إشفعى
سَأْلْتُكِ يَا شَمْسُ لا تَطْلَعِى .... وَبِاللهِ يَا عَيْنُ لا تَهْجَعِى
وَيَا ظُلْمَةُ الْلَيْلِ لا تَعْجَلِى .... وَيَا طَلْعَة الْصُبْحِ لاتُسْرِعِى
ويَا بَدْرُ جَمَالُكَ لايُغْوِينِى .... وَدعْنِى فَهذا حَبِيبِى مَعِى
وهَا أَنَا أَرْشِفُ مِنْ رِيقِه .... كُؤوسُ الرَحِيقِ ولَكنِى أَعِى
وأَقْتَطِفُ الوُرْدَ مِنْ خَدِه .... والْتَقِطُ الشَهدَ فِى مَسْمَعِى
طًيْفٌ أَتَانِى فِى ظُلْمَةٍ .... وقَدْ غَفَلَتْ أَعْيُنِ الهُجَعِى
شَكَوْتُ مَا حَلَ الفُؤادَ بِه .... ومَا فَعَلَ الشَوْقُ فِى أَضْلُعِى
وغَالَبْتُ وجْدِى بِصَبْرٍ جَمِيلٍ .... فَكَانَتْ تُسَابِقُنِى أَدْمُعِى
وقُلْتُ بِشَوْقٍ يَا لَوْعَتِى .... كَمَا شِئْتِ فِى مُهْجَتِى فِاصْنَعِى
فَتَاهَ الحَبِيبُ وتَاهَتْ مَعِى .... فَهَذَا فُؤَادِى وفِيه ارْتَعِى
نَثَرْتُ السُهَادَ مِنْ مَضْجَعِى .... وَقُلْتُ لِحَبِيبِى هَيَا اجْمَعِى
وسَالَتْ دُمُوعِى مِنْ مُقْلَتِى .... ونَطَقَتْ جِهَاراً الْمَعْنَى اشْفَعِى
.................................