[Mo chahin]

يقول الله عز و جل فى سورة غافر 28:40 "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب".صدق الله العظيم

ويقول نبى الإسلام فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح
والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار".
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


ومع ذلك لاتزال جناية الكذب تلبسنا ليلا و نهارا ...بل أصبح تعاطينا مع الكذب أشبه بتعاطينا مع الدواء ..كذبة على الريق ، وكذبتان قبل الغداء ، وواحدة بعده ، ولا ننام إلا على حقنة كذب !.
ولكي تتأكدوا أيها الأحبه ..بأننا جميعا (نكذب) ...
تأملوا معي في يوم من أيامي والذي بلا شك هو أيضا يومكم ...
كعادتي عندما أخرج من المنزل وفي الطريق أمر على بائع الصحف والمجلات ..وهو رجل تشعر بأنه ارتكب كل الآثام فقطع الله عن وجهه النور ، فهو رجل فاحش الكلام ، بشع الوجه الذي ارتسمت على ملامحه علائم الشقاء ...
أقول له - صباح الخير يا عم ، ناولني صحيفة الصباح المشرقة كوجهك يا رجل يا طيب ...
فيعطيني الجريدة وهو يبتسم في خبث ولؤم ليسا كعادته .
ثم أركب الباص ...وأرفع صوتي بالتحية على الركاب من أبناء الحي وأهله ..( صباح الخير يا أحلى وأطيب وأجمل ناس ، يا خلاصة المجتمع الطيب )
مع أنهم ليس كذلك!!
ولكي أنهي أوراقي في مختلف المصالح الإدارية أنا مضطر لبعض الكذب ، أو للكذب كله, ثم أضع اوراقي أمام الموظف ( وأرشوه بالمجاملات ) : أنت رجل نزيه ومشهود لك بالكفاءة ، كل البلد تدعو لك هنيئا لك .طبعاً هو ليس كذلك لكن مضطر لأكذب عليه !!
ثم أعود إلى المنزل فتستقبلني أم العيال ، فليس في ملامحها أو جسمها أو طبعها ما يثيرك بأنها أنثى...فأصيح عند رؤيتها يا أرض احفظي ما عليك مااجملك يا أم خالد مااحلاك مااروعك ...هنيئا لك ياأبو خالد هذه التفاحة
لكنني مضطر إلى الكذب عليها حتى أأمن شرها ..
.عزيزي القارئ لا بد أنك لاحظت بأنني كذبت عليك من البداية لأنني لست متزوجا
، ولكنني مضطر لكل هذا حتى أقنعك
وهكذا لا ينتهي اليوم إلا بعد أن أكذب ستين كذبة - مضطرا والله - لأخلص أعمالي .
حتى عندما أخاطب مسؤلي في العمل لا أستطيع إن اكتب رسالة له دون أن اقول له في مقدمتها يشرفني أن .... أو يسعدني أن ...مع أني أكرهه كره للعما وأتمناه له ؟ .
لو كنت صادقا ..لكتبت له ( يؤسفني حقا أن أكتب إلى اشرار مثلك !! ..وبدلا من أن تكتب له في آخر الرسالة مع تحياتي وتقديري ، اكتب له بكل صدق ..مع دعائي عليك بمصائب الدهر
..لكن مضطر لذلك كي لايستخدم صلاحياته ضدي!!!
أذن كم نحن كذابون ومنافقون ومخادعون لأقصى درجة !!


موضوع مطروح للنقاش..!!


محمد شاهين