هل الظلمة تصنع السعادة ؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.!.
يحكى أن رجل كفيف كان يعيش سعيدا مع زوجة محبة مخلصة و ابن بار و صديق وفي ، و كان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته
هي تلك الظلمة الحالكة التي كانت رفيقة دربه طول حياته و كان يتمنى و يدعو ليل نهار ان يعيد الله بصره كي يقوى على رؤية النور .
هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيب نحرير ، فذهب إليه يسأله دواءا لدائه
فوصف له هذا الطبيب قطرة و أوصاه ان يستعملها بانتظام فبذلك قد يرى النور فجأة و في أي لحظة .
مرت الأيام و ذاك الكفيف يستخدم القطرة على يأس من المحيطين به
و لكنه ذات يوم رأى النور فجأة و هو جالس في حديقة بيته ، فكاد ان يطير لشدة فرحه و سروره
و هرول الى داخل البيت ليبشر زوجته الحبيبة و كان لم يتوقعه قط إذ وجدها في غرفته تخونه مع صديقه
فذهب الى الغرفة الاخرى فوجد ابنه يفتح خزانته و يسرق بعض ما فيها خلسة .
عاد الكفيف أدراجه و هو يصرخ : هذا ليس طبيبا ، هذا ساحر ملعون ، و أخذ مسمار ففقأ عينيه !
و عاد مذعورا الى سعادته التي ألفها .
.!.
هي قصة بقدر بساطتها تكمن عظمتها و شدة حكمتها ..
و حقيقة بعد ان تفكرت في ما وراء القصة جلعني ذلك أغوص في عالم ثان ، عالم لا أرى فيه نورا و لا أرى فيه شيئا ، هل تراني سأكون سعيدة ؟!
صحيح أن البصر نعمة عظيمة نشكر الله و نحمده عليها .. لكن أفي الحياة ما يستحق الرؤية حقا ،
فساد و انحطاط و رذيلة هذا ما اضحينا نصبح و نمسي عليه في حياتنا هاته اينما أوقعت عيناك وجدت ما لا يرضيك ..
فماذا عنكم إخوتي القراء ، تخيلو أنفسكم عمي هل كنتم ستلقون السعادة ؟! و لماذا ؟!
|