الموضوع: آكل الحسنات
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-14-2010, 05:11 AM   #1

احمد العليمي
عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 35142
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : 6 اكتــوبــــــــــر
 المشاركات : 1,618
 النقاط : احمد العليمي is a jewel in the roughاحمد العليمي is a jewel in the roughاحمد العليمي is a jewel in the roughاحمد العليمي is a jewel in the rough
 درجة التقييم : 343
 قوة التقييم : 1

احمد العليمي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي آكل الحسنات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النارفيماجاورت * ماكان يعرف طيب عرف العود

يامن عينه تتقلب في نعم الله، وقلبه يتوقد ناراً.أعلم أن الحاسد لا يبقى مسروراً- والعياذ بالله- إذ إن نعم الله على العباد تترى ولا منتهى لها، وهذا الحاسد كلما رأى نعمة من الله على غيره زاد غماً وهماً.
، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال، أو جاه، أو علم أو غير ذلك. فيحسده
*والحاسد تفرقت أموره ولم يعرف ظاهره ومكتومة والحسد داء ينهك الجسد ويفسد الود وعلاجه عسر وصاحبه ضجر وهو باب غامض فما ظهر منه فلا يداوى وما بطن منه فمدوية في عناءكما قال النبي : ( (
إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كماتأكل النار الحطب
) (1)
ونظروا يرعكم الله كيف صار الحسد في العلماء أكثر من الجهلاء ولم كثر في لأقرباء وقل منه في العداء وكيف دب في الصالحين أكثر من الفاسقين وكيف خص به الجيران من جميع الأوطان .
فلحسد داء تتولد منه ألعدوه وهو سبب كل قطيعه ومنتج كل وحشه ومفرق كل جماعه وقاطع كل رحم بين الأقرباء .ومحدث كل تفريق بين القرناء .يكمن في الصدر كمون النار في الحجر* (2).

فكم جَرّ الحسد على الخلق من الرزايا والبلايا ، فالحسد مدخلاً للشيطان في النفس البشرية فينشغل المرء بالحسد عن عمل الخير والطاعة وعن فعل ما فيه نفع للغير،
إذ أن حسده للغير أمسى شغله الشاغل وهمَّه الأكبر فا الحسد أول ذنبٍ عصي اللّه به في السماء، يعني حسد إبليس آدم، وأول ذنب عصي اللّه به في الأرض، يعني حسد ابن آدم أخاه حتى قتله.
وهل أعرض أكثر صناديد الكفر عن إتباع الأنبياء والرسل إلا بالحسد ؟
وهل نقم اليهود والنصارى على أمة الإسلام إلا لأجل الحسد؟

*وقد نبه القرآن الكريم على أعظم النعمة التي حسد عليها المسلمون عامة ، والرسول صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهي نعمة الإسلام ونعمة الوحي . فأهل الكتاب حسدوا المسلمين على الإسلام
والحسد هو من خصال اليهود،كما قال الله تعالى: (
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ
) (البقرة: الآية109)
قال الله تعالى في ذمهم (
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً
) (النساء:54)*(3)

*فتبين بنص القرآن أن الحسد يكون في نعمة موجودة ، ويكون في نعمة متوقع وجودها . وقال سفيان : ( بلغني أن الله تبارك وتعالى يقول : الحاسدُ عدو نعمتي ، غيرُ راضٍ بقسمتي التي قسمت بين عبادي ) . وأنشدوا :

ألاَ قُل لمَن كانَ لي حَاسِدًا ... أتدري على مَن أسَأتَ الأدَب
أسَأتَ على اللهِ في فِعلِه ... إذا أنتَ لم تَرضَ لي مَا وَهَب
جَزَاؤُكَ منه الزيادةُ لي ... وألاَّ تَنَالَ الذِي تَطَّلِب


وقال بعض الحكماء :
(
الحاسدُ يضرُّ نفسه ثلاث مضرات : إحداها : اكتساب الذنوب؛ لأن الحسد حرام . الثانية : سوء الأدب مع الله تعالى فإنَّ حقيقة الحسد : كراهية إنعام الله على غيره ، واعتراض على الله في فعله . الثالثة : تألم قلبه وكثرة همه وغمه
) .* ( 4)
عافانا الله من ذلك كله

*و قال ابن الزبير
ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة في الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار
.

قال رجل للحسن
هل يحسد المؤمن قال ما أنساك بني يعقوب إلا أنه لا يضرك ما لم تعد به يداً ولساناً .

وقال معاوية كل الناس أقدر على رضاه إلا الحاسد فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة و قيل الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلاً ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضاً ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً ولا ينال عند الفزع إلا شدة وهولاً وعند الموقف إلا فضيحة ونكالاً
*( 5)

-ولقد ذَكَرَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّ الْحَسَدَ قِسْمَانِ :
أَ
حَدُهُمَا حَقِيقِيٌّ : وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا .
وَالثَّانِي مَجَازِيٌّ :وَهُوَأَنْ يَتَمَنَّى مِثْل النِّعْمَةِ الَّتِي عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْغِبْطَةِ
.( 6)

و الْغِبْطَةِ فَإِِنَّهُ مَحْمُودٌ فِي الطَّاعَةِ ، وَمَذْمُومٌ فِي الْمَعْصِيَةِ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن، الرسول يقول (
لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعم
ل. رواه البخاري.( 7)

فالإنسان إذا حسد وصار فيه نوع من الحسد ،فإنه يترقى به الأمر حتى يكون من أهل العيون الذين يؤذون الناس بأينهم ، ولا شك أن العائن عليه من الوبال والنقمة بقدر ما ضرّ العباد .

*يقول ابن القيم في الزاد" (
فَرُوحُ الْحَاسِدِ مُؤْذِيَةٌ لِلْمَحْسُودِ أَذًى بَيّنًا وَلِهَذَا أَمَرَ اللّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ مِنْ شَرّهِ وَتَأْثِيرُ الْحَاسِدِ فِي أَذَى الْمَحْسُودِ أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلّا مَنْ هُوَ خَارِجٌ عَنْ حَقِيقَةِ الْإِنْسَانِيّةِ وَهُوَ أَصْلُ الْإِصَابَةِ بِالْعَيْنِ فَإِنّ النّفْسَ الْخَبِيثَةَ الْحَاسِدَةَ تَتَكَيّفُ بِكَيْفِيّةٍ خَبِيثَةٍ وَتُقَابِلُ الْمَحْسُودَ فَتُؤَثّرُ فِيهِ بِتِلْكَ الْخَاصّيّةِ وَأَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِهَذَا الْأَفْعَى فَإِنّ السّمّ كَامِنٌ فِيهَا بِالْقُوّةِ فَإِذَا قَابَلَتْ عَدُوّهَا انْبَعَثَتْ مِنْهَا قُوّةٌ غَضَبِيّةٌ وَتَكَيّفَتْ بِكَيْفِيّةٍ خَبِيثَةٍ مُؤْذِيَةٍ فَمِنْهَا مَا تَشْتَدّ كَيْفِيّتُهَا وَتَقْوَى حَتّى تُؤَثّرَ فِي إسْقَاطِ الْجَنِينِ وَمِنْهَا مَا تُؤَثّرُ فِي طَمْسِ الْبَصَرِ كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْأَبْتَرِ وَذِي الطّفْيَتَيْنِ مِنْ الْحَيّاتِ إنّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ الْحَبَل
ومنها ، ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به ، لشدة خبث تلك النفس ، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة ، والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية ، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة ، بل التأثير يكون تارة بالإتصال ، وتارة بالمقابلة ، وتارة بالرؤية ، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه ، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات ، وتارة بالوهم والتخيل ، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشئ ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره ، وكثير من العائنين يؤثرفي المعين بالوصف من غيررؤي
ة) . ( 8)
لقد أمر الله بالاستعاذة من شره في قوله تعالى: (
وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
الفلق: ( 5)

*{الحاسد إذا حسد}أي العائن أيضاً خفي تأتي العين من شخص تظن أنه من أحب الناس إليك وأنت من أحب الناس إليه ومع ذلك يصيبك بالعين. لهذا السبب خص الله هذه الأمور الثلاثة. الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإلا فهي داخلة في قوله: {من شر ما خلق}.فإذا قال قائل: ما هو الطريق للتخلص من هذه الشرور الثلاثة ؟ قلنا: الطريق للتخلص أن يعلق الإنسان قلبه بربه، ويفوض أمره إليه، ويحقق التوكل على الله، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء، وما كثر الأمر في الناس في الآونة الأخير من السحرة والحساد وما أشبه ذلك إلا من أجل غفلتهم عن الله ، وضعف توكلهم على الله عز وجل، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون ، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حصن منيع ، أشد من سد يأجوج ومأجوج.
لكن مع الأسف أن كثيًرا من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئاً، ومن عرف فقد يغفل كثيراً، ومن قرأها فقلبه غير حاضر، وكل هذا نقص، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت به الشريعة لسلموا من شرور كثيرة، نسأل الله العافية والسلامة.( 9 )

*ولداء الحسد آثار سيئة وعواقب وخيمة، ترجع على الحاسد وعلى المحسود وعلى الأمة بأسرها، ففي الحسد الخلل في العقيدة، وضعف الإيمان، إذ أن فيه اعتراضاً على الله في قضائه، واتهاماً له في قسمته بين خلقه (
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا
) الزخرف32.
ا
حذار أيها المؤمن الحسد فإنه داء عضال فتاك، لا يوقّر كبيرًا لكبره، ولا شريفًا لشرفه، ولا عالمًا لعلمه، بل يطرق قلب الصغير والكبير والشريف والوضيع والعالم والجاهل.

ومن بُلي بهذا الداء أيها الإخوة فعليه أن يعالج نفسه، ويذكر عظم ذنبه، ويسعى إلى إزالته بتذكر ضرره عليه وعلى إخوانه المسلمين وبتذكر أن الأمور بيد الله عز وجل : لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع وأن الخير كل الخير فيما اختاره الله تعالى فطهروا قلوبكم منه، واحرصوا على قطع أسبابه وإزالة دواعيه، فإن النجاة منه فوز أكيد.

ومن أعظم ما ينفع المرء ويعينه على ترك الحسد القناعة بما قسم الله تعالى وقضى، فإنه سبحانه أعلم بمحالِّ فضله وجوده، فطب ـ أيها المؤمن ـ نفسًا بقسمة الله، وقرّ عينًا بقضائه وقدره؛ فإنه عزيز حكيم عليم خبير. وليحب كل مسلم لأخيه ما يحب لنفسه، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً، (
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلّ شَىْء عَلِيم
اً) النساء32.
ويجب اخذ العبرة من الآيات والأحاديث والقصص وواقع الحاسدين ، ونتائج حسدهم ، كل ذلك يساعد على الوقاية والعلاج من هذا المرض الخطير .
فا محاسبة النفس ومعاتبتها عند كل فكرة حسد تعرض عليه ، ومحاولته كف نفسه عن المحسود ، بل الثناء عليه ، والدعاء له ، بالحفظ والزيادة وأخر ما أقول
، اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك و رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
وعبادك الصالحون
*(10)







  رد مع اقتباس