عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-11-2010, 12:46 PM   #1

simpaolo

مشرفة الأخبار و الصحافة سابقا

 

 رقم العضوية : 54910
 تاريخ التسجيل : Oct 2010
 المشاركات : 4,796
 النقاط : simpaolo has a spectacular aura aboutsimpaolo has a spectacular aura aboutsimpaolo has a spectacular aura about
 درجة التقييم : 226
 قوة التقييم : 1

simpaolo غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
عبده الكتاتنى أحد أبطال أكتوبر لليوم السابع: اكتشفت أكبر قاعدة صواريخ للعدو وأجريت 32 عملية جراحية بمصر ويوغسلافيا



يعتبر عبده محمد محمود الكتاتنى واحدا من أبناء القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية أحد أبطال نصر أكتوبر المجيد، والكتاتنى من مواليد 28 نوفمبر 1942 خريج كلية التجارة بجامعة الإسكندرية وهناك تعرف على أحد الزملاء، شاءت الأقدار أن يكون معه فى نفس الدبابة التى عملا بها خلال معارك العزة والكرامة.

ما يزال عبده مقيما فى منزله الهادئ بمدينة القنطرة شرق لشبة جزيرة سيناء يتذكر ما حدث فى أكتوبر وما أصابه على المستوى الشخصى مما استدعى أن يتعرض لإجراء 32 عملية جراحية بين مصر ويوغسلافيا آنذاك نتيجة التعرض للحرق داخل الدبابة فى القطاع الغربى بشمال سيناء.

يقول "لليوم السابع" إنه تجند فى فبراير 1972 وكان ضمن سلاح المدرعات فرقة 21 لواء 14 الكتيبة 203 كانت الكتيبة متمركزة وقتها فى القصاصين وكانت مهمتهم بمجرد اندلاع الحرب هو تأمين وحماية المواقع التى تحررها قوات المشاة منعا لاستيلاء العدو عليها.

وقال عبرنا بمجرد اندلاع الحرب من معبر سرابيوم بالإسماعيلية واتجهنا إلى عمق سيناء وعلى بعد 30 كيلو شرق قناة السويس فى منطقة الطاسة اشتبكنا مع العدو وكانت معلومات تشير إلى تقدم مدرعات العدو يوم 13 أكتوبر للمنطقة والتعليمات تقتضى أن ندمر أى هدف للعدو فور رؤيته ودون انتظار تعليمات كانت وظيفتى "رامى الدبابة " ومعى 3 آخرين السائق والحكمدار والمعمر كان القائد "الحكمدار" النقيب الشهيد جابر من محافظة البحيرة مدينة دمنهور وكان زميلى فى كلية التجارة بالإسكندرية وكنا وقتها أيضا مهجرين من القنطرة شرق إلى البحيرة فى مديرية التحرير.

وفور صدور التعليمات لنا بالتحرك تحركت 3 دبابات صدقنى كنا نغنى وفى منتهى السعادة لمواجهة العدو بعد الإفطار وكنا صائمين تحركنا ليلا رصدت دبابة إسرائيلية فقمت بتدميرها على الفور حيث كشفت لنا عن أكبر قاعدة صواريخ للعدو فى المنطقة لم تكن تعرضت للتدمير وتمثل قوة تهديد كبيرة للكتائب المتقدمة حددت القاعدة مكان تواجد فصيلتنا" 3 دبابات" وتم قصفنا وكانت دبابتنا من طراز T54 روسى قوية ومدرعة لا تتأثر بالقصف الخارجى.

لكن من سوء حظنا أن الصاروخ أصاب خزان الوقود فى الدبابة فيما تعرضت الدبابتان الاخرييان لقصف أيضا ليلا.

يضيف الكتاتنى رغم انفجار التنك لم أشعر بأن الدبابة تحترق، قال لى القائد الدبابة تحترق لم أصدقه قال أتريد أن تتأكد؟ وقام بفتح البرج وكانت النار محيطة بنا من كل جانب وقتها كان السائق استشهد من ضغط هواء الصاروخ واستشهد حرقا فى الدبابة وكان البرج متجها لأحد الجانبين مما يستحيل معه اللجوء إلى فتحة الهروب بالأسفل وكان لابد ان يكون مدفع البرج فى وضع الأمام ما الحل الآن ؟ دار الحوار بينى وبين القائد فالدبابة مع اشتعال الوقود ستنفجر بكل ما فيها من ذخيرة قام هو وخرج من البرج واحترق وجهه وصدره ومقدمة جسده وقمت بالخروج لكن بظهرى وتعرضت لحروق كبيرة فى الظهر والرحلين والساقين واليدين قمنا بخلع ملابسنا المشتعلة والتخلص منها والتأكد من أسلحتنا الشخصية وأوراقنا وسرنا بصعوبة بالغة.

للأسف كنا لا نعرف المكان الذى نحن فيه فكرت وقلت نسير على اثر جنزير الدبابة حتى نرجع للقاعدة لأننا لو انتظرنا سيتم أسرنا بواسطة العدو وخلال سيرنا سمعت من يئن بصعوبة فى الدبابة الثانية ساعدته وسبحان الله أقسم لك أننا كنا محترقين بصورة شبة كاملة ولم نشعر بالضعف كانت لدينا القدرة على السير واتجهنا لمكان الدبابة الأخرى وكانت الرمال التى حركتها الرياح تلسع حروقنا بشده المهم وجدناه قائد الفصيلة النقيب محمد توفيق من السويس رجله اليسرى على ما أذكر مكسورة نهائيا ولا يمكنه تحريكها قلت له لن أتركك قال يا ابنى تحرك أسير واحد أفضل من أسيرين قلت له لا لن أتركك يا إما ننجو معا أو نظل معا طلبت من رفيقى جابر التحرك لطلب النجدة والعودة لنا وقمت بقطع رتبة النقيب ودفنت سلاحى وسلاحه فى الرمال حتى لو تم أسرنا لا يعرفون عنا أى معلومات وهكذا كان يفعل كل من يقع فى ورطة وقتها.

جلسنا نتحدث وبعد قرابة ساعة او أكثر عاد جابر بسيارة من الكتيبة أقلتنا إلى موقعنا لتلقى العلاج بعدها بيومين استشهد قائد دبابتى النقيب جابر جراء الحروق لكن ما خفف من الألم أن موقع قاعدة الصواريخ الحديثة الذى اكتشفناه تم استهدافه وتدميره بالكامل.

فيما لم أشعر بمجرد أن تم وضعى فى السيارة إلا بالحقن تدخل جسدى فى مستشفى ميدانى غرب قناة السويس تم نقلى إلى الزقازيق للعلاج ثم نقلنا بأحد القطارات إلى مستشفى القصر العينى مع آلاف المصابين وفيه عشت فى الفترة من 14 أكتوبر 1973 إلى 31 يوليو 1977.

ويضيف متألما عملت خلال هذه الفترة 32 عملية جراحية مختلفة ما بين ترقيع وتجميل قى الوجه والبطن والظهر والأرجل وقضيت 9 أشهر فى إحدى مستشفيات يوغسلافيا فى بلجراد وكنا بصراحة نتعامل أحسن معاملة ولا يمكن إنكار دور الدولة معنا وجميع فئات الشعب زارتنا وقتها عشرات الفنانين منهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم.

لكن لا أنسى أن نهى ابنة الرئيس السادات كانت تزورنا كل يوم وتقدم لنا الهدايا وأخر مرة أعطتنى تفاحتين وعاهدت الله إن تزوجت وأنجبت أن اسمى ابنتى نهى والحمد لله بالفعل تزوجت وأنجبت فتاة سميتها نهى وهى حاليا متزوجة وتعيش فى القنطرة شرق وقال حضرنا بعدها بفترة فرح ابنة الريس السادات نهى كنوع من الترفيه عنا وبصراحة كانت القوات المسلحة تقدم لنا كل ما يخطر على بالك من راحة.

ومن الأمور التى يراها من فضل الله عليه خلال علاجه بالمستشفى بالقصر العينى ان ضابط الخدمة الاجتماعية كانت يعرض الحج على من يريد ولديه القدرة وسألنى أتريد أن تحج؟ قلت نعم قال إذن أريد موافقة من سلاح المدرعات ومن المستشفى بقدرتك على الحج وتأتينى بالتطعيم وغيرها ظهر يوم غد يعنى خلال أقل من نصف يوم قلت له أنت كده بتعجزنى قال بصراحة غدا اليوم الأخير وكان تقريبا عام 1975 قمت فجرا وتحركت إلى ضابط كان طبيب القسم الذى كنا فيه وأعطانى الموافقة ووافقت المدرعات وحصلت على التطعيمات وذهبت له فى المكتب بتوفيق الله قبل الموعد بساعتين وبالفعل ألحقت ببعثة الحج أرسلت لأبى قلت له إننى سأحج قالوا "الولد يظهر انه اتجنن" ولم يصدقوا إلا وأنا فى المطار وهم يودعونى وهذا أمر لا أنساه أبدا.

يضيف عدت من الحج وواصلت علاجى بالمستشفى ثم خرجت وتزوجت بعده بفترة وعملت مديرا لإدارة تموين القنطرة شرق حتى سن المعاش.
عبده الكتاتنى يقول كانت أيام رائعة والانتماء لا مثيل له وليت شباب الأيام الحالية يتعلمون منها.







  رد مع اقتباس