؛؛
زاهد عابد من مكة المكرمة توفى ( 153 هجرى ),
كان حريصا على تحرى الحلال والبعد عن الحرام
والشبهات فى طلب الرزق حتى قال الزاهد
المعروف ( بشر الحافى ): أربعة رفعهم الله بطيب
مطعمهم وذكر وهيب بن الورد0
وقال وهيب: لو قمت ( أى فى الصلاة ) قيام هذه
السارية ( أى مثل عمود المسجد )ما نفعك ذلك
حتى تنظر ما يدخل بطنك : حلال أم حرام 0
قرأ قوله تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من
البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع
العليم ) البقرة 127
, فبكى وقال : يا عجبا لك يا خليل الرحمن تبنى
بيت الرحمن وتخاف ألا يتقبل منك !
وصلى العصر مرة فأخذ يقول : اللهم إن كنت نقصت
منها شيئا أو قصرت فيها فاغفر لى , وسئل عمن
طاف بالكعبة سبعا ماله من الأجر ؟ فقال : يغفر الله
لنا ولكم بل اسألوا عما يجب عليه من أداء الشكر
فى طواف هذه السبعة , وما رزقه الله إياه حين
حرم غيره0
صلى العيد مرة فلما انصرف الناس أخذ ينظر إليهم
ثم قال : لئن كان هؤلاء القوم أصبحوا موقنين أنه قد
تقبل منهم شهرهم هذا لكان ينبغى لهم أن يكونوا
مشاغيل بأداء الشكر عما هم فيه , وإن كانت
الأخرى فلقد كان ينبغى أن يصبحوا أشغل وأشغل
( أى بالتوبة والاستغفار )