سِرُّ الهوى
تحيةً إلى مدينة درعا
عيناكِ سِرُّ افتتاني واسْألي الهُـــــــــــدُبا
ما اختارَ قلبي الهوى لكنّهُ سُلِبـــــــــــــا
آلى على نفسِهِ ألاّ يُرى كَلِفـــــــــــــــــــــاً
بالحبِّ مهما دعـــــاه الحُسْنُ واقــــتربا
كم ذا سقى حِبَّــــه مـ الودِّ صافيــــــــةً
والحِبُّ صَبَّ القِلا والسهدَ والوَصَبـــــــا
وجاءكِ اليومَ يا (درعــا) فمن نظرتْ
عيناه وجهَكِ أجلى حسْنُكِ النَصَبــــــــا
يا دار (غسّـــــانَ) مازالَ الإباءُ بنــــــــا
سيفاً نزودُ به عن حوضِنـــــــــــا الغُرَبا
مَن كان مَنْبِتُـــــهُ (درعـــــا) فقامتُـــــهُ
تُطاولُ النجمَ بل فوقَ السُها رُتَبــــــــــا
فيها (ابنُ أوسٍ)سقى الأزمانَ خمرَتَــه
فالكونُ بُهْتٌ ولمّا يَرْشُفِ الحَببــــــــــــا
* * *
فيــــــــــــــا دوالي الهوى باللهِ لا تَهِــني
إنّا على العهدِ لمّا نهجُرِ العِنَبـــــــــــــــا
حتّى جِرارُ الهوى حُبْلى بكرمتنــــــــا
من قالَ إنّا مَلَلْنا ثَغْرَها ؟ عَجَبــــــــــا
ما شاب فَوْدٌ لنا إلاَّ لنَسْكُبَهــــــــــــــــــا
صِرْفاً ونَنْهَبَها غَرْفاً وأنْ نَهَبـــــــــــــــا
فيَشْرَبُ الجيلُ بهدَ الجيلِ نَشْوَتَنـــــــا
ويغدوَ الكونُ من صهبائنا لَهبـــــــــــا
وما ونى عَزْمُنا يوم الوغى نَصَبــــــــاً
ولا نبا صارمٌ في كفِّنا ثَغَبــــــــــــــــــــا
إذا بلَغْنا المُنى دارت سُلا فَتُنــــــــــــــا
ونَكرعُ الموتَ إنْ مُهْرُ الإباء كبــــــــــا
أحفادُ (غسّان) والأمجادُ تَعرفُنـــــــا
إن دارتِ الحربُ رُحنا نُسْرِجُ الشُهُبـا
سوفُنا ما اشتكت وهناً ولا تَعَبـــــــــــا
لا يُتْعِبُ السيفَ إلاّ ساعدٌ تَعِبـــــــــــا
والجودُ طبعٌ بِنا والمجدُ نِسْبَتُنـــــــــا
يا مجدُ مَنْ مثلَنا أرضى العُلا نَسَبـا؟
من سلفٍ ضاءَ من أجدادِنا حُقَبـــاً
وحاضِرٍ نَضّرَ التاريخَ والكُتُبـــــــــــــا
صَبيَّــــةٌ زَنّــــــرتْ خَصْراً بِقُنْبُـــلَــــةٍ
غَضْبى فصَبَّ الشُواظُ الحقدَ والغَضَبا
ويافعٌ عَرْبَـــدَ الإعصارُ في دمِـــــــــهِ
وانقضَّ صاعقـــةً فالغاصبونَ هَبـــــــا
هذي عُروبَتُنا لا مــــــــــا ادَّعى نَفَرٌ
مَنْ ظنَّهُــــمْ عَرَباً لـــــم يَعرِفِ العرَبا