الموضوع: سهام مرتده
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-20-2009, 11:38 PM   #1

nooody

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 8176
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 العمر : 37
 المشاركات : 4,160
 النقاط : nooody will become famous soon enough
 درجة التقييم : 80
 قوة التقييم : 1

nooody غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي سهام مرتده

اتجهت الى مكتبها مبكرا وطلبت قهوتها الصباحيه المعتادة وأخذت تراجع

جدول أعمالها اليومى .

جلست على الكرسى الذى كانت تستقر خلفه نافذة صغيرة انسابت منها أشعه

الشمس الدافئه وانعكست على شعرها الذهبى المنسدل على ظهرها فجعلته

يبدو وكأنه خيوط من الذهب .


فقد اختارت (ليلى) مجال الدعايه والاعلان لتعمل به وكان هذا المكتب هو

مشروعها الصغير التى اشتركت فى اتأسيسه هى وصديقتها (نرمين) لم

يكن المشروع يدر عليهم الكثير من الدخل ولكن (ليلى ) كان لديها ثقه

كبيرة بأن هذا المشروع سيصبح له شأن عظيم فيما بعد .


أطلقت (نرمين) نظرة عبر فرجه الباب لتجد (ليلى) منهمكه فى عملها

كالعادة طرقت الباب ودلفت الى الداخل وقالت بصوت خافت :

- (ليلى) أعلم أن لدينا الكثير من العمل ولكن عليا أن أذهب فلدى موعد ......

قاطعتها (ليلى) مبتسمه :

- اذا , هيا اذهبى قبل أن أغير رأيى .

خرجت (نرمين) مهروله الى خارج المكتب , ولكنها مالبثت أن خرجت

حتى عادت مرة أخرى وأدلت برأسها من فرجه الباب وقالت :

- أليس من الافضل أن تفتحى تلك النافذة !!
والان عليا أن أذهب , الى اللقاء .

فلاحت على شفتى (ليلى)ابتسامه عريضه ووضعت الاوراق من بين يدها

على المكتب واتجهت لتفتح النافذة التى كانت تطل على حديقه صغيرة تستقر

فيها شجرة صنوبر هرمه كثيفه الاوراق , تحتضن بأغصانها عدد هائل من

الطيور التى كانت تصدر أصواتا بينها تناغم رائع تروق له الاذان .

ذلك المنظر الرائع الذى أثار فى نفسها فيض من الراحه والهدوء فى هذا

اليوم المزدحم بالعمل والمسئوليات .

ولكن حاله الهدوء هذة لم تدم طويلا فتطرق الى أذنها صوت أحدهم وهو

يقول :

- هل تسمحى لى بالدخول ؟؟؟؟

استدارت برشاقه لتجد أمامها شاب أنيق طويل القامه فألقت نظرة متفحصه

سريعه قائله :

- بالطبع نعم , تفضل يا حمدى فأنا لم اراك منذ أن تمردت وتركت العمل

معنا .

رد مستهزاءا :

- أى عمل هذا !!

أنا اليوم أشغل منصب مديرا لاحدى فروع الشركات الكبرى بعد أن عملت

فيها لمدة شهر واحد فقط .

نظرت اليه متعجبه :

- بعد شهر واحد اصبحت مديرا !!

ألقى نظرة سريعه فى ساعته وقال:

- ليس لدى الكثير من الوقت جئت فقط لأخبرك بأنه أصبح لديك فرصه

للالتحاق بالعمل فى الشركه التى أعمل بها , عليكى أن تتقدمى لمقابله

المديرة السيدة (سعاد) غدا فى تمام العاشرة صباحا .

ازدحمت رأسها بالافكار وقالت :

- مهلا , ومن طلب منك أن تبحث لى عن عمل ؟

ومن قال ......

قاطعها بحسم قائلا :

- (ليلى) المديرة فى انتظارك غدا فى تمام العاشرة صباحا , الى اللقاء .

تركها ورحل وألقى بها فى بحر من علامات التعجب , جلست مع اسرتها

فى هذا المساء لتناول العشاء وكان فكرها يطوف فى مكان اخر بعيدا عن

كل من حولها , لاحظ الجميع ذلك وضعت الملعقه فى طبقها وذهبت الى

غرفتها .

دخل عليها والدها وجدها تقرأ فى كتاب وتقلب فى صفحاته بطريقه عشوائيه

أدرك وقتها أن هناك شىء ما يشغلها , فنظراتها تتأرجح بين سطور الكتاب

وسطور أفكارها المبعثرة .

مسح والدها بيدة على شعرها المتأرجح على كتفيها وقتها فقط شعرت

بوجودة فى الغرفه نظر اليها قائلا :

- لن أسألك عن الذى يشغلك الى هذا الحد , ولكن اتمنى أن تكونى بخير.

اتجه نحو الباب خارجا التفت اليها وغمرها بنظرة حنان وقال :

- تصبحى على خير .

واذا بصوت هاتفها :

- انه (حمدى) ماذا يريد ؟

كيف حالك يا (حمدى)؟

- أنا بخير , أتصلت حتى أتأكد من انك ستذهبين لمقابله السيدة (سعاد)

غدا .


- الا ترى أنك مهتم كثيرا بهذا الامر !

- نعم لانى أتمنى لك الخير دائما

هل ستذهبين ؟

- دعها للظروف

- حسنا أنا متأكد انك ستذهبى , سأظل على اتصال بيكى دائما حتى موعد

المقابله , الى اللقاء .

أغلقت الهاتف وهى حائرة وكأنها غريق يبحث عن من ينقذة من الغرق

دون جدوى , فقد كان (حمدى) انانى لا يبحث سوى عن مصلحته

كان نومها فى تلك الليله متقطعا يمتزج به القلق .

استيقظت فى الصباح الباكر وارتدت بذلتها البنيه الانيقه التى جعلتها تبدو

اكثر رسميه اتجهت مسرعه بسيارتها الى المكتب وبدت متعبه جدا .

- صباح الخير يا (نرمين) عليكى اليوم أن تلغى كل المواعيد

فلدى اجتماع الساعه العاشرة ولن مرة اخرى الى المكتب .

نظرت اليها (نرمين) بقلق :

- ماذا هناك ؟ هل انتى بخير ؟

- نعم لاتقلقى سأخبرك بكل شىء فى وقت لاحق , سأنتظر هنا حتى العاشرة

قالت ذلك وهى متجهه الى مكتبها

مر الوقت سريعا خرجت (ليلى) لتركب سيارتها وتتجه الى الشركه وكانت

المفاجأة عندما وجدت (حمدى) يقف بسيارته نظر اليها من بعيد ملوحا

وقال فى نفسه بمكر :

- وها هى أولى خطوات الخطه نجحت

اقترب منها وقال :

- جئت حتى اصطحبكى الى الشركه

- ولكن سيارتى معى

ردت وهى مازالت لا تعرف ما السبب الحقيقى وراء وجودة هنا فالشكوك

داخلها بدأت فى الازدياد مع كل تصرف يخرج منه


ركبت معه وهى تتأمله وتقول فى داخلها

- الى ماذا تخطط يا ترى ؟

حاولت بالكاد أن تبتلع كل ما يدور فى ذهنها من تساؤلات

وصلا الى مقر الشركه اخبرها بأنه سيتصل بها لاحقا ورحل صعدت هى

ذلك المبنى العملاق وقفت بكل ثبات أمام السكرتيرة واخبرتها ان لديها

موعد مع السيده(سعاد) أدخلتها السكرتيرة الى مكتب واسعا وكانت هناك

نافذة واحدة تحتل أحد جدرانه , وكتب ضخم تحتل الملفات والاوراق مساحه

كبيرة منه.

على احدى المقاعد المكسوة بالجلد كانت تجلس سيدة أربعينيه نهضت من

على المقعد وأخذت تنظر الى (ليلى) نظرات متفحصه وهى تدور حولها

ثم دعتها للجلوس قائله :

- انتى (ليلى) اذا ؟؟

أخدت السيدة (سعاد) تلقى عليها الكثير من الاسئله الشخصيه وبدى ل

(ليلى ) ان تلك السيدة مهتمه بأسرارها الشخصيه أكثر من اهتمامها

بخبرتها .

وعندما انتهت المقابله وهمت (ليلى) بالخروج , اذا بالسيدة (سعاد)

تناديها متسائله :

- ماهى علاقتك بحمدى ؟

- حمدى صديقى وكنا نعمل معا
ولكن ما علاقه هذا السؤال بالعمل !!

- ولكن الذى اعرفه انه ليس مجرد صديق

رفعت (ليلى) بصرها اليها معترضه :

- ماذا تعنى بذلك ؟

ردت عليها حتى تنهى المقابله

- شكرا لكى , فالمقابله انتهت .

خرجت (ليلى) مذبذبه الافكار واجتازت الردهه الفسيحه الى خارج الشركه

رحلت وهى مازالت تحمل كومه من علامات الاستفهام على ماحدث فى تلك

المقابله الغريبه.

مرت الايام وتزوج (حمدى) من ابنه السيدة (سعاد) صاحبه الشركه التى

اعتقدت انها نجحت فى الفوز (بحمدى) لابنتها وابعاد (ليلى) عنه وبعد

مرور شهر على زواجه ارسل (حمدى) رساله الى (ليلى) يخبرها فيها

عن جزيل شكرة لانها كانت السبب فى زواجه من ابنه صاحبه الشركه

وكانت الصاعقه عندما اخبرها انها كانت فقط مجرد طعم حتى يستطيع

ان يوقع بفريسته ويكشف لها سر مقابله العمل الزائفه .

(حمدى) هو من خطط لكل هذا وجعل السيدة (سعاد) تعتقد ان هناك علاقه

بينه وبين (ليلى) وكان ذلك من شأنه ان يعجل زواجه بابنتها ويسيطر

هو على الاموال والشركات .

تملكتها صدمه قويه فهذا ماكانت تخشاة فكان لديها شك بأنه يخطط لشىء

ما ولكنها لم تكن ظن ان تفكيرة سيصل الى هذا الحد .

مزقت الرساله وهى تغمغم :

- ياله من محتال , استغلنى ليقوم بصفقته الدنيئه .

مر على هذا الامر الكثير من الوقت , فى كل يوم يحاول (حمدى) ان يعطى

لنفسه مساحه اكبر فى شركات زوجته ويسحب منها كل الصلاحيات

كانت السيدة (سعاد) مدركه لهذا الامر جيدا حتى جاء فى يوم واكره زوجته

على ان تتنازل عن حقها فى احدى الشركات , وعندما علمت السيدة (سعاد)

ذلك حذرته اخذت تذكرة بأنه لم يكن ليص لهذة المكانه لولا زواجه من ابنتها

ولكنه لم يلقى بالا بهذا الكلام .

رفعت عليه دعوى قضائيه تتطالبه بان يطلق ابنتها وان يعيد ما اخذة من

الشركات عنوة .

فقد كل أمواله فى توكيل محامين للدفاع عنه ولكنه خسر كل شىء

كانت (ليلى) فى هذة الفترة استطاعت أن تحول مكتب الدعايه والاعلان الى

شركه كبيرة ذائعه الصيت .

وفى يوم جلس (حمدى) يتناول قهوته فى احدى المقاهى ويتصفح الجريدة

فوجد الاعلان عن شركه بأسم (ليلى) اخذ العنوان وقرر ان يذهب اليها فهى

التى سوف تساعدة فى الحصول على عمل .

حملته قدماة الى شركتها واخبر الموظفه بانه يريد ان يقابل (ليلى) دخلت

الموظفه لتخبر (ليلى) بأنه يريد مقابلتها

- انه المحتال , دعيه يدخل


اخبرته الموظفه بانها فى انتظاره , تردد كثيرا وهو يمسك قبضه الباب

ولكنه قرر ان يدخل وينهى هذا التردد اخذ يحدق فيها وهى تبدو وكأنها

منهمكه فى العمل وتظهر اللامبالاة .

قال بلهجه مطالبه بالعطف :

- كيف حالك يا (ليلى) ؟

لم تلقى (ليلى) بالا بما سمعت

اكمل قائلا :

- لقد تركت عملى وطلقت زوجتى و ........

قاطعته وهى مازالت تنظر فيما امامها من اوراق

- عذرا ليس لدى وقت لسماع مثل هذة الامور الشخصيه

قال متمنيا :

- اريد ان اعود للعمل معك

ضحكت ساخرة :

- اتسمى هذا عملا ؟!

وقالت بلهجه حاسمه :

- لا , فانت لا يليق بك سوى ان تكون مديرا ولكن للاسف

هذة الوظيفه مشغوله حاليا .
















  رد مع اقتباس