عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-18-2010, 03:12 PM   #1

شاعر واسير الحب

مشرف سابق

 

 رقم العضوية : 37935
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : ام الدنيـــــــا
 المشاركات : 32,579
 النقاط : شاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 134165
 قوة التقييم : 68

شاعر واسير الحب غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى شاعر واسير الحب

أوسمة العضو

وسام تميز شرطة المنتدى مسابقة ادم الحصرى مسابقة تنشيط الفلاشات المركز الاول وسام تكريم من الخزعبلات وسام المشرف المميز المسابقه السياسيه التحليله وسام المركز الثانىchant flash وسام تميز فى السويتش ماكس نشاط فوتوشوبي وسام المشرف المميز 

افتراضي أأبو هريرة - رضي الله عنه

أبو هريرة - رضي الله عنه
- الصحابي المفترى عليه


جاء فى كتاب أسد الغابة لابن الأثير :
أبو هريرة الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثرهم
حديثاً عنه‏.‏ وهو دوسي من دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن
كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد‏.‏
قال خليفة بن خياط وهشام بن الكلبي‏:‏ اسمه عمير بن عامر بن عبد
ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن
ثعلبة بن سليم بن غنم بن غنم بن دوس‏.‏
وقد اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما
يقاربه، فقيل‏:‏ عبد الله بن عامر‏،‏ وقيل‏:‏ برير بن عشرقة‏، ويقال‏:‏ سكين
بن دومة‏.‏ وقيل‏:‏ عبد الله بن عبد شمس‏.‏ وقيل‏:‏ عبد شمس، قاله يحيى
بن معين، وأبو نعيم‏.‏ وقيل‏:‏ عبد نهم‏.‏ وقيل‏:‏ عبد غنم‏.‏
قال الهيثم بن عدي‏:‏ كان اسمه في الجاهلية‏:‏ عبد شمس،
وفي الإسلام‏:‏ عبد الله‏.‏
وقال ابن إسحاق‏:‏ قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة‏ أنه قال:
كان اسمي في الجاهلية‏:‏ عبد شمس، فسماني رسول الله صلى الله عليه
وسلم‏:‏ عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت هرة فحملتها
في كمي، فقيل لي‏:‏ أنت أبو هريرة‏.‏ وقيل‏:‏ رآه رسول الله صلى الله عليه
وسلم وفي كمه هرة‏:‏ فقال ‏:‏ يا أبا هريرة‏.‏ وأخبرنا غير واحد بإسنادهم
عن الترمذي عن عبد الله بن رافع قال‏:‏ قلت لأبي هريرة‏:‏ لم اكتنيت
بأبي هريرة? قال‏:‏ كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هريرة صغيرة،
فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت
بها، فكنوني أبا هريرة‏.‏
أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم فدعا له رسول الله صلى الله
عليه وسلم‏.‏
عن الأعرج قال‏:‏ سمعت أبا هريرة قال‏:‏ إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر
الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كنت رجلاً مسكيناً أخدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون
يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئاً
سمعه مني‏"‏‏.‏ فبسطت ثوبي حتى قضى حديث، ثم ضممته إلي، فما
نسيت شيئاً سمعته بعد‏.‏ قال البخاري‏:‏ روى عن أبي هريرة أكثر من
ثمانمائة رجل من صاحب وتابع، واستعمله عمر على البحرين ثم
عزله، ثم أراده على العمل فامتنع، وسكن المدينة، وبها كانت وفاته‏.
‏ قال الخليفة‏:‏ توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين‏.‏ وقال الهيثم بن
عدي ‏:‏ توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين‏.‏ وقال الواقدي‏:‏ توفي سنة
تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة‏.
(انتهى ما جاء فى كتاب أسد الغابة لابن الأثير)
لا يوجد أحد من الصحابة تعرض لحملات جائرة مسعورة ، بمثل ما
تعرض له الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، وهي حملات
ليست جديدة في الحقيقة ، فقد أطلق بعض أهل الأهواء ألسنتهم فيه منذ
القدم لتسويغ بدعتهم وانحرافهم ، فقد غضوا من شأنه ، وطعنوا في
أصله ونسبه ، مدعين أنه لم يكن معروفاً في أوساط الصحابة ، وأنه
كان غامض الحسب ، مغمور النسب ، ولم يعرف إلا بكنيته ، بدلالة أن
الناس اختلفوا في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً ، مع أن الخلاف لا
يتجاوز عند التحقيق ثلاثة أقوال كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ،
ونحن نجد عشرات الصحابة اختلف في أسمائهم إلى أكثر من ذلك ،
وكثير منهم إنما اشتهروا بكناهم لا بأسمائهم ، فلماذا هذا التشويش
بالذات على أبي هريرة رضي الله عنه ، ومتى كان الاختلاف في اسم
الرجل يشينه أو يسقط من عدالته ؟؟.
وزعموا أنه كان مغموراً ، لم يذكر في طبقات الصحابة ، وليست له أي
فضيلة أو منقبة ، مع أن المعروف من ترجمته أنه كان ممن هاجر بين
الحديبية والفتح في العام السابع من الهجرة ، وأنه صاحَب رسول الله
– صلى الله عليه وسلم - ، ولازمه ما يربو على ثلاث سنين ، ويكفيه
ذلك فضلاً وشرفاً، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - له ولأمه أن
يحببهما إلى عباده المؤمنين كما في الصحيح،وكان عريف أهل الصفة
(أهل الصفة هم فقراء المدينة وكانوا يقيمون خلف بيت النبى وكان
يطعمهم ومنهم ابو هريرة )،وهم أضياف الإسلام ، وأحباب النبي عليه
الصلاة والسلام ، وقد ذكر الإمام مسلم أبى هريرة فيمن لهم فضائل من
الصحابة ، وعقد له الإمام النووي باباً في شرحه على مسلم ، وذكر
الحاكم في مستدركه جملة صالحة من مناقبه استغرقت بضع صفحات ،
وأما البخاري فهو وإن لم يعقد له ترجمة خاصة ، لكنه ذكر فضائله
ضمن أبواب كتابه ،ومنها كتاب العلم.
وطعنوا في صدقه وديانته ، وأنه إنما أسلم حباً في الدنيا لا رغبة في
الدين ، وهي دعوى يكذبها كل من يطالع سيرته وترجمته ، وما كان
عليه رضي الله عنه ، من التقشف والانقطاع إلى العلم والعبادة ،
وتبليغ أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - . ثم بحثوا عن كل عيب يمكن
إلصاقه به ، حتى ولو كان من الأمور التي لا يعاب المسلم بها ، ولا
تعلق لها بالحديث والرواية ،فعيروه بفقره وجوعه ، ومتى كان الفقر
عيباً يعير به الإنسان إلا في منطق المتعالين المتكبرين ؟! وعيروه
بأميّته ، وهل كانت أميّة الصحابي سبباً للطعن فيه في أي عصر من
عصور الإسلام ؟!حتى تذكر من جملة المطاعن ، ونحن نعلم أن الكتبة
من الصحابة قليل لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة
وجعلوا من لطافة أخلاقه ، وطيب معشره مدخلاً للنيل منه ، فوصفوه
بأنه كان مزاحاً مهذاراً ، مع أنه خلق أكرمه الله به ، وحببه به إلى
الناس ، ومتى كان المزاح المباح ، والتلطف إلى الناس والتودد إليهم
خلقاً معيباً عند كرام الناس ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم –
أحسن الناس خلقاً ، ومع ذلك كان يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقاً ،
ورموه أيضاً بعدم الفقه وقلة الفهم ، وهو محض افتراء على التاريخ ،
والواقع أنه كان من فقهاء الصحابة ، ومن كبار أئمة الفتوى ، كما
يذكر ذلك أهل التراجم والطبقات فقد ذكره ابن سعد أنه ممن كانوا
يفتون بالمدينة منذ مقتل عثمان إلى أن توفي رحمه الله ، وهذا يعني
أنه مكث يفتي الناس على ملأ من الصحابة والتابعين ثلاثة وعشرين
عاماً ، وكان يعارض أجلاء الصحابة كابن عباس في بعض المسائل ،
وعدّه ابن حزم في فقهاء الصحابة ، وكذا الحافظ بن حجر في الإصابة ،
وجمع تقي الدين السبكي جزءاً في فتاوى أبي هريرة ، وقال الإمام
الذهبي في " تذكرة الحفاظ " : أبو هريرة الدوسي اليماني ، الحافظ
الفقيه ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من أوعية
العلم ، ومن كبار أئمة الفتوى ، مع الجلالة والعبادة والتواضع " ،
وعندما ذكر ابن القيم في " إعلام الموقعين " المفتين من الصحابة ،
وأنهم كانوا بين مكثر ومقل ومتوسط ، ذكر أبا هريرة من المتوسطين
مع أبي بكر الصديق ، و أبي موسى الأشعري ، و معاذ بن جبل ،
وجابر بن عبد الله ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ،
فمن زعم بعد ذلك أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه .
وقالوا : إنه لم يكن يكتب الحديث ، بل كان يحدث من ذاكرته ، مع أن
ذلك شيء لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه ، بل هو صنيع كل من
روى الحديث من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدا عبد
الله بن عمرو بن العاص فقد كانت له صحيفة يكتب فيها ؛فقد جاء ذكر
ذلك فى صحيح البخارى باب العلم : عن وهب بن منبه، عن أخيه قال:
سمعت أبا هريرة يقول: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد
أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب
ولا أكتب.
وادّعوا كذلك أنه ، لم يكن يقتصر في تحديثه على ما سمعه من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة ، بل كان يحدث عنه ، بما أخبره
به غيره ، واعتبروا ذلك منه تدليساً ، مع أن المعروف عند أهل العلم
أن رواية الصحابي عن الصحابي وإسناده إلى النبي - صلى الله عليه
وسلم - لا تسمى تدليساً ، بل تسمى إرسالاً ،
وقد أجمع أهل العلم على الاحتجاج بمرسل الصحابي وقبوله ، وأن
حكمه حكم المرفوع ، لأن الصحابي لا يروي إلا عن صحابي مثله ،
والصحابة كلهم عدول. فكون أبي هريرة يرسل بعض الأحاديث التي
سمعها من غيره من الصحابة هذا أمر لا يعيبه ولا ينقص من قدره ،
ولا يختص به وحده ، فقد كان ذلك شأن كثير من الصحابة الذين لم
يحضروا بعض مجالسه – صلى الله عليه وسلم .
وانتقدوا أيضاً كثرة أحاديثه - التي بلغت كما جاء في مسند بقي بن
مخلد 5374- ، مع تأخر إسلامه حيث إنه لم يصحب النبي - صلى الله
عليه وسلم - إلا ثلاث سنين ، مدعين أن بعض الصحابة قد انتقدوه
على إكثاره ، وشكوا فيه . وكل باحث متجرد يجزم بأن سبب هذه الكثرة
إنما هي طول ملازمته للرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع
أحواله ، خلال هذه الفترة ، مع ما حباه الله من قوة الحفظ والذاكرة ،
ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم .
أضف إلى ذلك تفرغه التام من الشواغل والصوارف ، فقد كان من
فقراء الصحابة ومن أهل الصفة ، ليس له أهل ولا ولد ولا مال ، وكان
يلازم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما يقيم به صلبه ، ولا شك
أن المتفرغ للشيء ، المهتم به ، المتتبع له ، يجتمع له من أخباره ،
والعلم به في زمن يسير ، ما لا يجتمع لمن لم يكن كذلك .وبعد أن تفرق
الصحابة في الأمصار على عهد الخلفاء الراشدين ، رأى أن من الواجب
عليه ، أن يبلغ ما حفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمته،
وخاف عاقبة الكتمان إن هو امتنع عن التحديث ، فتفرغ للعلم والرواية
والتحديث ، وكان من الطبيعي أن يثير إكثار أبي هريرة من الحديث
استغراب بعض التابعين ، ولكن ما أن يبين لهم سبب ذلك ، حتى يزول
هذا الاستغراب والدهشة ،
فقد جاء في الصحيحين عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله
عنه قال : يقولون : إن أبا هريرة قد أكثر ، والله الموعد ، ويقولون ما
بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه ، وسأخبركم عن ذلك
: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أَرَضيهم ، وإن إخواني من
المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكنت ألزم رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا
نسوا ، ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما :
(أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم
ينس شيئا سمعه) ،فبسطت بردة علي ، حتى فرغ من حديثه ، ثم
جمعتها إلى صدري ، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ،

ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا : {إن الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون *إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا
فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } (البقرة 159- 160) .
ولا يوجد أبداً نص ثابت يفيد بأن الصحابة رضي الله عنهم شكّوا فيه ،
أو صرحوا بكذبه ، أو منعوا من الاستماع إليه ، بل نصوص التاريخ
الثابتة ، كلها تقطع بإقرار الصحابة له بالحفظ ، واعترافهم بأنه كان
أكثرهم اطلاعاً على الحديث ، وربما استغرب أحدهم بعض أحاديثه ،
ولكنه لا يلبث إلا أن يسلم له ، ويقبل منه ، ويعترف بإحاطته وحفظه .
أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ ،
فدعاه اليه ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا
له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ،
دعاه ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو
هريرة منها شيئا000 وكان -رضي الله عنه- يقول ما من أحد من
أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من عبدالله بن عمرو
بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب )000وقال عنه الامام الشافعي :
( أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ).
ذكر ابن سعد في الطبقات أن أبا هريرة رضي الله عنه حدَّث ذات مرة
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث (من شهد جنازة فله قيراط )
، فقال ابن عمر : " انظر ما تحدث به يا أبا هريرة فإنك تكثر الحديث
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فذهب به إلى عائشة ،
فقال : أخبريه كيف سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ،
فصدَّقَت أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : يا أبا عبد الرحمن والله ما كان
يشغلني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غرس الوَدِيِّ ، ولا الصفق
بالأسواق ، فقال: ابن عمر : " أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله –
صلى الله عليه وسلم - وأحفظنا لحديثه " وأصله في الصحيح .
وأما ما ورد من أن عمر نهاه عن التحديث ، وقال له : " لتتركن
الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس "، فإنه على افتراض
صحة هذه الرواية ، فقد كان ذلك في ظرف معين :
فعندما رأى أبو هريرة رضي الله عنه أن من الواجب عليه أن يحدث
الناس بما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خروجاً من إثم
كتمان العلم ، ألجأه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث ، فربما سرد في
المجلس الواحد الكثير من الأحاديث ، وكان عمر رضي الله عنه ، يرى
أن يشتغل الناس بالقرآن ، وأن يقلوا الرواية عن رسول الله في غير
أحاديث العمل ، وأن لا يحدث الناس بأحاديث الرخص لئلا يتكلوا عليها
إلى غير ذلك من الأمور، ومن أجل ذلك قال لأبي هريرة ما قال ، لأنه
كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث ، فلم يقل ذلك تكذيباً له ولا شكاً في
حديثه - وقد ذكر هذا التوجيه الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية
والنهاية - ، كما ذكر أنه أذن له في التحديث بعد ذلك (انظر سير أعلام
النبلاء) (2/601).ولم تقف مطاعنهم عند هذا الحد ، فقد افتروا عليه
بأنه كان متشيعاً لبني أمية ، يأخذ من معاوية الأعطيات من أجل وضع
الأحاديث في ذم علي رضي الله عنه ، مع أن التاريخ والروايات
والأخبار كلها تشهد بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان محباً لآل البيت ،
يعرف قدرهم ومكانتهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم
يناصبهم العداء قط ، وهو الذي روى الكثير في مناقبهم وفضائلهم ،
وبوجه خاص فضائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ومن أشهرها
حديث الراية يوم خيبر ، وروى في فضائل الحسن و الحسين أكثر من
حديث . وقد تعرض الحاكم رحمه الله في المستدرك لكل من تكلم في
أبي هريرة رضي الله عنه ، وجعلهم أصنافاً ، وكأنما يرد على هؤلاء
المعاصرين فقال رحمه الله: " وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره
من قد أعمى الله قلوبهم، فلا يفهمون معاني الأخبار وهم :
- إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم - الذي هو
كفر .
- وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا
يرى طاعة خليفة ولا إمام.
- أو قدري اعتزل الإسلام وأهله ، وكفَّر أهل الإسلام الذين يتبعون
الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها .
أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه .
هذه كلمة الحق في رواية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه ، وهذا
هو ما ذهب إليه أئمة الهدى ، وأعلام التقى ، وكبار فقهاء الإسلام
ومحدثيه ، وإن صحابياً يظل يحدث الناس ويبلغ الآخذون عنه ثمانمائة
من أهل العلم ، لا يعرف أن أحداً من الصحابة بلغ مبلغه في الآخذين
عنه ، وكلهم يجمع على جلالته والثقة به ، وكلها شهادات حق وصدق
في أحاديثه وأخباره ، ليأتي اليوم من يشكك فيه ، فأي إزراء
واستخفاف بعقول هذه الأمة وعلومها ودينها أعظم من هذا ، وصدق
الله : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
( الحج 46) .

المشهور أنه أسلم سنة سبع من الهجرة بين الحديبية وخيبر وكان
عمره حينذاك نحواً من ثلاثين سنة ،
توفي رحمه الله, بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع سنة 57 هـ عن عمر
يناهز 78 عاما .







  رد مع اقتباس