الايثار في الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن كل من يقرا هذه الرسالة أن يتعلم شيئاً جديداُ عن الإسلام ويبدأ بتطبيقه فى حياته.
هذه القصة عن الإيثار في الإسلام, الإيثار، ويعني تقديم الآخرين على الذات. فتعطي لهم ما أنت أحوج إليه منهم، وتقدّم حاجتهم على حاجتك، ونفوسهم على نفسك.
يقول حذيفة العدوى رضى الله عنه: بينما نحن في إحدى الغزوات وقد وضعت الحرب أوزارها.. كان لى ابن عمى بين المصابين والشهداء. فذهبت لأتفقده وباقي المسلمين, فإذا بى أراه مصابا وغارقا فى دمائه.. يلهث من الحر والعطش وعليه أمارات الإعياء الشديد فسألته: أتريد ماء؟ فأجاب أن نعم وكان يبدو عليه أمارات العطش الشديد لما فقده من دماء فأحضرت الماء، وأخذت أرفعه لأسقيه
.. وبينما نحن كذلك اذ سمعنا أخا مسلما آخر مصابا يتأوه من العطش، فأبى ابن عمى أن يشرب وأشار الى أن اذهب بالماء الى الأخ الذى يتأوه.. فذهبت بالماء للثانى رفعت الاناء على فمه ليشرب فاذا ما حدث يتكرر فنسمع مسلما آخر يتأوه من ألم العطش
فيأبى الثانى أن يشرب ويشير الى أن اسقى الأخ الثالث
فذهبت إليه بالماء و رفعته على فمه ليشرب وقبل أن يشرب رشفة واحدة, كان قد استشهد وفاضت روحه الى بارئها... فحزنت ثم رجعت للثاني لأسقيه ... فإذا به قد مات وأدرك الثالث .. فحزنت أكثر
ثم رجعت لابن عمى لأسقيه... فوجدته قد أدرك أخويه ومات, رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين
تأملوا كيف فضل كل من هؤلاء الموت عطشا عن أن يسبق أخيه فى الشرب
وقارنوا بين حالنا اليوم وحال هذه القلوب التى امتلأت إيمانا وتوحيدا, اللهم اجعلنا من المؤثرين على أنفسهم يا رب العالمين
(لو كانت الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعوضة يعني ذبابة
"ما أبعدَ الفرقَ بينَ أن يكونَ اللهُ هو الأكبرَ على لسانِك، وبين أن يكونَ هو الأكبرَ في فكرِك و وِجدانِك"
|