عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /07-25-2011, 08:52 PM   #1

عذب المشاعر

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 59361
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصر
 المشاركات : 5,042
 الحكمة المفضلة : اعقل الناس اكثرهم صمتا ،واعلم الناس اكثرهم انصاتا
 النقاط : عذب المشاعر has a spectacular aura aboutعذب المشاعر has a spectacular aura aboutعذب المشاعر has a spectacular aura about
 درجة التقييم : 227
 قوة التقييم : 1

عذب المشاعر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

17 

سورة سبأ تفسير الايه 12/14 الاسبوع الرابع من مسابقه (تعالو نرجع روح القرأن)




تفسير سورة سبأ [12-14]
قال الله تعالى: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ

الآية متعلقة بما أكرم الله به آل داود، وقد مضى بعض ذلك في إكرام سليمان به، وأن الله سخّر له الريح تطير به وتحمل الأخشاب والسجاد فيما كان في الأصل يسافر إليه شهراً مشياً على الأقدام أو على أو على الدواب، فسُخّر ذلك لسليمان في ساعة، وقد مضى كل ذلك فكانت تطير به السجادة أو ما يصنعه من أخشاب في الهواء هو وجنوده وأتباعه ومن يرغب فيهم، ويقطع في ساعة ما تقطعه الدواب في شهر، فيقطعه بغدوة صباح أو بروحة مساء، وأسال الله وأذاب له عين القطر -أي: عين النحاس-، فكان يصنع منه ما يشاء، وسخّر الله له الجن تعمل بإذن ربه بين يديه ما يشاء، ومن يحد عن أمر الله ويخرج عن طاعة سليمان يذقه الله من عذاب السعير، أي: يعذّبه عذاباً متسعّراً ملتهباً مهيناً أليماً.

قال تعالى: (( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًاوَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ لشَّكُورُ ))
كانت الجن التي سخّرها الله تعالى لسليمان يعملون ويصنعون ما يشاء، ويبنون له القصور، ويصنعون له البساتين، ويزرعون فيها ما يشاء من أشجار وثمار وحبوب، وقد نص الله تعالى على ما هو أكثر من ذلك جهداً، فقال

يعملون لسليمان مايشاء من المحراب وهو: صدر المنزل والقصر والمسجد، وهو غرفة يُصعد لها بدرج كالصالون باعتبار الناس اليوم واصطلاحهم، فكانوا يبنون له معابد وقصور ومساجد وما يشاء، ويستخدمون في قطع الحجارة، ويعملون له ذلك مرغمين، وكلّف الله ملكاً يُعاقب كل جني خرج عن أمر سليمان، فيضربه بعصاً من نار فتحرقه. قال تعالى: والتماثيل: الصور، فكانوا يصنعون له صوراً من أخشاب ومن نحاس ومن أي مادة شاءها سليمان، وكانوا يصنعون صور الأنبياء والصالحين في المساجد؛ ليكون ذلك عندهم أدعى للعبادة، وكان هذا جائزاً في دين سليمان، ثم بعد ذلك جاءوا إلى هذه الصور والتماثيل فعبدوها وجعلوها شركاء لله وأنداداً، فجاء الإسلام فحرّم ذلك تحريماً باتاً قاطعاً،
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من يصنع ذلك، موفي حديث أم حبيبة وكانت في الحبشة مهاجرة مع زوجها الذي ارتد عبيد الله بن جحش ثم تزوجها بعد ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، قالت له: يا رسول الله! تركت الناس في الحبشة يصنعون صوراً في عابدهم،
فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: (أولئك اشرار الخلق)
فلعنهم عليه الصلاة والسلام وقال: (إنهم يوم القيامة يقال لهم أحيوا هذه الصور)
وما هم بمحييها، فهم أعجز من ذلك وأضعف،
وإنما أُذن بالرقم في الثوب، وهو ما يسمى اليوم رحلاً، وما سوى ذلك ممنوع غير مأذون به بحال من الأحوال ا لقصعة، فكانوا يصنعون له القصعة من الطعام تكفي ألف آكل وألف ضيف، والجابية هي: الحوض الذي يملأ بالماء أو السفرة الواسعة في الأرض، وقد كان لسليمان جفان وقصاع يحيط بها ألف آكل، يجمع عليها جنوده وضيوفه وأهل البلد إن شاء، وكان يصنع هذا الجن الذين سخّرهم الله
لسليمان وجعلهم له عبيداً يصنعون له مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ وهي: الحفرة والحوض الذي يسع من الماء ما عسى أن يسع، و قدور وهي ما يطبخ فيه الطعام، وايضا راسيات اىثابتات في الأرض، وكانوا يصعدون إليها بسلالم ويضعون فيها المئات من الشياه والعشرات من الإبل ومن البقر، ويضعوا فيها من الطعام من أشكاله وألوانه، بحيث لا يُخاف عليها أن تميل أو تنكسر، ككل هذا كان يصنعه الجن لسليمان، واعملوا وأطيعوا ربكم واعبدوه واتقوه واعملوا الصالحات، ودعوا ما سوى ذلك من الباطل ومن الفساد ومما لا يليق، والشكر كما يكون بالأركان يكون باللسان، فعندما أكرم الله داود بما أكرمه به وأكرم سليمان بملك لا ينبغي لأحد من بعده وفي الحديث: (إن داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه)، وقالوا: كان سليمان يقسم العبادة بينه وبين آله بحيث لا يوجد وقت إلا وأحدهم مصلياً، البعض في النهار والبعض في الليل،
وقد سمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقول: اللهم اجعلني من القليل، فقال عمر : ما هذا الدعاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين! دعوت الله أن أكون من تلك القلة التي يقول عنها الله تعالى: (( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))، فرجوته أن يجعلني من هذه القلة الشاكرة العابدة، فقال عمر : كل الناس أعلم منك يا عمر
وهذا هضم للنفس وتواضع منه بأن القليل الذي قالها هذا لم يفهم ويعرف معناها

قال تعالى: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
كان سليمان له خلوات في العبادة، فكان يدخل معبده فيبقى فيه سنة أو أكثر، وقد يبقى شهوراً وأسابيع، فينقطع عن الناس وينقطعون عنه، ولا يأذن لأحد بالدخول، وكانت تنبت في مكان سجوده كل يوم شجرة -كما زعموا- فكان يسأل الشجرة: ما اسمك ولم أنت؟ فكانت تقول: هي لدواء كذا، أو في ثمرة كذا، فيأخذها وينقلها إلى البساتين ويكتب اسمها والدواء الذي تصلح له، والداء الذي يصلح له دواؤها إلى أن نبتت في مكان سجوده يوماً شجرة فقال لها: ما أنت؟ قالت: الخروب- فقال: لعلها جاءت لتكون سبب خراب بيته،
وأما التشاؤم فلا- فأخذ اسمها وقال لها: ما أنت إلا للخراب، فقطعها وصنع منها عصاً هي المنسأة، وصار يعتمد عليها، فلما قُدِّرت وفاته دخل إلى خلوته، وإذا به وهو على كرسيه يموت وهو متكئ على عصا، قضاء الله عليه بأن يموت كما يموت كل حي، ما دل الجن على أن سليمان مات إلا الدابة التي أكلت المنسأة التي كان يعتمد عليها، ومعنى ذلك أن الجن الذين سُخّروا لسليمان كان يظهر كثير منهم عصياناً، فكان يربطهم بالسلاسل والأغلال، زيادة على العقاب الذي كانوا يعاقبون به من الملك المكلّف بهم، فكان من زاد تمرده ضربه الملك ضربة أحرقته، وكان الكثير منهم في السلاسل والأغلال يعملون؛ ليكفوا شرهم عن إيذاء الإنسان، فلما دخل سليمان خلوته قُدّرت وفاته، وبقي ميتاً سنة وهو جالس على كرسيه والعصا بيده معتمد عليها، وإذا بالجن تُطل عليه من النوافذ فترى العصا في يده وتراه جالساً فلا تظن إلا أنه حي، فلبثت في العذاب المهين وهي في السلاسل والأغلال مع العذاب تصنع له القصور والصور والقصاع، وتصنع له ما قال
قد مضى عليه سنة، أي: مات سليمان قبل عام وهم لم يدركوا ذلك ولم يعلموه أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ويطّلعون على ما هو بعيد عنهم لما لبثوا ولما أقاموا في هذا العذاب المهين، من تسخير سليمان لهم، واستعباده لهم وتكليفهم بأشق الأمور وأصعبها بامر من الله







  رد مع اقتباس