الاسكندر الاكبر
يرجع أصل الأسكندر إلي مملكة مقدونيا التي تقع في شمال بلاد الإغريق ( اليونان الحالية) وكان والده الملك فيليب المقـدوني قد نجح في إخضاع بلاد الإغريق ومات قبل إن يهزم الفرس أعداء اليونان ، فتولى ابنه الأسكندر الحكم عام 336ق.م وهو في سن العشرين.
وثارت المدن الإغريقية على الأسكندر ولكنه استطاع هزيمتها ، وأعد جيشا لمحاربة الفرس في ممتلكاتهم فهزمهم في أسيا الصغرى وسوريا وفينيقيا ولم يبق أمامه سوى مصر التي فتحها عام 332ق.م وضمها إلي ملكه العريق.
وقد رحب المصريون بالأسكندر بسبب استيائهم من حكم الفرس ، وثوراتهم المستمرة ضدهم ومعرفتهم للإغريق الذين عاشوا في مصر والتحق الكثير منهم في جيشها كجنود مرتزقة يحاربون في صفوفه مقابل حصولهم على المال،
سعى الأسكندر للتقرب إلي المصريين فقام بزيارة معبد الإله آمون في واحة سيوة وهناك رحب به الكهنة وأطلقوا عليه لقب ابن آمون ..
كان الأسكندر محبا للحضارة الإغريقية فقد تتلمذ على يدالفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو ، وفكر في تكوين حضارة جديدة تجمع بين مزايا حضارة مصر وبلاد الشرق القديم وبين الحضارة اليونانية وسميت هذه الحضارة باسم الحضارة الهيلينستية وكانت الأسكندرية مركزا لها في عصر البطالمة..
قصة بناء الأسكندرية:
وقع اختيار الأسكندر على جزيرة صغيرة في البحر المتوسط اسمها (فاروس) تقابلها قرية مصرية اسمها (راقودة) فأم بردم المياه بينهما وبدأ بناء المدينة الجديدة التي شكلت المينائين الشرقي والغربي ومازال الميناء الغربي مستخدما حتى الآن لرسو السفن،وهكذا صارت الأسكندرية عاصمة للحكم اليوناني في مصر لتخلد اسم الأسكندر إلي الآن ..
ولم يدم بقاء الأسكندر في مصر سوى عام واحد سار بعده شمالا وشرقا لمواصلة حروبه ضد الفرس حتى قضى عليه ، وواصل فتوحاته إلي نهر السند وبلاد الهند وهناك مرض فعاد إلي بابل حيث مات فيها عام 323ق.م وهو في سن الثالثة والثلاثين وحملت جثته إلي مصر ودفن بالأسكندرية ، وما زال البحث جاريا لاكتشاف مكان مقبرته ..
****