من قصيدة : ميتة عصرية لأمل دنقل سنة 1970
الشاعر أمل دنقل 1970
- من ذلك الهائم في البرية؟
ينام تحت الشجر الملتف والقناطر الخيرية ؟
- مولاي : هذا النيل ..
نيلناا القديم !
- أين تُري يعمل .. أويقيم ؟
- مولاي :
كنا صبية نندس في ثيابه الصيفية
فكيف لا تذكره ؟
وهو الذي يُذكر في المذياع والقصائد الشعرية ؟
- هل كان قائدا ؟
- مولاي : ليس قائدا .
لكنما السياح في مطالع الأعوام
يأتون كي يروه..
- آه ..ويصورونه لكي يُشهروا بنا
بوجهه الباكي..وكُوفيته القطنية
..تعال كي نودعه في ملجأ الأيتام .
- مولاي :
هكذا تحبه الصبايا ..والرعاة ..والأغنام
وأم كلثوم تغني له ..
في وصلتها الشهرية !
- النيل !
أين يا تُري سمعت عنه قبل اليوم ؟!
اليس ذلك الذي ..
كان يضاجع العذاري !؟
ويحب الدم !؟
- مولاي : قد تساقطت أسنانه في الفم
ولم يعد يقوي علي الحب ..أو الفروسية
- لا بد أن يبرز لي أوراقه الشخصية
فهو صموت !
يصادق الرعاع
يهبط القري ..
ويدخل البيوت ..
ويحمل العشاق في الزوارق الليلية
- مولاي ؟ هذا النيل ..!!
- لا شأن لي بنيلك المشرد المجهول
أريد أن يبرز لي أوراقه الرسمية :
شهادة الميلاد ..والتطعيم ..والتأجيل
والموطن الأصلي ..والجنسية
حتي يمارس الحرية
***
..ويلقي المعلم مقطوعة الدرس ،
في نصف ساعة :
ستبقي السنابل ...
وتبقي البلابل ..
تغرد في أرضنا ..في وداعة .
ويكتب الصغار بصدق وطاعة :
ستبقي القنابل ..
وتبقي الرسائل ..
نُبلغها أهلنا ..في بريد الاذاعة .