[بحرولكن]

يا حلوة راحت تستطيب الانتظار . .
تمضي السنين في ثنايا الاحتضار . .
ما لي أراك قد نأيت بعمرك ؟
ما للدنا ها قد دنت من أجلك ؟
و جلست تذرفين في المغيب دمعك
دمعا صبيا قد ارتمى في حجرك
يا ترى ما الذي قد همك ؟
من ذا الذي قد راح يشغل عقلك ؟
أهو الخفي . . . ذاك الوسيم المرتجى
أهو الحيي . . . حلو يطيب له الرجا
هو فارس الأحلام يرنو للعلا
هو حارس الأوهام لا يهوى البلا
هذا الذي قد رسمت بالقلم
أحلى رؤى فيها يحلو له الحلم
كتبت فيه أحلى كلام في الغرام
سطرت له الحروف من وحي الوئام
وعلى ثغور الصفحات كان الابتسام
تتضاحك الكلمات في رسم الهيام
تتناقل الأفكار في نسج الكلام
تتواثب الأشواق في غزل السهام

سهام قلبك . . علها تسمو له
وتصيب في صدق الأماني قلبه
فلعله يرنو لك. . لعله
أو أن يأتي اليك يشرح حبه

لكنها لا بد أن تمضي السنون
فيها الهوى يساكن القلب الحنون
وأنت أنت وحدك
تداعبين جرحك
لا من يداري دمعك
لا من يواسى همك
تجلسين . . ترقبين وعدك
تكتبين الحب بأشعار الفنون
"لا لن يجف قلبي . .لا لن يهون"
تبيقين طول العمر تنتظرينه
تطالعين البعيد . . ترقبينه

يأتي بهيا في يديه تلك الورود
يحكي لك عن كل أشواق الوعود
وأنت أيضا تخبرينه . .
عن لحظاتك الحزينه . .
يروي لك عن كل لحظات الأسى
فيها سرى حلم الهوى . . وبالحب اكتسى
وعلى ضفاف العشق رابض أ و رسا

وأنت بالعينين حبا ترمقينه
بكل أوجاع السنين تسمعينه . . .
و يكمل الأخبار في صمت المغيب
يحاكي قلبك الشادي الحبيب . . .
وأنت أيضا تكملين
تروين عن كل السنين
ملأى بأحلام الحنين . .
وتخبرين عيونه
تبصرين جفونه . .
تبسمين بوجهه أحلى رقصات الوفاء
تضحكين له. . تخجلين في عذب الحياء
و الحلم في عينيك يبقى . . يخاطب بالك
عن هذا الذي أتى . . قد نالك

لكنك في فجأة . . تسألينه . .
عن صمته الشاكي . . لماذا لا يجيب ! !
قد أطرق الشادي في سكوته الرهيب
لماذا يبقى ساكنا؟ . . لماذا لا يجيب؟

وفجأة . . في لحظة عصيبة
الفارس يغيب . .
تتلاشى كل أحلامك الحبيبة
تسائلين الليل . . ما هذي المصيبة؟
في لحظة قد اختفى . . قد غاب
راح الحبيب . . لكنه ما أجاب
هل يا تر يحبها؟
ها يا ترى يجلها؟
تبقين يا فتاة الانتظار
في صمتك الباكي . . تشكين هذا الفارس الغدار
تكلمين . . تسألين سكون هذه البحار
أين هو؟. .هل يا ترى قد سار؟

لا يا حبيبة . . لم يكن هنا . . .
هي روحه المشتاقة. . مرت من هنا
هو ظله البعيد كان قد رنا
لكنه . . . ليس هو. .! ! !

وترجع الدموع في مرمى العيون
و الشوق يبقى يرتمي بأحضان الشجون
ويبقى الوقت ينتظر
ويعود الوعد ليندثر . . .

وعلى كرسيها الخشبي تجلس الفتاة
تتابع الأحلام . . . لا تنساه
تداعب الأحزان في جرح الحياه . . .
و تعود كي تعيد الانتظار
تسائل النجوم عن جدوى الألم
تطالع القمر الجميل . . وبعينها الحلم
ترسم لوحة الأسى في وجهها
عن عشقها. . عن الذي قد سهى
عن حبها الذي لا بد أن يأتي لها . . .
تبقى وحيدة على كرسيها . . .
فريدة الأحلام و الأقدار
عاشقة الهوى . . وحيدة الانتظار . . .