عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-06-2011, 07:39 PM   #1

عمر الاسلام

عضو مشارك

 

 رقم العضوية : 68507
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 المكان : الاردن
 المشاركات : 268
 النقاط : عمر الاسلام will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

عمر الاسلام غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ


بسم الله الرحمن الرحيم
في هدي آية

في هذه الآية يقول تعالى: { ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ } الشورى: 43 حث على صبر الإنسان على أذية الناس ومغفرة لهم ما أساؤوا لهم فيه.
ولكن ينبغي أن يُعلم أن المغفرة لمن أساء إليك ليست محمودة على الإطلاق

فإن الله تعالى قيد هذا بأن يكون العفو مقروناً بالإصلاح فقال : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }[الشورى : 40].
أما إذا لم يكن في العفو والمغفرة إصلاح فلا تعفُ ولا تغفر.
مثاله:

لو كان الذي أساء إليك شخصًا معروفًا بالشر والفساد وأنك لو عفوت عنه لكان في ذلك زيادة في شره؛ ففي هذه الحال الأفضل أن لا تعفو عنه ، بل تأخذ بحقك من أجل الإصلاح. أما إذا كان الشخص إذا عفوت عنه لم يترتب على العفو عنه مفسدة فإن العفو أفضل وأحسن لأن الله يقول { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى : 40]

وإذا كان أجرك على الله كان خيرا لك من أن يكون ذلك بمعاوضة تأخذ من أعمال صاحبك الصالحة

يقول الله سبحانه وتعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )

ثم نجد في آية ثانية : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) زادت هنا اللام ..

أي إنسان يقول إن زيادة اللام هنا للتأكيد .. كلمة مترادفة .. لا يتوقف عندها كثيرا .. ولكن المسلم حين يدقق في معاني القرآن الكريم .. يجد أن كل حرف في القرآن الكريم .. قد تم وضعه بحكمه بالغة .. وأنه لا شيء اسمه مترادفات وإنما لكل لفظ معنى يؤديه , ولا يؤديه اللفظ الآخر .. رغم التشابه ..

فإذا دققنا في المعنى نجد ما يلي :

في الآية الأولى يقول الله سبحانه وتعالى ( واصبر على ما أصابك ) . والأمر هنا نوعان نوع للإنسان فيه غريم .. ونوع لا يوجد فيه غريم .. عندما أمرض ليس لي غريم .. وإذا أصابني مكروه بقضاء وقدر .. كان أكون سائرا في الطريق فيسقط شيء فوقي ليس هناك غريم ..

إنما عندما أسير في الشارع ويعتدي على إنسان بالضرب .. إذن هناك غريم .

فهناك نوعان من الصبر .. صبر النفس وما ليس لي فيه غريم .. وهذا هين لأنه ليس هناك إنسان انفعل عليه .. ولا أملك أن أرد على شيء قد حدث لي .. ما حدث هو قضاء الله .. وأنا ليس أمامي إلا الصبر .. هذا نوع من الصبر لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان .. لأنه ليس هناك غريم أستطيع أن أرد له ما أصابني .

والنوع الثاني من الصبر .. محتاج إلى جلد .. ومحتاج إلى قوة إرادة .. وهذا النوع هو الذي يوجد لي فيه غريم أستطيع أن انتقم منه .. وأستطيع أن أصفح وأغفر ..إذن عندما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن الصبر بنوعيه .. يعطي لكل نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية .. فهو عندما يتحدث عن الصبر على شيء ليس له .. فيه غريم يقول : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
وعندما يتحدث عن الصبر الذي لي فيه غريم بحيث أستطيع أن أنتقم وأكون منفعلا إذا لم أنتقم ..

يقول سبحانه وتعالى : ( إن ذلك لمن عزم الأمور ) هنا اللام للتأكيد في نوع الصبر .. وما يحتاجه من جلد وضبط للنفس .. ففي الحالة الأولى حينما لا تستطيع أن تعاقب بمثل ما عوقبت به .. يكون الصبر من عزم الأمور .. ولكن في الحالة الثانية فإنك تستطيع أن تنتقم من غريمك

ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ( ولمن صبر وغفر ) وهنا يظهر من كلمة غفر .. أن هناك غريما يمكن الانتقام منه .. وأن هذا الغريم قد غفر الإنسان له .. ومن هنا لابد أن تأتي اللام للتأكيد .. لتؤكد المعنى .. وتؤكد الفرق بين عزم الأمور في الحالة الأولى .. وعزم الأمور في الحالة الثانية ..

وهكذا نرى أن حرفا واحدا في القرآن الكريم يصنع معجزة


__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبر
ح







  رد مع اقتباس