[لؤلؤة المصرية]

سعاد حسني الفنانة الكردية التي خذلها العرب

خضير طاهر gmt 700 2006 الخميس 28 سبتمبر

الكتابة عن سعاد حسني ليست ترفاً او هروباً من تناول المواضيع الجادة الساخنة، بل هي كتابة عن قضايا وجودية تتعلق بالمصير والقلق والاغتراب وهذه القضايا هي من صميم اهتمامات الفلسفة الوجودية.


والكثير من الناس لايعرفون ان الفنانة الراحلة هي من أصول كردية، فوالدها هو محمد حسني البابا من عائلة سورية كردية وهو ابن المطرب السوري حسني البابا.

جذور سعاد حسني الكردية تلقي بعض الاضواء على حالة العزلة والاغتراب التي كانت تعيشها في حياتها فهي عندما كانت تعيش في وسط المجتمع العربي المصري كانت تحمل في داخلها لاشعور جمعي كردي وجينات كردية مختلفة عن محيطها الاجتماعي مما جعلها تشعر في اعماقها بعدم الانجذاب للمجتمعات العربية حتى لو كانت لم يسبق لها العيش في مجتمع كردي ولم تتقن اللغة الكردية فأن روحها كانت بهذا التشكل والهوية المغايرة غير منسجمة مع المحيط العربي المصري!



وسعاد حسني كان المجتمع العربي هو جلادها المتوحش طوال حياتها فما اعطاه اياه من شهرة ومجد.. سددت هي ثمنه من فواتير الآلم والعذاب والاحزان والانتهاك لإنسانيتها واستغلال صغر عمرها وقلة خبراتها وحاجاتها الحياتية!



وقد كان الجلاد الاول الذي صادفته سعاد حسني في حياتها هو والدها الذي عاملها في منتهى القسوة عندما منعها من الذهاب الى المدرسة والتعليم، وعندما كان يصرف على سهراته وتركها وهي طفلة بنت الخمسة اعوام تعاني أوجاع من ألم فقرات الظهر التي كانت بحاجة الى عملية جراحية وكان هو لايبالي بصحة بنته، ثم انفصاله عن أمها وتركها في وضع معيشي صعب، ولعل تعامل والدها بهذا الشكل القاسي يلقي بعض الضوء على قساوة الشخصية الكردية وتحجرها وضعف التزامها.




ستظل سعاد حسني رمزاً للعذابات الانسانية التي تشير الى معاناة المرأة المظلومة في كل مكان من الكرة الارضية، وستظل روحها تلاحقنا بالعتاب واللوم والتقريع، أنها فتاة الاحلام التي لن تأتي أبداً فقد غادرتنا بصرخة وجع واحتجاج... غادرة الغابة الذكورية تاركة اياها تستمرأ وحشيتها وهي تفترس الأناث... ياللهول.. ما أبشع تاريخ الرجل مع المرأة!!

خضير طاهر