حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كتب إلى عمر:
يا أمير المؤمنين, رجل لا يشتهي المعصية, ولا يعمل بها أفضل, أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها
فكتب عمر (رضي الله عنه): إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها "أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم".
****غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يعني علي كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره وفي الصحيح عن النبي " قال إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظـمه شـئ " فإن ذنوب العباد وإن عظمت فعفو الله ومغفرته أعظم منها
روى عن لقمان أنه قال لإبنه : يا بني عوِد لسانك علي
اللهم اغفر لي فإن لله تعالي ساعات لا يرد فيها سائلاً
وقال الحسن : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلي موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم ، فإنكم ما تدرون متي تنزل المغفرة.
فإذا عظم الرجاء بالله ، وأيقن أن الله -جل وعلا - سيغفر له، وعظم ذلك في قلبه، حصل له مطلوبة ؛ لأن في ذلك إحسان الظن بالله، وإعظام الرغبة بالله -جل وعلا - وهناك عبادات قلبية كثيرة تجتمع على العبد المذنب حين طلبه الاستغفار وقبول التوبة، توجب مغفرة الذنوب فضلا من الله -جل وعلا - وتكرما.
قال: غفرت لك والمغفرة: ستر الذنب وستر أثر الذنب في الدنيا والآخرة، والمغفرة غير التوبة؛ لأن المغفرة ستر، غفر الشيء بمعنى ستره، والمقصود من ستر الذنب أن يستر الله -جل وعلا - أثره في الدنيا والآخرة، وأثر الذنب في الدنيا العقوبة عليه، وأثر الذنب في الآخرة العقوبة عليه، فمن استغفر الله -جل وعلا - غفر الله له يعني: من طلب ستر الله عليه في أثر ذنبه في الدنيا والآخرة؛ ستر الله عليه، محا أو ستر أثر الذنب بحجب أثر الذنب من العقوبة في الدنيا والآخرة.