عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-21-2010, 10:06 AM   #24

خارج عن القانون

 

 رقم العضوية : 74546
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 العمر : 35
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : جمهوريه شبرا الديمقراطية المتحده
 المشاركات : 23,518
 الحكمة المفضلة : كن كما تحب ان تكون ولا تلتفت لاراء الكارهون
 النقاط : خارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond reputeخارج عن القانون has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2421980
 قوة التقييم : 1211

خارج عن القانون غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

العقلية الاقتصادية semogein منظم مسابقات 437 402 286 167 89 

الفصل الخامس

إعتقال حلم





طوال ثلاثة أسابيع و كل ما يجمعنا هو نظرات خفية و ابتسامات سرية ، ثلاثة أسابيع شعرت فيهن أني عدت مراهقة تعتريني مشاعر المراهَقَة العتية ، أخذت أنتظر خطوته الأولى و أتساءل هل ما أحياه حلم أم حقيقة ؟! هل انتهت أيام الوحدة و أصبحت منسية؟!
كم هو جميل أن تستشعر لذة الحب بعد سنون الوحدة القوية .. سعادة لا توصف تعتريني ..تغطي ملامحي .. تكاد تفضحني عينيً .
صباح جديد يبدأ بإطلالة فيروزية .. و رائحة الحبهان تفوح من قهوتي الصباحية .. أخرجت حلتي الزهرية من الخزانة .. شعرت داخلها أني زهرة عادت نديًة .. وضعت اللمسات الأخيرة من عطر ساحر و أحمر شفاة متلأليء .. تجملت وتألقت حتى أني من زهوي شعرت أني نجمة هوليودية ..
اليوم لن أركب المصعد هبوطاً فقد قررت أن أتهادى على درجات سلمي و كأني أميرة عربية ، و مع أول إطلالة لي خارج باب البناية تقابلني النسمات بحفاوة للحياة مغرية .
انطلقت بسيارتي متجهة إلى مقر عملي .. ركنت السيارة و تهاديت حتى باب المصعد و قفت انتظر نزوله
و قد أخجلتني نظرات من حولي من الزملاء و همسهم ولا أخفي عليكم لكم أسعدني ذلك فمنذ زمن طويل هجرت تلك الحياة.
ما أن وصل المصعد حتى باغتتني يد تفتح بابه و صوت أجش أعشقه يهمس في سحر " تفضلي " .. أشحت بناظري إلى مصدر الصوت فإذا به " كمال " في أبهى حلته كأمير أسطوري تطل من عينيه تلك النظرة الآثرة السحرية .
صعدنا سوياً و نزل كل من رافقنا في دوره و على غير العادة لم يتبق سوانا صاعداً إلى الدور الذي أعمل به .. كنت أنظر للأسفل في صمت و خجل شديد ، فبادرني بقوله حذاء جديد ها؟.. و ابتسم ابتسامة المداعب فتبسمت في خجل شديد و قد أحمرت وجنتاي فسألني أن أسمح له بأن يهاتفني اليوم بعد انتهاء ساعات العمل فتسمرت صامتة أمام سؤاله فانفجر ضاحكاً فقد كنت أشبه حينها فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها بعد .. أعاد سؤاله علي مرة أخرى فأومأت برأسي في خجل شديد موافَقَةً و عدت لصمتي مرة أخرى حتى أنني من خجلي لم انتبه إلى أنه ينتظر أن أعطيه رقم هاتفي .. فإذا به يطلبه بشكل مباشرً قائلاً إذا هل لي برقم هاتفك و تبسم تلك الابتسامة المداعبة مرة أخرى .. نزل كلانا من المصعد و توجهت إلى مكتبي و قد انتابني شعور شديد بالنشوة و البلاهة في آن واحد .. و قد أخذت أعاتب نفسي .. ماذا عساي فعلت؟! .. و لماذا تسمرت أمامه هكذا؟! .. كم أنا بلهاء كيف له أن يتصل بي دون أن أعطيه رقم هاتفي .. يالي من فتاة غبية!!
مر اليوم و أنا أتوق شوقاً لانتهاء ساعات العمل من أجل تلك المكالمة المنتظرة .. حتى أنني غرقت في أحلام يقظتي
و من فرط السعادة شعرت أني أطفو فوق الأرض لا أسير عليها ..
أتودون الحق كنت كشخص كاد يموت عطشاً في صحراء قفراء ثم وجد نبع أو تراءى له ذلك فانساق وراء هلاوسه
و أوهامه ..
انطلقت الصافرة معلنتاً عن انتهاء يوم عمل طويل .. ركبت سيارتي مسرعتاً إلى مكان لطالما قصدته في وحدتي ، مكان ساحر في المنتزه على شاطيء البحر مباشرة .. ركنت سيارتي و نزلت لأجلس على السور المطل على البحر و نظرت حولي لأجد كل ما عهدته قد تغير فقد أضفى بصري عليه من الحياة لباس نابض جديد .
رن هاتفي .. سمعت صوته لأول مرة .. أصاب الجنون دقات قلبي .. ياله من صوت ساحر .. تحادثنا طويلاً .. شعرت و كأنني أعرفه من زمن طويل .. تكلمنا في كل شيء .. كانت مكالمة ساحرة بحق .
توالت المكالمات و في إحداهن طلب مقابلتي و قد كان بالفعل .. و يالها من مقابلة ..
أتذكر أني أخذت أتحضر لتلك المقابلة طوال أربع ساعات متتالية .. تأنقت في ثوبي الأحمر و وضعت عطري الباريسي الساحر .. طليت أظافري بذاك اللون الأحمر الدموي الفاقع .. كنت أنثى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..
و كان هذا ما قرأته من بريق عينيه عندما رآني .. فقد وقف متسمراً في مكانه مأخوذاً بسحري .. أجلسني و جلس أمامي يتأملني في انبهار شديد .. حتى أنني شعرت بنبضاته تتسارع و كأن قلبه يضخ دمي ..
تكلمنا لساعات تلاقت أعيننا في أحلى اللحظات و دون أن ننتبه جاء موعد الرحيل .. هممت للرحيل فاستوقفني راجياً أن أعده بموعد آخر .. و قد كان له ما طلبه فلم يكن ذاك الموعد الأخير .. توالت المواعيد و همنا سوياً في بحور العشق و الخيال ..
تغيرت حياتي تماماً .. انقلبت رأساً على عقب .. لم تعد هناك وحدة و لم أعد أقضي ليلي في آلام مرهقة ..
أتذكر أن أول ما جذبني لكمال هو مظهره الساحر و نظرته الملائكية و لكن هيهات بين الحقيقة و الواقع فقد بدأ كل شيء في التغير للأسوأ بعد لحيظات .. بدأ " كمال " يعاملني بخشونة و قسوة لا متناهية و كأنه كان ينتظر امتلاك قلبي حتى يأخذ في جَلْدِهِ و تعذيبه .. تغير " كمال " تغيراً شديداً حيث بدأ يُعَيٍرُنِي بنجاحي و تميزي في عملي و كأنه وصمة عار و عيب في حقي .. شعرت بأني لا أعرفه و كأنه أصبح شخصاُ آخر و كنت أجهل أي سبب لكل ما يفعله .
أخذ جمالي ينزوي .. تبدلت إطلالتي من السعادة إلى الحزن و الوهن .. شحب لون وجهي و أسود أسفل عيني من كثرة السهر أو بكلمات أدق من كثرة البكاء و الألم .. و تساءلت هل يمكن أن يحدث هذا؟!.. ولماذا؟! ماذا ارتكبت ليقسو علي هكذا؟! .. كل ما فعلته هو أني أحببته .. و حلمت معه بطفل يختلط في عروقه دمينا .
اشتد سوء المعاملة من كمال و كلما اشتد إيلامه لي كلما زاد تضرعي لله أن يعيده إليً و أن يسعدني و إياه .. لطالما سهرت اتضرع لربي .. لطالما رفعت يدي للسماء في الليالي الممطرة داعيتاً جبار الخواطر أن يجبر ضعفي ..
أساء كمال معاملتي فشعرت بأني أميرة وقعت في أسر ملك مغولي على القهر قدير .. تحولت من أميرة إلى سبية على يد كمال و للأسف فعلى قدر ما كنت عطشى للحب و على قدر ما نهلت منه .. على قدر ما تحول حبه كالسم يسري في دمي .
لم أعرف ماذا أفعل .. سلب مني إرادتي .. أصبح دائي و دوائي .. كنت أفعل أي شيء لينظر إلي نظرة رضا .. حتى أني فكرت في التنازل عن كل ما هو ناجح في حياتي .. فكرت في التنازل عن كل ما ميزني عن مثيلاتي ..
تلاعب بي كما يحلو له .. فكان يهادن وقتما يحتاج حناني أو يشعر أني بالبعد اتخذت قراري .. و يكشر عن أنيابه وقتما يشبع و يضمن بقائي .
ظلت علاقتنا هكذا في شد و جذب حتى فاض الكيل و جاء يوم صارحته فيه بكل شيء .. خيرته بين أن يرتبط بي
و يعاملني كما تملي منزلتي أو يتركني لآخر يقًدرني و يرحل عني بعيدأ .. و لكن تيقنه من أنه ملكني جعله يباشر في لعبة المهادنة و بسزاجتي و طهري أخذت أسبح في عهوده الكاذبة و أحلامي بقربي منه حتى تكلمنا ليلة و عندما كننا نتحادث سألته في براءة حالمة هل سيأتي اليوم الذي أحمل فيه اسمك و أنعم بقربك و أحمل داخل أحشائي طفل من دمك و لحمك ؟! .. و ما لبثت أن أنهي كلماتي حتى كشر عن أنيابه و انقلب كل شيء رأساً على عقب و قال لي لماذا كل ما يشغل بالك هو الزواج ؟!
حقيقة ذهلت من ردة فعله .. و هالني قوله فسيطر علي الصمت طويلاً .. أخذ ينهرني و يرميني بتهم كثيرة لا أصل لها كقوله أني أنانية و أني لا أراعي ظروفه و أني لا أحفل بوضعه و كلمات غريبة لا أعلم لها أصلاً ، حينها سألته في ضعف لماذا تود أن تحرمني حقي في أن أكون زوجة لك؟! لماذا تحرمني حقي في حلم تتوق إليه كل بنت على وجه الأرض؟! .. حينها نهرني مرة أخرى قائلاً أي حلم ذاك ألا تسمعين كلامي هل أنت صماء ألم تسمعي قولي .. أنت أنانية إلى حد أنك لا تستطيعين سماع شيء سوى صوت نفسك حينها و حينها فقط باغته قائلتاً في حزم و قسوة شديدين من فضلك لا أود أن أكون حبيبتك .. فأجابني في تراجع شديد أنا لم أقصد ذلك .. أنت من اضطرني للكلام هكذا .. فأجبته أرجوك أغلق و لا تتصل بي مرة أخرى أبداً فمن أحببته مات منذ ذلك الوقت و أغلقت الهاتف في وجهه.
أتذكر أنني لم أعش ليلة أحلك من تلك الليلة .. فقد شعرت حينها أني انكسرت و أن كرامتي أهينت و انتهكت بشدة ..
شعرت بأن بكائي لا يريحني بل يزيد من نار تأكل أحشائي تتخطفني .. شعرت و كأن كل أحلامي قد تم اعتقالها و نفيت في أبعد منفى على وجه الأرض .. كانت ليلة عصيبة قتلت فيها ألف مرة ..

فجأة صمت الكون من حولي و لا صوت يعلو على صوت عقلي .. حينها رأيت نفسي أجلس في زاوية معتمة من حجرة حالكة الظلمة .. أشعر أني وحيدة بشدة ..و في ذلك الوقت فقط أيقنت أن العلاقات القوية لا تبنى على عطش للحب أو توق لسراب .. بل تبنى على تكافؤ في الشخصيات و على أسس عقلانية سليمة حيث لا يتعارض ذلك مع راحة النفس و الحب. و تعلمت أيضاً أن الرجل لا يقيم بمظهره أو بكلمة مليحة تخرج من فمه .. الرجل هو من يتحمل مسئولية كل حرف يتكلمه . أما عن " كمال " فيقيني أنه سيتعلم أن من يجرح شخصاً فإنه بالضرورة يخلف في نفسه هو الآخر تشوهاً لا يشفى أبداً فهذا يتعارض مع طبيعتنا البشرية ، فقد خلقنا الله بشراً لا وحوش ضارية تنهش عبثاً .



منقول عن :- رانيا حمدى








  رد مع اقتباس