتُها فوق أعتابكْ ..

شكراً على كل دمعةِ حزنٍ نزفتُها خلف بابِكْ ..

شكراً على كل أيامى التى ولَّت ولم أحياها

شكراً على كل أحلامى التى ماتت ولم ألقاها ..

شكراً على أقسَى ذكرياتِ حياتى ..

شكراً على الماضى الجريح ..

على الحاضر الذبيح ..

على الضياع الآتى ..

شكراً ..

أحرقتُ حبيبى كلَّ أوراقى ..

وقتلتُ أشواقى ..

وطويتُ كل صفحات الحنين الباقى ..

وطردتُ كل الدفء من أعماقى ..

وأسقطتُ أسراب اليمام الأبيض من آفاقى .

ولأول مرةٍ ..

أُعلنها حرباً ..

ولأول مرةٍ ..

أنوى عداءً ..

نعم حبيبى ..

لقد إنهزمتُ مسالماً ..

ولابد أن انتصرَ محارباً ..

وبعدَ اليومِ ..

لا مشاعرَ .. لا أحاسيسَ .. لا حنانْ ..

لا دفءَ ولا حنينَ ..ولا ذكرى ولا أحزانْ ..

من اليومِ سأطرق أبواب عالم الطغيانْ ..

ومن اليومِ سأنسى ..

أننى كنت يوماً إنسانْ ..

علمتنى حبيبى ..

كيف أعيش بلا روحٍ .. بلا قلبٍ ..

على أرضٍ قد ماتت عليها آخرُ معانى الحبْ ..

علمتنى حبيبى ..

كيف لا أبكى على غياب حبيبْ ..

ولا أرجو من الأيام حظاً .. أو نصيبْ ..

علمتنى حبيبى ..

لغةَ الحياةِ فى زمن الجنونْ ..

لغةَ الأنا .. ونفسى ..

ثم يموتُ الآخرونْ ..

إطمئنْ حبيبى ..

فقد تعلمتُ الدرسْ ..

وودعتُ كلَّ حماقاتِ الأمسْ ..

فلا حبٌ .. ولا شوقٌ .. ولا عشقٌ .. ولا همسْ ..

فشكراً ..

شكراً حبيبىْ