أقاتلتي: أَيُجـدي بعـد قتلـي
دواءٌ ناجـعٌ لـيْ أو طبيـبُ؟
و هَلْ مَرَّت عليكِ غـداةَ يـومٍ
قلوبٌ بعدَ مـوْتٍ تستجيـبُ ؟
مضى سهمُ القضاءِ بلا تـوانٍ
فأرداني ، و سهمُكِ لا يخيـبُ
يُميتُ مُصَوَّبـاً بِفُتُـورِ جفـنٍ
فماذا لو رمى جفنٌ لعـوبُ ؟
لعمري ، لم أكـنْ و اللهِ أدري
بـأنَّ العشـقَ قتَّـالٌ رهيـبُ
و أنَّ العمرَ في الترحالِ ولّـى
و لاحَ الشيبُ و اختالَ المشيبُ
و أنِّي كنتُ حاولـتُ التناسـي
و لكنْ كيف لي منكِ الهروبُ ؟
مضى من عمرنا زمنٌ طويـلٌ
و نالتْ من خطاوينا الـدروبُ
و جاوزنا بحزمٍ بحـرَ مـاضٍ
إلى أن جاءَ ذا السهمُ المُصيبُ
فَأُوقِظَ كلُّ شيـئ فـي ثـوانٍ
و أُضْرِمَ في الحشا هذا اللهيبُ
تلاقينا ، فما أحلـى التلاقـي
إذا ما الكفُّ بالأخرى تـذوبُ
تعانقنـا ، فَذُبْنـا فـي عنـاقٍ
تغنَّـى فـي مـداهُ العندليـبُ
تهامسنا ، كأنَّ الروضَ يُصغي
لما بثَّتْهُ.. بالهمـسِ.. القلـوبُ
تصارحنا ، فلم نُخْفِ اْشتياقـاً
و أمسينا , فداهَمَنـا الغـروبُ
تعاتبنـا ، فَذُبْنـا فـي عتـابٍ
رقيـقٍ مثـل أنسـامٍ تطيـبُ
فلمّـا أًوْغَلَـتْ كـفُّ الليالـي
أفقنا ، و الهوى سهلٌ خصيبُ
نسينـا أننـا لسنـا فُــرادى
كأمسٍ إنْ غفـا عنّـا الرقيـبُ
و أنَّ لقاءَنا مـا كـان يُجـدي
و أنَّ حديثَنـا أمـرٌ مُـريـبُ
و أنِّي قد بنيتُ قصـورَ وهـمٍ
على عينيكِ ، فانهـار الكثيـبُ
و أنَّ فراقنـا حـتـمٌ عليـنـا
و أنَّ البعـدَ نامـوسٌ عجيـبُ
تملّكَ باقتـدارٍ عـرشَ قلبـي
و هـذا سيفُـهُ مِنِّـي قريـبُ
فكوني مثلما قـد شئـتِ بُعـداً
فإنِّـي مثـلَ أيامـي غريـبُ
دعيني مثل أشعـاري وحيـداً
فلن يُجدي دواؤكِ و الطبيـبُ
|