حـــــــلـــمــــت بالنـــــســــيـــــان
يغسل ذاكرتي .. يذهب بالذكريات من ذاكرتي .. يأخذ الماضي من قلبي .. كما أخذت الدنيا حبيبي من حياتي ..
حلمت بالنسيان .. يُنسيني ما عانيت وقاسيت في حبك ..
يُنسيني عذاب الأيام وجفاءها ..
حلمت بالنسيان .. يُخفف عن كاهلي حمل الآلام والندم وأثقال الذكريات وبحور الدموع ..
يُجدد لي صفحة الذكريات .. فتعود خالية من أي ذكرى ..
يُعيدني إلى الأيام السابقة .. أعيش طفولتي من جديد ؟؟ وأعيش أيامي بدونك ..
يُعيد الأيام التي جمعتنا .. ولكن بدونك وبدون لقاءك ..
يُنسيني نفسي ..
وأخلد ذكريات أجمل خالية من الألم والندم وأحلام من سراب ..
حلمت بالنسيان ..
أسافر في سماء النسيان .. لا أحمل أي ذكرى سوى ذكرى ليلة الفراق التي اخترتها أنت !
أنسى عذاب العمر ولا أنسى تلك الليلة ..
.. تذكرني ..
تذكرني إذا زارتك الذكرى .. ولم تعلو في سماءك غيمة النسيان !
تألمت ..
ولم يزدني النسيان إلا ألماً ..
يُكدس في ذاكرتي ذكريات لحب ميت .. تزدحم .. تتوه .. تضيع ..
يُعيد الماضي يوماً بيوم .. ولحظة بلحظة .. وأخذ الدنيا مني !
تألمت ..
كلما أردت النسيان .. أجده يُذكرني بك وبالماضي .. !
يُنسيني إرادتي ورغبتي للنسيان .. وتظل صفحات ذكرياتك مفتوحة الكتاب .. تسردها دموعي على خدي ..
تألمت .. زاد حمل كاهلي آلاماً وندماً .. وثقلت ذكرياتي وفاضت بحور دمعي ..
لم يزدني النسيان إلا ألماً .. وزاد صفحات ذكرياتي ..
أصبحت كتاباً يصعب على النسيان نسيانه بين طيات الزمن !
يصعب على الأيام تخطي تلك الذكريات !
تألمت ..
النسيان أنساني نفسي وأمسي ويومي وغدي .. وماضيّ وحاضري ومستقبلي ..
.. ولم ينساك قلبي ..
استطاع كتاب ذكرياتك أن يثبت في طور حياتي .. ووسط قلبي بألمه وندمه
اخترت ليلة الفراق كما تريد خاتمة كتابي ..
تألمت .. وما يزيد ألمي .. النسيان .. فلم أنسى ليلة الفراق .. ولن أنسى الذكرى التي كانت مجرد غيمة عابرة لديك .. مرّت كغمضة عين .. وزارك النسيان ومحا أثرها ..
عين تراك وقلب لن ينساك
ندمت ..
وتذكرت وتذكرت وتذكرت ..
تذكرت ما يجب أن أنساه .. وكيف أنسى ؟
أطوي صفحات ذكرياتك وأبكي لتسرد دموعي كل ما تحمله من ألم ودموع الندم ..
وأسافر في سماء النسيان وألقي من هناك حمولي وأثقالي .. وأنساك ..
وصفحات ذكرياتك ستذوب مع الزمن وتنهشها الأيام .. وينسى قلبي ..
وطور حياتي الآن .. أن أنساك ..
ولكن .. لن أنسى ثلاثاً :
قلبي المغدور ..
وليلة الفراق .. اخترتها أنت ..
كيف كانت الذكريات مجرد غيمة عابرة لديك مرت كغمضة عين وزارك النسيان ومحا أثرها ؟
كيف ؟
كيف استطعت ؟
..........................................
محمد شاهين