يا طفلُ عذراً ..
مما راق لي ...........
كــوخٌ من الأحـــزانِ .. غاب سناهُ
ذَبَلـــت بليــلٍ حــــالكٍ عينــــاهُ
والليلُ !! يثقـب في جـدار إبائــهِ
ويُحيطــــــه خنقاً فيا ويــــلاهُ !
في كل زاويــــةٍ ملامــــحُ آهــــةٍ
تحكـــي توجّــعَ نائــحٍ وأســاهُ
في وَحشةٍ..جَثَمَ السكونُ..ولم يدعْ
من موضع ٍ .. إلا .. وقد غطّــاهُ
وهنـــاك طفلٌ مُنزوٍ .. أناتُــــــه
لا تنتهي !! في عــالمٍ أضنـــاهُ
عبثت أنامــلُ حســرةٍ بجفونــهِ
فتبـللــتْ بدمـــوعِـــهِ خـــدّاهُ
رسمتْ تجاعيدَ الأسـى أحزانُــهُ
أَوّاهُ !! كم يُضني الأسى أَوّاهُ !
رَمَقَ الفضــاءَ .. مقسماً لهمومـِـهِ
بين النجومِ .. يُعيرُها شكـــواهُ
يا طفلُ عذراً..من يُعيركَ سمعَهُ ؟!
ومَنِ الذي يُهديكَ مِنْ حَلواهُ ؟!
من يا تُرى..يُعطيه بعضَ تلفُّتٍ ؟!
بل أين حِضْنٌ دافئٌ يرعــاهُ ؟!
يا طفلُ عذراً..إنْ أشاحوا وجهَهمْ
إنسانُ عصري همُّــــــه دنياه
ُ
يا برعماً .. عَصَفَتْ به ريحُ الشَّقا
فَذَرَتْهُ في تِيـــهٍ .. فضاعَ صَداهُ
عـــذراً .. فإنكَ جئتنا في عالــم ٍ
سلبَ القـــويُّ الخُبْزَ مِنْ أدناهُ
الشاعر : حسن النجار
|