هذه الآيةُ إهداء ,
لـ الذين يسمَعونْْ داعي الله أنْ هَلموا فَ يتخاذلونَ في التلبية ..
لـ الذينْ تثَاقلت خطواتُهم فلا تكادُ تَقدُّهم أقدامهم لمولاهم !
قال لي مولاي :
{ وَ عجلتُ إليكَ رَبيَ لترضَى } , طه 84
فمن كانَ سعيهُ لله فَل يتعجّل ,ومن كان همَهُ مرضاة الله فَل يتعجل ,
فيا بَاغي الخير أقبِل وأسرِع في خُطاك , واستبشِر لأنّ الشِبر يصبحُ ذِراعاً .. والذراعُ يغدو باعاً .
و تأمّل حال من سارَ لمولاه ماشياً كيف يُقبل عليه الله :
” من جائني يمشي أتيتهُ هَروله ”
وَ سَلْ نَفسك كيف بمن جاءهُ متعجلاً راكضاً ؟
وَ اعلم بأن الإستِعجَال لتلبية نداء الله مطلوب فما أجلَّ وَ أجمل أن يحمِلُك شوقُك
لٍ الله .
وقـفـة :
الإستعجالُ مذموم إلاّ إذا كان لله وفي الله عندها يُحمد , فبه يبادر للطاعات فتغتنم قبل أن تولي شمسُ الحياةِ مُدبرةً ,
فكم من خيرٍ و طاعةٍ قد غربت شمسها و لم تسُتدرَك بسبب ” سوف ”
فإن خطَر لك خاطرُ خيرٍ فبَادر !
و إنْ َبرقت في سماءُك بارقة عطاءٍ و بذلٍ فاغتنمها ,
و إنْ دُعيت لطاعةٍ فاستجِب على عجلٍ فإنَّ داعي الموتِ إنْ هتفَ بك
لباه الملك على عجل !
و اقرأ لهؤلاء ممن كان لسان حالهم يردد { وَ عجلتُ إليكَ رَبيَ لترضَى }
- عَمرو بن الجموح رضي الله عنه طَارَ بهِ شوقه لله و ذلك يوم أن عزم أن يطأ بعرجته الجنة .
فلقد شُوهِدَ في أُحدٍ و هو يُردد :
إني لمشتاقٌ للجنّةِ , إني لمشتاق للجنة ..
- أبو هريرة رضي الله عنه يتعجَلُ الموت ,
تعجّل المشتاقُ للقيا من يحب فيقول : اللهم إني أُحب لقاءكْ فأحب لقائي .
و ما كان شوقهم للموت إلا لعلِمهم أنّ الحياة هي التي تُؤجل اللقاء بالله .
همسـة :
لما بَلغ به الشوق مُنتهاه , تعجل للقاء مولاه , ليرضى عنه الله .
فتعلّم من كليم الله و طِر بجناحي الشوق لمولاك علك تفد و تفوز بالرضى ..
و ليكن طربك و أنسك و همتك في { وَ عجلتُ إليكَ رَبيَ لترضَى } .
~ مُناجاة ~
يامَن سكبتَ الشوق في قلبِ كليمك و أذنت له بالسير فَ ساَر إليك ملبياً و لسانُ حاله يردد ” لبيك اللهم لبيك ”
فَ أذن لعبدٍ قد قرب مطيته و أناخها انتظاراً لأنْ يُنادى به ,
فَ اللّهُم إنّا نسألُك الشوق لـ لقاءك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
فلا تُردنا عنْ بَابِك
اللّهُم آمين .