محــــ(1)ـــــــاكمة غرام
وبدأت المحاكمة وكل الأطراف نيام
فمثل هذه المحاكمة تعقد حيثما تولدالأحلام
ويستعد للفصل في هذاالخصام
ينظر إلى فتاةٍ منهكة القوى ويأذن لهابالكلام
سيدي القاضي كيف أشكو حبيباً علمني معنىالغرام
كيف أشكو من بعثَ قلبي من بين الأطلالِوالحطام
منوهبني ملءُ الكون ِحباً ويا ليتَ هذا الحب دام
فقد تاه كطفلاً صغيرًا فقد أمهُ وسطَالزحام
فضاقت بيا الدنيا وما عاد يجديني فيهاالمُقام
فسله لم الغياب والهجر ِألم يقوى على عهديالتزام
والهجرُ في شرعِ المحبينَ حرام
وتتركها وحيدةً بقصرِالهيام
وكيف تقدرُ منها على البعدِ
كيف تقضى بحقها ولم تسمع منى مقال
أخدعكَ منها طابعُ الحسنِ والجمال
وما جمالُ الوجهِ يطغى على سوءِ الخصال
فما كان بعدى إلا لأنها كثيرة الجدال
جعلت من حياتي الهادئة حلبةً للنزال
هيمن أجبرتني على الهجرِ لم تترك لي أدنى مجال
فمع أصغر موقفٍ تبدأ الهجوم وكأننا بموقعهِقتال
وكأنما تريد أن أخطئ حتى يحقُ لها تقيديبأغلال
فإلام الصبر. وإلام أقوى على الاحتمال
القاضي :
فهل صدق قوله يا صاحبة الحسنِ والجمال
نعم صدق ولكن في قوله الكثير
فما كان جدالي يوما عن شئٍ تافهٍ صغير
إنما هو من يثيرني بأفعاله ما يكون غفرانه حقاًعسير
وإن اخترت صمتاً اتهمني باللامبالاةِوالتقصير
فأحكم أنت سيدي هل يحقُ له البعدِ أم عليه احتمالِ قسوةَالمسير
لذا سأوجل حكمي حتى المغيب
فلعلكم ترجعون ولعلها النفوس تطيب
فما بينكم سوى عتاب حبيبة وحبيب