عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-24-2010, 01:36 PM   #23

خارج عن القانون

 

 رقم العضوية : 74546
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 العمر : 35
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : جمهوريه شبرا الديمقراطية المتحده
 المشاركات : 23,518
 الحكمة المفضلة : كن كما تحب ان تكون ولا تلتفت لاراء الكارهون
 النقاط : خارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2421980
 قوة التقييم : 1211

خارج عن القانون غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

العقلية الاقتصادية semogein منظم مسابقات 437 402 286 167 89 

افتراضي


الفصل الرابع

أمس انتيهنا






حبيبي..
أحببتك كثيراً .. و تنازلت لأجلك و لأجل رغباتك و رضاك كثيراً .. و لكنك لحبي ما قدرت ..
توسمت بك الخير فلم أجده .. و لكنني لم أفقد يوماً الأمل في أن يستنفر حبي من داخلك الخير ..
كنت تقتلني مع كل لحظة .. إما بتجاهل أو بخيانة و كنت أحملك بصدري زهرة تلتمس الحياة .. تنتظر قطرة ندى ما جاءت قط ..
أعلم أنك لا تلقي لي بالاً و أنك قد لا تتذكرني ، و كثيراً ما تساءلت ماذا كنت بحياتك ؟! و هل يوماً ولو عرضاً على أفكارك وردت؟!..
كل ما أعلمه هو أني ما تمنيت سواك و أنك بكل أنثى سواي افتتنت ، و ختام كلماتي :
" أنك من عمري أكثر من وقتك أخذت "
كان هذا نص خطاب كتبته أنثاي لحبيبها بعد أن عادت إلى منزلها بعد يوم حالم و مضني في نفس الوقت ..
أنهت خطابها .. وضعته في ظرف وردي معطر بشذا عطرها .. قبلت الظرف بشفتيها قبلة وداع حانية .. انطبع أثر أحمر شفتيها على الظرف مؤكداً قبلة وداعها ..
تركت الظرف على مكتبها .. قامت لتغتسل و كأنها تود أن تذيل آثار الماضي عنها .. تود أن تتخلص من أحمالها ..
أنهت حمامها الساخن .. جلست قرب شرفتها ممسكتاً بيدها فنجان قهوة لطالما في أشجانها رافقها .. تتأمل السماء و تلألؤ نجماتها .. تستمع إلى صوت كاظم الساهر يشدو بكلمات تلهب إحساسها ، يتغنى بتلك الكلمات :

الليلة إحساسي غريب .. عاشق و أنا مالي حبيب
حبيت كل الناس لاموني .. حبيت كل أحبابي فاتوني
قولت أحب الحب أحسن .. قولت أحب الحب أضمن
لا أحن و لا أذوب ولا بعد اليوم أحزن

تطرب للكلمات .. تشعر بأنها أخيراً تحررت من أهم و أقوى قيود ماضيها و أنها في تلك اللحظة عاشقة للحياة .. عاشقة لنفسها .. حتى أنها قد تكون بالفعل عاشقة و لكن بلا عاشق يشاركها كونها ..
جلست ممددةً قدميها على كرسي مقابل لها .. تضع يديها خلف رأسها متكأه بظهرها على ظهر مقعدها .. تتلاعب النسمات بخصلات شعرها .. ينعكس على وجهها ضوء القمر الساحر ..
جلست كلوحة زيتية آية في الجمال و كأنها تتحدى الكون بروعة أنوثتها ..
أنهت قهوتها و شرعت بوضع اللمسات الأخيرة على تلك اللوحة الفائقة الجمال بنظرة للكون الساكن بهدوء و رضا و صبر جميل يتجلى بعينيها ..
أغلقت شرفتها .. دخلت غرفتها .. استقرت على سريرها .. تلت أذكارها .. أغمضت عينيها .. ارتسمت على ملامحها ابتسامة تحير العقول في ماهيتها ..
قضت ليلة هادئة .. و راحت في ثبات عميق .. و لأول مرة من زمن بعيد نامت و لا يؤرق شيء صفو بالها ..
استيقظت باكراً لصلاة الفجر كعادتها .. مستقبلناً يوم جديد بطهرها و براءتها .. ارتدت أحلى ما عندها .. تزينت كما لم تتزين في حياتها ..
كانت كالبدر تشع جمالاً و أنوثة .. تتألق الحياة في نظراتها ..
أخذت الخطاب الملقى على سطح مكتبها .. نزلت مسرعة من منزلها متجهة لمؤنس حياتها الأوحد " عملها "..
في طريقها للعمل توقفت للحظات عند شاطئ البحر .. ألقت الخطاب .. توقفت لثوانٍ تراقب الأمواج تتخطفه .. تتقاذفه حتى اختفى كلياً و معه حكاية انتهت في عرض البحر ..
خلال تلك اللحظات مرت بعينيها أحداث قصتها كاملة أمام عينيها و كان آخر مشهد منها يحمل صورة لحبيبها يترك يديها
تبسمت برضا .. إلتفت عائدة إلى سيارتها .. أدارت مفتاحها .. أخ فعلتها زوبة !! .. يا إلهي لماذا تصر زوبة أن تثبت صلابة رأس في أوقات حرجة و مهمة عندما فقط أحتاجها ..
يالها من سيارة عنيدة صلبة الرأس كصاحبتها .. ترجلت من السيارة و نظرت لها نظرة اختلط فيها الغيظ بالضحك ..
ضحكت ضحكة ساخرة مجلجلة .. ضحكة لم تعرف منذ زمن طريقها لهذا القلب ..
سخرت من الموقف و نظرت لسيارتها و قالت :
" كده برده يا زوبة .. ماشي يا ستي .. كده برده هنت عليكي .. عموماً أنا كمان هسيبك و أروح شغلي و استنيني بقا يا هانم لما ارجع أخدك .. "
وقفت تحاول أن توقف تاكسي .. إلا أن كل التاكسيات أبت أن تقف و كأنهم تآمروا مع تلك العنيدة زوبة ..
و فجأة توقفت سيارة .. انبعث من داخلها صوت ذكوري أجش رزين يقول لها " اركبي يا آنسة " .. نظرت لترى من تجرأ ووجه لها تلك الدعوة بالصعود لسيارته ..
يووووه كمال !! .. مهندس كمال زميلها بالعمل .. شكرته و أبت بحجة أنها ستوقف تاكسي و كأنه أمر سهل .. فأصر بشدة و بما أن الوقت كان قد أزف و كانت على شفا حفرة من التأخر على العمل فقد قبلت دعوته و لكن على مضد .. و أخذت تختلط بداخلها مشاعر الامتنان و السخط مغلفة بالخجل .. و لكنها مضطرة لا محالة و كل ذلك بسبب زوبة هانم و أفعالها
و الحقيقة أن ما كان يحيك بصدرها تجاه كمال كان شعور متبادل أي كما يقول المثل: " من القلب للقلب رسول " رغم أن كلاهما لم تجمعه بالآخر صدفة أو حتى محادثة عابرة من قبل ..
جلس كل منهما يحاول دفع نفسه لتنطق بكلمة شكر أو ترحيب أو موضوع عمل يهدئ يغير الأجواء و يكسر جدار الصمت الرهيب .. حتى تشجع كمال و قال مبادراً : " منذ فترة لم أرك في الشركة حتى أني اعتقدت أنك لا تأتين أو أنك لشركة أخرى انتقلت " .. فأجابته بحدة و اعتراض : " نعم!! " ، فارتبك كمال و ساد مرة أخرى الصمت ..
أحست أن ردة فعلها كانت مبالغ فيها و حادة و أنه فقط حاول أن يتكلم ليكسر البرودة و الخجل في ملامح وجهها الجادة .. فابتسمت ابتسامة حلوة عزبة و كانت قد تذكرت أنها سمعت بالأمس زميل كمال في العمل يبلغ الإدارة بأن كمال إجازة عن ذاك اليوم .. فأسعفها ذكاءها .. و قالت له نعم قد أكون أنا من لا تأتي و لكن لتذكرني هكذا أين كنت أنت بالأمس؟؟
فابتسم ابتسامة خجل و نظر أمامه .. ساد الصمت مرة أخرى .. أخذت نفس كل منهما تراوده أن ينطق و في نفس الوقت اتخذ كلاهما القرار بالكلام .. نظرا لبعضهما و كادا ينطقا إلا أن التقاءة عينيهما كانت قد سبقتهما و تخاطبا معاً بالعين مخلفين جو غريب و كأن الزمن توقف للحظات ولا يوجد سواهما بالكون .. لم يفيقا إلا على إنذار سيارة تستعجل مسيرهما من الخلف .. فنظرا بخجل شديد لبعضهما .. ثم انفجرا من الضحك تاركين ما كان بالأمس للأمس .. مقبلين على يوم جديد ..


موقنين " أنه دائماً و أبداً سيظل هناك أمس يسبق كل يوم جديد و يوم جديد يحيل الأمس للأمس "

منقول عن :- رانيا حمدى







  رد مع اقتباس