وتنتحبْ كـ القبّرة ..
وتُصوم الليالي لـ تنالَ المغفرة ..
ماتت بكَ الأرواحُ ..
حينَ تنفسَتْ جمرَ الحياة ..
وتقولُ ما شأني أنا :
كلّ رياحٍ لم تكسّرني مدىً ليست رياحي ..
كلّ صباحٍ لم يجئني أولاً ليسَ صباحي ..
لـ تلفّ أحلامكَ الهوجاءَ بـ تبغِ سيجارةٍ ..
وتدخنُ الأحلامَ كـ الشيخ الكسير ..
آآهٍ سراب ..
سقط القناع ..
لا إخوة لكَ يا أخي ..
لا أصدقاء ..
ولا قلاع ..
لا الماءُ عندك ..
لا الدواءُ ..
ولا السماءُ ..
ولا الدماءُ ..
ولا الشراعُ ..
ولا الأمامُ ولا الوراء ..
حاصرْ حصاركَ وانتفض ..
سقطتْ ذراعُكَ فالتقطها ..
واضرب قرينك واعترض ..
وسقطتُ قربكَ فـ انتشلني ..
واضرب قرينكَ بي !!
فـ أنتَ الآنَ تسكنُ في اثنتين :
قتلاكَ أو جرحاك ..
كلهمُ(و) على نفس الوتيرة ..
إمّا أن تكونَ ولا تكون ..
قف يا سرابُ فـ لا أحدْ ..
إلاكَ في هذا المدى المفتوحُ كـ النسيان ..
فـ اجعل بـ حرفكَ كلّ هاويةٍ عدد ..
واجعل هتافَ الحزن في عينيكَ رد ..
واجعل دماءَكَ طفلة ً ذاتَ أبٍ وجد ..
واكتب وصية راحتك :
لو استطعتُ لـ أعَدْتُ ترتيبَ الطبيعة ..
ها هنا صفصافة ٌ وهناكَ قلبي ..
ها هُنا قمرُ التردّد ..
ها ( هنا ) يغدو ( هناك ) ..
وها ( هناكَ ) أتى ( هنا ) !!
ها هنا عصفورة ٌ لـ الإنتباه ..
وهناكَ نافذة ٌ تعلمكَ الهديل ..
وشارعٌ يرجوكَ أن تبقى قليلاً ..
وتسمعُ صمتكَ العالي ..
وترفعهُ كنائسَ من بتولا ..
وترى جنونكَ يبتعد ..
فـ تفوحُ منكَ روائحُ الأموات ..
لـ تعلمَ أنكَ ميتٌ قبلَ الحياة !!
وترتجي جهلاً يُعلمكَ التجاهل ..
قف يا قريني ..
سـ أراكَ في قلبي غداً ..
أو بعدَ غد ..
ثمّ أجهشُ يا ابن أمي باللغة ..
لغة تفتش عنكَ أنت ..
أنتَ حاملها ..
وزارعها ..
ودافنها بعيداً في التراب ..
قف يا سراب ..
كم كنتَ وحدكَ تنتمي لـ قصيدتي ..
أمّا الآنَ فـ اتركني وحيداً ..
أكملُ ما تبقى من صلاةِ الصومعة ..
وأشيّدُ المحرابَ لـ كي تذوبَ الزوبعة ..
يا أمّة ً في واحدٍ ..
ذهبت حياتكَ قابعة ..
الغيبُ كلّ الغيبِ ليسَ نبوءتك ..
والأرض منفىً فيكَ ..
فـ اغترَبَتْ يداكَ عن الجسد ..
وأنتَ تعبرُ أرخبيلاً شيدتهُ حفاوتك ..
وقفَ المعرّي عندَ بابِ المعرفة ..
وابنُ سينا خطوُهُ عبث ٌ ..
وأنتَ ترى بـ القلبِ لا بـ الفلسفة ..
هل أنتَ صوفيٌ إذاً ..
ماذا تريد ..
أنا أرى " أن لا تريد " هوَ ما تريد !!
سـ أريكَ فنتازيا الألم :
لم تجدِ المدينة في المدينة ..
ولم تجد عرباتها طرقاتها ..
ولم تجد بيتَ الحنان ..
لـ كي تدثرنا حريراً من سَكَينة ..
لم تدرك المعنى فـ مَسّكَ هاجسُ الشعراء :
" طِرْ يا ابنَ هذا البحر ..
طِرْ نحوَ أجنحتي ونحوَ الصوت "
وكيفَ طارَ وأنتَ من لديهِ الأجنحة !!
ذاكَ معناهُ الألم ..
ريحٌ تهبّ لـ كي تهبّ لـ ذاتها ..
حجرٌ يشاهدُ عودة الجرحى إلى ما ليسَ فيهم ..
قمرٌ يرى أسرارَ كلّ الناسِ ..
حينَ يُخبئونَ جنونهم بـ ضيائهِ ..
ويصدقونَ الأغنية ..
هشاشة ٌ تتفقدُ الإنسانَ في آثارهِ :
في قطعةِ الخزفِ القديمة ..
في أداةِ الصيد ..
في لوحٍ يُؤوّلُ أمنية ..
لـ تمجدَ العبثَ البهيّ ..
وقوّة الأشياءِ في ما ليسَ يُدرَك ..
وتزيحُ ستائرَ الأقدار ..
ترى نهاياتَ الطريق ..
أتراكَ تدركُ ما رأيتْ ..
رأيتَ ما لمحتهُ عينكَ في البداية ..
رأيتَ موتكَ يا قريني ..
يهمسُ ما ذكرت :
قف يا سراب !!
ماجد عبد الرجمن