السلام عليكم ورحمة الله
الحريــة الشـخصية هي إحــدى الحقــوق الطبيعيـة للإنســان .. والتي إذا حُـرم منها فلن يتبقى له مأوى أو سبيل للـخلاص من كتــمان وكبـت المشـاعر في داخله .. بمعنى انه سيمــوت دون أن نعلم ..
رغم أننا نــراه أمامنــا يأكــل ويشــرب ويضـحك ..وهــذه الحريــة الشخصيــة هي إمــا حريــة عامــة أو خاصــة ..
وهنا .. ســأتحدث فقط عن الحريــات الخاصــة التي تُــفهم على مدار مُعاكس لمفهومها ..حريـــات تُــلازم جدران البيــوت ولا يعلم بها إلا الأبنـــاء والآبـــاء ..فـ نحن بحاجة إلى إلقاء وتسليط الضوء على تلك البقعة المحجوبة لكشفها لنا وللجميع ..
يرغب بعض الشــباب بِـ النزوع والتحرر من بعض العادات والتقاليد والقيود التي تحد من حرياتهم .. ويظهر ذلك بشكل كبير في بعض المواقف التي ربما تكون سلبية غالباً أو ربما إيجابية ..
[ ,,, أنا إنسان حر .. وأقدر أعمل اللي أريده ..
وما أريد إنسان يتدخل في حياتي .. ونفسي أجرّب وأغلط وأتعلم
ليس مهما أن أكون نسخة منكم .. دعوني أعيش حياتي.. ]
هذا كلام أي إنســان في موقف تتكاثر فيه معاني الحرية الشخصية .. وطبعاً كل إنســان يتمنى أن يعيش حياته دون قيود أو حدود ..وأعتــقد من واجــب الوالديــن ألاّ يكثروا من الضغط على أبنائهم لأن الضغط في النهاية يولــد الانفجـــار .. ومن واجبهم أيضاً أن يُـشعروا أبناءهم بـ بعض الاستقلالية .. طبعاً مع المراقبة ..
لأنّ المشــاكل لا تأتــي بنتيجــة جيــدة أبــداً ..
هذا هو ما تخفيــه جــدران كل بيـت ..
وهــذا ما نخشــى من تفاقــمه ليعود على أفراد العائلة بِـ الضرر الكبير ..
ومن هذا المنطلق سأضع بين أيديكم بعض محاور النقاش .. ولكم كل الحرية في النقاش دون التقيّـد بهذه المحــاور .. لأن الموضوع أكبر من بضعة أسئلة تبحث عن إجابة لها ..
هل من الممكن أن تكون الحرية الشخصية تحت بند عقوق الوالدين ؟
وهل من حــق الوالديــن الاعتــراض على المطالبة ببعض الحرية ؟
ومتى يستطيع الوالد أو الوالدة التدخل في قرارات أبنائهم ؟
وهل كثرة التعسف والضغط ممكن تكون سبب في ضياع الأبناء ؟
هل أنــت مؤيــد لحرية الأبناء الشخصية ؟
أم أنت مؤيد لـ الضغط على الأبناء وحرمانهم من بعض حقوقهم ؟
وطبعــاً هذا الموضوع ليس فقط للشباب .. بل هو أحيانا يتواجد بين الأم وابنتها .. ولكنني وددت أن أكتبه هنا وأذكر الشباب بـ صورة خاصة .. لأن مثل هذه الظاهرة تنتشر بين الأبناء وآبائهم أكثر ..