عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-17-2011, 09:38 PM   #1

صدى الحرمان
موقوف بسبب انتهاك حقوق الملكيه
 

 رقم العضوية : 9466
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : سجن الايام
 المشاركات : 3,175
 النقاط : صدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond reputeصدى الحرمان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 24990
 قوة التقييم : 0

صدى الحرمان غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر AIM إلى صدى الحرمان
أوسمة العضو
افتراضي سقوط ٌ تحتَ هذا الـ فوق بقلمى

قف يا سراب ..

فـ قد وُلِدتَ لـ كي ترى موتك ..

قدرٌ هوَ هاجسك ..

ورمادكَ المنفيّ في كلّ البحار ..

قف يا قريني ..

وامتطي ظهرَ الزمان ..

خذ غفوة ً أخرى على وسادةِ نرجسك ..

وعلى وسادةِ التاريخ يكتملُ النعاس ..

قف يا خلاصة موت شاهدٍ لم يُشهد عليه ..

قد غيروا اسمكَ كي يُسموكَ ( النبيّ ) ..

وأنتَ تسألُ :

حينَ سموني نبياً ..

ما حاجتي للأنبياء !!

ثمّ تُنشدُ عازفاً فوق الرمال :

كل من يرحلُ في الليل إلى الليل أنا ..

كلّ نايٍ قسّمَ الروحَ إلى اثنتين :

مُنادٍ ومُنادى لا يُناديهِ أنا ..

كلّ ما يقتلني يحتلهُ الظلّ هنا ..

كلّ من تغفو فوق ذراع حبيبها ..

أخذتِ الحبّ مني أنا ..

قف يا سؤالَ الموت قبلَ الموت :

ماذا فعلتَ بـ عمركَ المنبوذ قبل الخاتمة ..

أتحِبّ فيكَ كآبتكْ ..

ستقولُ : لا ..

لـ كي تزدادَ أحزانك ..

وتلمسَ كلّ جرحٍ أبديّ فـ يطيرُ ( سحابة ) ..

أتريدُ الزنبقة ..

كيفَ تريدُ ..

وكلّ أرضٍ تتمناها سريراً تدلّت مشنقة ..

لا يا سليلَ المجد ..

سـ تسقط عالياً تحتهذا الـ ( فوق ) !!


وتنتحبْ كـ القبّرة ..

وتُصوم الليالي لـ تنالَ المغفرة ..

ماتت بكَ الأرواحُ ..

حينَ تنفسَتْ جمرَ الحياة ..

وتقولُ ما شأني أنا :

كلّ رياحٍ لم تكسّرني مدىً ليست رياحي ..

كلّ صباحٍ لم يجئني أولاً ليسَ صباحي ..

لـ تلفّ أحلامكَ الهوجاءَ بـ تبغِ سيجارةٍ ..

وتدخنُ الأحلامَ كـ الشيخ الكسير ..

آآهٍ سراب ..

سقط القناع ..

لا إخوة لكَ يا أخي ..

لا أصدقاء ..

ولا قلاع ..

لا الماءُ عندك ..

لا الدواءُ ..

ولا السماءُ ..

ولا الدماءُ ..

ولا الشراعُ ..

ولا الأمامُ ولا الوراء ..

حاصرْ حصاركَ وانتفض ..

سقطتْ ذراعُكَ فالتقطها ..

واضرب قرينك واعترض ..

وسقطتُ قربكَ فـ انتشلني ..

واضرب قرينكَ بي !!

فـ أنتَ الآنَ تسكنُ في اثنتين :

قتلاكَ أو جرحاك ..

كلهمُ(و) على نفس الوتيرة ..

إمّا أن تكونَ ولا تكون ..

قف يا سرابُ فـ لا أحدْ ..

إلاكَ في هذا المدى المفتوحُ كـ النسيان ..

فـ اجعل بـ حرفكَ كلّ هاويةٍ عدد ..

واجعل هتافَ الحزن في عينيكَ رد ..

واجعل دماءَكَ طفلة ً ذاتَ أبٍ وجد ..

واكتب وصية راحتك :

لو استطعتُ لـ أعَدْتُ ترتيبَ الطبيعة ..

ها هنا صفصافة ٌ وهناكَ قلبي ..

ها هُنا قمرُ التردّد ..

ها ( هنا ) يغدو ( هناك ) ..

وها ( هناكَ ) أتى ( هنا ) !!

ها هنا عصفورة ٌ لـ الإنتباه ..

وهناكَ نافذة ٌ تعلمكَ الهديل ..

وشارعٌ يرجوكَ أن تبقى قليلاً ..

وتسمعُ صمتكَ العالي ..

وترفعهُ كنائسَ من بتولا ..

وترى جنونكَ يبتعد ..

فـ تفوحُ منكَ روائحُ الأموات ..

لـ تعلمَ أنكَ ميتٌ قبلَ الحياة !!

وترتجي جهلاً يُعلمكَ التجاهل ..

قف يا قريني ..

سـ أراكَ في قلبي غداً ..

أو بعدَ غد ..

ثمّ أجهشُ يا ابن أمي باللغة ..

لغة تفتش عنكَ أنت ..

أنتَ حاملها ..

وزارعها ..

ودافنها بعيداً في التراب ..

قف يا سراب ..

كم كنتَ وحدكَ تنتمي لـ قصيدتي ..

أمّا الآنَ فـ اتركني وحيداً ..

أكملُ ما تبقى من صلاةِ الصومعة ..

وأشيّدُ المحرابَ لـ كي تذوبَ الزوبعة ..

يا أمّة ً في واحدٍ ..

ذهبت حياتكَ قابعة ..

الغيبُ كلّ الغيبِ ليسَ نبوءتك ..

والأرض منفىً فيكَ ..

فـ اغترَبَتْ يداكَ عن الجسد ..

وأنتَ تعبرُ أرخبيلاً شيدتهُ حفاوتك ..

وقفَ المعرّي عندَ بابِ المعرفة ..

وابنُ سينا خطوُهُ عبث ٌ ..

وأنتَ ترى بـ القلبِ لا بـ الفلسفة ..

هل أنتَ صوفيٌ إذاً ..

ماذا تريد ..

أنا أرى " أن لا تريد " هوَ ما تريد !!

سـ أريكَ فنتازيا الألم :

لم تجدِ المدينة في المدينة ..

ولم تجد عرباتها طرقاتها ..

ولم تجد بيتَ الحنان ..

لـ كي تدثرنا حريراً من سَكَينة ..

لم تدرك المعنى فـ مَسّكَ هاجسُ الشعراء :

" طِرْ يا ابنَ هذا البحر ..

طِرْ نحوَ أجنحتي ونحوَ الصوت "

وكيفَ طارَ وأنتَ من لديهِ الأجنحة !!

ذاكَ معناهُ الألم ..

ريحٌ تهبّ لـ كي تهبّ لـ ذاتها ..

حجرٌ يشاهدُ عودة الجرحى إلى ما ليسَ فيهم ..

قمرٌ يرى أسرارَ كلّ الناسِ ..

حينَ يُخبئونَ جنونهم بـ ضيائهِ ..

ويصدقونَ الأغنية ..

هشاشة ٌ تتفقدُ الإنسانَ في آثارهِ :

في قطعةِ الخزفِ القديمة ..

في أداةِ الصيد ..

في لوحٍ يُؤوّلُ أمنية ..

لـ تمجدَ العبثَ البهيّ ..

وقوّة الأشياءِ في ما ليسَ يُدرَك ..

وتزيحُ ستائرَ الأقدار ..

ترى نهاياتَ الطريق ..

أتراكَ تدركُ ما رأيتْ ..

رأيتَ ما لمحتهُ عينكَ في البداية ..

رأيتَ موتكَ يا قريني ..

يهمسُ ما ذكرت :

قف يا سراب !!


ماجد عبد الرجمن



سراب الوهم