عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-02-2010, 12:41 PM   #1

حَرفُُ هجآءّ

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

افتراضي أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناشئة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم



لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثله في تعامله مع الناس عامة ، ومع الشباب خاصة قبل البعثه وبعدها ، مما حبب الناس إليه وألفهم عليه ، فكان يثق في شباب الصحابة ، ويستأمنهم على أمور خاصة ، وقد كانوا رضوان الله عليهم على مستوى المسئولية في ذلك .

إبتداؤه لهم بالفائدة وخصهم ببعض العلم


كان صلى الله عليه وسلم لا يتوقف في تعليمه للشباب على أسئلتهم بل يبتدئهم بالفائدة إذا لم يسألوا ، ومن ذلك إبتداؤه معاذ بن جبل حين كان رديفه ، قال له : (( يا معاذ بن جبل )) قال معاذ : (( لبيك يارسول الله وسعديك ، وكررها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، ثم قال : (( هل تدري ما حق الله على العباد ؟ )) قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) . ثم قال : (( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ )) . قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( ألا يعذبهم )) .






وابتداؤه صلى الله عليه وسلم لإبي هريرة حين قال : (( يا أبا هريرة ، كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أسعد الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) .






ابتداؤه صلى الله عليه وسلم لابن عباس : (( يا غلام ، إني اعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا أستعنت فأستعن بالله ... )) .






ولقد خص صلى الله عليه وسلم شباب الصحابة ببعض العلم ليشعرهم بقيمتهم ، ويدعوهم إلى الاهتمام أكثر بهذا العلم الذي خصهم به . فقد خص صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بقوله : (( فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة : ربي أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) . ويقول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : (( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين ))






وإذا توفر الشاب الحريص على الفائدة ، والمربي الذي يحرص على إفادة تلاميذة ، فإنه بذلك يحصل النفع الكثير ، كما كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته وخاصة الشباب منهم .


الشجاعة الأدبيـــة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لِما لا يدري لا أدري ، حتى يأتيه الوحي ، بل كان صلى الله عليه وسلم يرجع عن رأيه ويأخذ بالرأي الآخر إذا تبيّن أنه هو الصائب ، والرسول صلى الله عليه وسلم يبين أنه بشر ، وأن رأيه في الأمور الدنيوية التي ليس فيها تشريع قد يصيب وقد يخطئ . قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله )) ]رواه مسلم [.






ولمّا سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أي البقاع خير ؟ قال : (( لا أدري )) فقال : أي البقاع شر ؟ قال : (( لا أدري )) .. حتى جاء الوحي بأن خير البقاع المساجد ، وشر البقاع الأسواق .]صحيح الجامع ، برقم (3271) [.






ومن امثلة رجوعه صلى الله عليه وسلم عن رأيه إلى الرأي الآخر إذا تبين صوابه والثناء على صاحبه : لمّا سبق الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين إلى ماء بدر اختار موقعاً للنزول فيه ، أبدى الحباب بن المنذر رأيه .. (( يارسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم – قريش – فننزله ، ونغور – نخرب – ما وراءه من القلب – الآبار – ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون )) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أشرت بالرأي )) وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أشار به الحباب ابن المنذر .






والمعلم بحكم وظيفته وبشريته معرّض لكثير من المواقف سواء داخل دور التعليم أو خارجها ، فيا ترى بماذا يجيب المعلم إذا سُئل عن مسألة لا يعرف جوابها ؟ هل يوهم الطلاب ويدلس عليهم بكلام خاطئ ؟ أم يقول لا أعلم ليغرس هذا المبدأ في نفوس طلابه ، وأن عدم المعرفة ليس عيباً ولا نقصاً في حقه . ويا ترى ماذا يقول المعلم إذا أخطأ في مسألة ، وعارضه بها أحد الطلاب ثم بان له الصواب ، فهل يبادر بشكر الطالب والثناء عليه ، ويعترف بالخطأ أم أنه سيراوغ ، ويقلب الكلام ، حتى يبرهن لهم صحة قوله ؟ والمعلم الذي يدلس على الطلاب بإعطائهم معلومات خاطئة لينجو من موقف معين سوف ينكشف أمره لطلابه عاجلاً أم آجلاً ، ومن ثم تهتز صورته لديهم ، فلا يثقون بعد ذلك فيما يطرح من مواضيع وما يقدمه من معلومات .



الثقة بهم وائتمانهم وتوليتهم بعض المسئوليات


ومن ذلك : أمره لأسماء بن حارثة تبليغ قومه صيام عاشوراء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مُر قومك فليصوموا هذا اليوم )) . قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال : فليتموا بقية يومهم )) .






ومن ذلك : اختياره صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي كان عمره حينها قريباً من العشرين سنة لتكون موطناً لإجتماعه باصحابه ولقائه بهم ليختفوا عن قريش وكيدها وتآمرها .






ومن ذلك : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وهو حينئذ شاب حديث السن وانتدب كثير من كبار المهاجرين والانصار في جيشه ؟ كان من أكبرهم عمر بن الخطاب .






ومن ذلك : إعطاؤه الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر ؟ وإرسال مصعب بن عمير إلى المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .






إن الثقة فيهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعطي أعظم الدليل على أن الشباب في مثل هذه السن يمكن أن يرقوا إلى مثل هذا المستوى ، فهل يعقل شباب الأمه ومن يقوم على تربيتهم هذا الأمر ؟!




وسائل استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناشئة وتعليمهم


( التوجيه المباشر- القصص وضرب الأمثال – الحوار والأقناع )






لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم إمام المربين معيناً لا ينضب من الطرق والوسائل الناجحة لإيصال المعاني إلى الأذهان وتأصيلها في النفوس ، وتحويلها إلى حقائق حيّة تسعى بين الناس . فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع المنهج السليم في التربية وهو أن يحسن المربي كيف يأخذ المتعلم من أقصر طريق إلى موقع الحق في أية قضية من القضايا.. وسوف نقتصر في مقامنا هذا على بعض الوسائل التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناشئة وتعليمهم .


أسلوب التدرج


استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج في التربية والتعليم إذا أراد أن يوصل بعض المعلومات إلى أصحابه ، ولم يقفز بهم الرسول صلى الله عليه وسلم قفزة واحدة لتعليم الإسلام جملة واحدة ، فقد كانت تربية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأصحابه تربية متدرجة .. فعن عائشة قالت : (( إنما أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا أثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبداً . ولو نزل لا تزنوا ، لقالوا : لا ندع الزنا أبداً )) . ]فتح الباري (9/38) برقم 4993[.






وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج عندما بعث معاذاً إلى اليمن فقال له : (( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردُ على فقرائهم )) .]مسلم [






وقد جاء في القرآن الكريم تحريم الخمر بصورة تدريجية ، مرّت بأربع مراحل :






الأولى : لفت نظر الناس إلى أضرار الخمر .


الثانية : ذكر بعض أضراره وأن فيه إثماً كبيراً .


الثالثة : نُهي عنه أثناء الصلاة .


الرابعة : تحريم الخمر وأنه من عمل الشيطان .






ويستطيع المربون استخدام أسلوب التدرج في تربية الناشئة ، بأن يبدأ المربي تعليم الطفل من الشيء المحسوس إلى المجرد ، ومن السهل إلى الصعب .