الموضوع: علّمني العيال
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-20-2010, 12:16 AM   #1

habibasherief
 

 رقم العضوية : 54363
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 المشاركات : 1
 النقاط : habibasherief will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

habibasherief غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي علّمني العيال

ذات يوم كنت أقود سيارتي ومعي ابنتي الصغيرة، وقد اقتربت من البيت، وعندما توقفت بالسيارة أمام البيت، وهمّتْ بالنزول، أردت أن ألاعبها، فقلت لها:
انتظري، فنحن لن نتوقف..
فنظرت إليّ بدهشة وسألتني:
لماذا
فقلت لها وقد تعمدت تغيير صوتي:
لأني سأخطفك..
فوجدتها تسند رأسها على كرسي السيارة وتقول في هدوء واستسلام:
اخطفني..
فانتبهت وقد أثارني هدوؤها، فقلت لها:
ألا تخافي؟
فقالت بلامبالاة وكأنها تشعر بالملل من هذا الحوار العجيب:
أنت بابا.. لماذا سأخاف؟
فقلت وقد أثارت انتباهي أكثر فأكثر:
لن أعيدك لهذا البيت مرة أخرى..
فضحكت وقالت:
ألن تكون معي؟ أنت البيت!!
حقًا.. أنا البيت..
أنا البيت لها!!
ما طبيعة هذا الحب (العيالي)؟
أيكون هذا هو الحب المطلق الذي يبحث عنه البشر منذ بداية الخليقة؟
غالبًا هو!!
فالأطفال عندما يحبون لا يعرفون هدفًا لحبهم ولا غاية..
لا يعرفون سببًا لحبهم ولا يحتاجون له مبررًا..
لا يدركون له شروطًا أو قيودًا..
إنهم يحبون وحسب.. فهل يمكنني أن أحب مثل العيال حبًا بريئًا خاليًا من القيود والشروط؟
كثيرًا ما كنت أسمع والدي يقول حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار]. البخاري
وكنت أتساءل ما معنى [لا يحبه إلا لله]؟!!
فلما جلست مع الأطفال عرفت هذا المعنى..
أن أحب لله، معناها أن أحب إنسانًا لإنسانيته، لمجرد أنه عبد لله، لا شرط في حبي ولا قيد، لا منفعة ولا مكسب، لا حدود للعطاء ولا شروط للأخذ..
حب كأنه طاقة إشعاعية تغمرني كلما رأيت هذا الشخص أو تذكرته..
ضوء باهر يأخذ عينيّ فلا أرى إلا أجمل صورة لهذا الشخص..
ومن أجمل ما لاحظته في حب الأطفال، أنه لا يعرف شكلًا ولا جنسًا ولا لونًا!!
فالأطفال يتعاملون مع كل الناس بقلب نقيّ طاهر، يقبل كل حب، ويشع حبًا يغمر كل من يقترب منه، فلا ترى طفلًا ينفر من إنسان لقبح شكله أو غرابته، بل على العكس، قد ترى طفلًا متعلقًا بشخص دميم جدًا، وأحيانًا لدرجة أنفر فيها من التعامل مع هذا الشخص، لكن الطفل يعرف كيف يتعامل معه، وكيف يلمس الجانب الإنساني الرائع في هذا الإنسان..
منقوووووووووووووووول
من كتاب علّمني العيال للكاتب/ شريف أبوفرحة







  رد مع اقتباس