كانت خديجة رضى الله عنها إذا تقدم لها سيد من سادات قريش لخطبتها تقيسه بمقياس الحلم الذى رأته والتفسير الذى سمعته من ابن عمها ورقة بن نوفل ولكن الى الآن لم تنطبق صفات خاتم النبيين على الذين تهافتوا على خطبتها والاقتران بها فكانت تردهم رداً جميلاً وتخبرهم إنها لا تريد الزواج فقد كانت تحس إحساساً غامضاً أن القدر الألهى يخبئ لها شيئاً رائعاً لا تدرى ما هو ولكنها تستشعر أن منه ما يدخل الطمأنينة على قلبها .
**
وتوجد رواية آخرى :" ومما علمت من الرجل الذي دخل علي نساء قريش في عيد لهنَّ وأخبرهنَّ أن نبياً سوف يبعث فمن استطاعت أن تكون له زوجاً فلتفعل، فلقد ذكر صاحب الإصابة عن المدائني بسند له عن ابن عباس أن " نساء أهل مكة اجتمعنّ في عيد لهنّ في الجاهلية فتمثل لهنّ رجل فلما قرب نادي بأعلي صوته :" يا نساءَ مكة إنّه سيكون في بلدكنّ نبي يقال له « أحمد » فمن استطاعت منكنَّ أن تكون زوجاً له فلتفعل، فحصبنه ـ أي أبعدنه ـ إلا خديجة فإنها عضت على قوله ولم تعرض له؛ الرواية بتمامها عن ابن عباس وما ذكر في الكتاب المقدس بعهديه العتيق والجديد تشير إلى ما كان يتناقله أهل الكتاب عن مبعث نبي يأتي في آخر الزمان، فاليهود كانت تنتظره وبالتالي النصارى كذلك، وهذا يظهر بوضوح من خبر ورقة بن نوفل؛ ابن عم السيدة خديجة وقد تنصر. (11)
**
.. ولعل هذا من ارهاصات النبوة ...
**
يتبع باذن الله تعالى .
|