ويوصف الملك عوج ملك باشان بانه من بقية الجبابرة وذو قامــة كبيرة ووصفت الثــورات الاموريين بانهم مثل الارز طــولا ومثل السـند يان قـــوة .
وقد تصدت اذرعي بقيادة الملك عوج لهجرة العبرانيين الذين بدأ و ينزلون في الجانب الغربي من حـوران وذلك حوالي عــام (125 ق.م ) وقد احتل العبرانيون مـدنا كثيرة من حــوران واتجهوا نحو الشمال ولكن الممكة الارامية في دمشـق وقفت في وجههم وبعـد حـروب دامت نحــو قرنين تحررت ارض حوران واصبحت جزءا من دولة ارام .
وبعد الاحتلال الا شورى لسورية اصبحت حوران جزءا من الولايـة الاشــورية في ســوريا ثم جزءا من الولاية الكلدانية وبعد ذلك جزءا من الولاية الفارسية الخامسة وبعد معركـة ايسوس عام ( 333 ق.م ) اصبحت حــوران جزءا من امبراطورية الاســكندر المقدوني الكبير وبعد وفاته اصبحت حـوران عام ( 333 ق.م ) جزءا من مملكة الســلوقيين الذين وصلت حدود مملكتهم الجنوبية الى جبل عجلون وكانت حوران وعاصمتها ( اذرعا ) ضمن مناطق البثينة الاسم اليوناني للمنطقة .
وفي عام (90 ق.م ) تمكن عبادة ملك الانباط من قهـر الاســكندر الكابي ملك اليهود وتوغل في ارض حوران ثم انتصر على الملك السلوقي انطيوخوس الثالث في موقعة امتان قــرب صلخد عام (88 ق.م ) وانتزع منه بقية حوران وكانت بصرى هي الحاضرة الثانية بعد البتراء في عهد الانباط .
وفي عام ( 106 م ) اصبحت حوران جزء من ولاية سـورية الرومانية تعرف بالولاية العربية الرومانية وعاصمتها بصرى وفي عام (300م) قسمت هذه الولاية الى جنوبية وعاصمتها البتراء وشــمالية وعاصمتها بصرى وكانت مدينة درعا ضمن الولايــة العربية الشــمالية وحين انقسمت الامبراطورية الرومانية الى غربية وعاصمتها رومــا وشرقية وعاصمتها القسطنطينية اصبحت حـوران تابعة للحكم البيزنطي ومازالت بقايا الاثار الرومانية ماثلة في درعا القديمة فقد كشفت التحريات عن قســم من مدرج واسع ظهر منه تسع درجات بحالة جيدة في الجانب الغربي من المدرج كما وجدت بقــايا الحمامات التي يعــود تاريخها الى تلك الفترة كما وان هناك طريق قديمة رومانية تصل بين بصرى وشـواطىء البحر الابيض المتوســط مــاراً بـ درعا .
وفي الفترة الرومانية كانت دولة الغساسنة العربية تحت سـلطة الدولة الرومانية البيزنطية وبسبب غزوات الفرس المتعددة ضعفت سلطة الغساسنة .
وفي الفترة التي سبقت الاسلام تجدر الاشارة الى العلاقات التجارية العربية مع سوق درعـا الشهير بسوق اذرعات التي كانت تؤمها قوافل العرب تحط فيها رحالها وتتسوق من خمورها وتقام هذه السـوق عادة بعد سوق بصرى بسبعين ليلة وبقيت هذه السوق بعد الاسلام لفترة طويلة والى عهد الغساسنة وحــوالي القرن الثالث الميلادي ترجع اقدم مشروعات الري في هذه المنطقة واهمها قناة فرعون التي تجري المياه من سهل الثريا الواقع بين انخل والفقيع عبر قناة فخارية ما تزال اثارها باقية تمر من الشيخ مسكين الى قرية شـقرا غرب قرية غزالة ثم الى مدينة درعا عند مكان يعرف بحمام الملكة تحت تل الكرك .
وقد لعب الغساسنة دوراً بارزاً ايام الحكم البيزنطي وامتدت سلطتهم من جنوب دمشق حتى شـرقي الاردن وجعلوا عاصمتهم في الجولان مدينة الجابية وهي اليوم تل كبير غربي قرية نــوى والى هؤلاء الغساسنة ينتسب معظم سكان حوران اليوم ويفخرون بهذا النسب .
مدينة درعا منذ الفتح العربي الاسلامي حتى نهاية العهد العثماني
في الجاهلية كان يحكم مدينــة درعا عمال للــروم ولما وصل العرب المسلمون عقدوا مع اهلها صلحا ومنحوها عهدا في عام (635م) وحين جاء الخليفة عمـر بن الخطاب الى الشـام استقبله اهل درعا بالغناء والضرب على الدفوف .
لت معركة اليرموك الفاصلة بين العرب والروم عام /15/ للهجــرة وقد كانت في المنطقة الجنوبية الغربية من حوران وعســكر عمرو بن العاص في المنطقة الممتدة من جنوب وادي الزيدي المار باذرعات حتى قريـة داعل شمالاً وبعد اليرموك بقيت اخبار حوران قليلة الى ان زار الخليفة عمر بن الخطاب المنطقة قبل سقوط مدينة القدس فقد اقام في الجابية لمدة ثلاثة اسـابيع وربما بوشر ببناء المسجد العمري الشهير بمدينة درعا خلال تلك الفترة وقد احتلت حوران مكانه هامة اثناء الحروب الصليبية واصبحت مركزاً عسكرياً هاماً منع الصلبيين من قطع المواصلات بين دمشـق والقاهرة في تلك الفترة وفي عام /1119/ هاجم بودوان الثاني مدينة درعا واحتلها ولكنه لم يتمكن من مدينة بصرى .
وفي النصف الثاني من القرن الثاني عشر برز الاتابكاة الزنكيون يقودهم عماد الدين الزنكي وبقدر لحـوران ان تظهر في عهد الناصر صلاح الدين الايوبي الذي ينطلق من حوران الى نصر حطين 1187م وحــوران في جميــع الاحــوال خـلال العصور الوسطى كانت تتبع لدمشق ويقول ياقوت الحموى في القرن الثالث عشر بان حوران كورة واسعة من اعمال دمشــق في القبلة ذات قرى كبيرة ومـزارع قصبتها بصرى ومنها اذرعات وازرع وغيرهما .
وعندما قسمت المنطقة فيما بعد الى ولايات اصبحت درعا مركزا لولاية ســهل حوران ويطلق عليها اسـم البثينة وبصرى مركزا لولاية جبل حوران وعجلون مركزا لولاية عجلون ونــوى ومركزا للجيدور وازرع مركزا لا زرع وكانت درعا تتصل بطرق رئيسية مع جميع المناطق اذ كانت طريق البريد بين دمشق والقاهرة مارة بالكسوة وغباغب والصنمين وطفس ودرعا واربد حتى غزه .
وياتي المماليك بعد الايوبين فتصبح درعا وحوران تحت حكمهم حتى مجيء الاتراك /1516م/ وفي هذه الاثناء تعاني البلاد عامة من عوامل الجمود حتى مطلع القرن العشرين حيث اقيم الخط الحديدي الحجازي وبعث الحياة من جديد في جميع المحطات الواقعة في طريقه وفي مقدمتها درعا وفي عام /1880/ اصبحت حوران متصرفية مؤلفة من ســتة اقضية مركزها المزيريب وهي اقضية الجيدور والجولان والجبل والنقرة و عجلون والبلقاء وكانت درعا مركز لقضاء النقرة وبعد مد الخط الحديدي الحجازي عام 1904م فقدت المزيريب اهميتها كمركز انطلاق للحج واصبحت قرية الشيخ سعد مركزا لمتصرفية حوران ثم نقل فيما بعد الى الشيخ مسكين ثم الى ازرع واخيرا الى درعا .
وقد شارك اهالي درعا عام 1918م بنشاطات الثورة العربية واتصلوا بالامير فيصل في الاردن وعـاهدوه على العمل ضد الاتراك قبل وصول الجيش العربي اليها وتعاون اهالي درعا مع الحركة الوطنية في دمشق وشاركوا المدن السورية لنضالها لطرد المستعمرين في حصار الثكنة العسكرية في درعا لمدة ثلاثة ايام متتالية حتى اضطروا حاميتها الى الفرار تحت جنح الظلام .
بحيرة مزيريب
بيت الطوالبة - نوى
بيت العللوه - انخل
ثروات درعا
سد درعا الشرقي
سكة قطار قديمة