منذ /07-14-2011, 04:54 PM
|
#1 |
| تفسير "سورة المسد" الاسبوع الثانى (من تعالو نرجع روح القرأن ) *سورة المسد* {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} صدق الله العظيم * التفسير * { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) } قال البخارى عن ابن عباس رضى الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى البطحاء فصعد الجبل فنادى "ياصباحاه " فاجتمعت اليه قريش فقال "أرأيتم ان حدثتكم ان العدو مصبحكم وممسيكم أكنتم تصدقونى ؟ -قالو نعم قال -فانى نذير لكم من يدى عذاب شديد فقال ابو لهب ألهذا جمعتنا ؟تبا لك . وفى روايه: فقام ينفض يديه وهو يقول تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟فانزل الله :{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } إلى آخرها. . فالاولى دعاء عليه والثانى خبر عنه،فابو لهب وهو احدى اعمام الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكنيته ابو عتيبه ،وانما سمى ابا لهب لاشراق وجهه وكان كثير الاذيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والبغضه له، والتنقص له ولدينه وبهذ اللفظ قوله تعالى " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ " اى خسر وخاب وضل عمله وسعيه"وَتَبَّ "اى وقد تحقق خسارته وهلاكه . { مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) } قال ابن عباس وغيره "وماكسب "يعنى ولده وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما دعا قومه الى الايمان قال ابو لهب ان كان ابن اخى حقا فانى افتدى نفسى يوم القيامه من العذاب بمالى وولدى فانزل الله تعالى " مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ " أي :لم يغن عنه ماله وولده وسائر ما كَسَبه شيئًا حين حل به الهلاك والعذاب .وذلك على اعتبار ( ما) نافية . وقيل : المراد بكسبه هاهنا : ولده . ولا شك أن الولد من كسب أبيه.كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد وأصحاب السنن عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِه,ِ وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ ". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوّز البعض أن تكون(ما) استفهامية. ويكون المعنى:أي شيءٍ أغنى عنه؟ وأي شيءٍ كسب؟. { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) } اى ذات شرر ولهيب واحراق شديد هو وامرأته ، وكانت زوجته من سادات قريش وهى ام جميل واسمها اروى بنت حرب بنت اميه وهى اخت ابى سفيان ،التي كانت تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده فلهذا تكون عونا عليه فى عذابه فى نار جهنم ، وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم سيموتان على الكفر ،ولهذا قال تعالى "وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ " أقوال :أحدهما : أنها كانت تمشي بالنميمة وقال ابن قتيبة : فشبَّهوا النميمة بالحطب ، والعداوة والشحناء بالنار ، لأنهما يقعان بالنميمة ، كما تلتهب النار بالحطب . فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) } في عُنقها حَبلٌ محكم الفَتْلِ مِن ليفٍ شديدٍ خشن، تُرْفَع به في نار جهنم، ثم تُرْمى إلى أسفلها. والجيد : العُنُق . والمَسَدُ في لغة العرب : الحَبْل إذا كان من ليف خشن وقال عروه بن الزبير: المسد سلسله ذرعها سبعون ذراعا ، وقيل المراد بهذا الحبل : السلسلة التي ذكرها الله تعالى في النار ، طولها سبعون ذراعاً ، والمعنى : أن تلك السلسلة قد فتلت فتلاً مُحْكَماً ، فهي في عنقها تعذَّب بها في النار. وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد، يعني: فأعقبها الله بها حبلاً في جِيدها من مَسَد النار. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|
| |