كونوا مع الصادقين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، سورة التوبة، آية 119. أي خالِطوهم... وعايِشوهم.. وزاحِموهم... وأتيحوا لطباعكم أن تسرق من طباعهم.. فإنهم ورثة النبيين... وقد امتلأوا بالأنوار... وسطعت بواطنهم بمعرفة الحق.. وامتلأت قلوبهم بإجلاله وتوقيره ومحبته.. وتعظيم شعائره.. والإنابة إليه.. فمن خالطهم استنار باطنه بقربهم.. وذكّرته بالله رؤيتهم.. وزاد في علمه منطقهم.. ورغّبه في الآخرة عملهم... ودفعته إلى الصالحات أحوالهم.. {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.. فلا شيء يعينك على التقوى إلا أن تكون معهم. ****************** ولكن.......... أين أجدهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكيف أتوصل إليهم؟؟؟؟ وهل لمثل هؤلاء وجود؟؟؟ ******************* هناك أحد احتمالين: أن يوفقك الله إلى صديق من هذه الفئة بدون تعب.. أو أن تتعب في البحث فلا تجد.. وحينئذ......... إليك الحل.... هم يملأون الدنيا من حولك.. ولكنك تعزل نفسك عنهم.. خذ كتابا من الكتب التي شرحت أحوال الأكابر من هذه الأمة.. واستخرج لنفسك منه رفيقا.. وشيخا.. تعيش معه.. وتنقب عن تفاصيل حياته.. وترى أحواله الشريفة الزاكية.. وتخالط أنفاسه.. وتدعو له.. وتكون معه.. فقد فنيت أجسادهم.. وبقيت شمائلهم وأحوالهم.. وهم أحياء عند ربهم يرزقون.. فإذا اشتد تعلقك بهم كنت معهم.. ولا يضرك حينئذ بعد الزمان ولا المكان.. فقد قال لك الله كن معهم فكنت معهم... ولهذا السر امتلأ القرآن بسير الأنبياء والمرسلين والصالحين. فكن يا صديقي من أولي الألباب، ينفتح لك الباب. **************** ولأجل هذا السر علَّمنا الله في افتتاح القرآن أن نقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} سورة الفاتحة، آية 5، فما علمك أن تقول: إياك أعبد.. حتى تسير إلى الله في صحبة أوليائه وأهل محبته ومعرفته.. وتكون معهم... وتسرق طباعنا من طباعهم. *************** فهيا بنا نجدد حياتنا برفاق الخير والهدى.. الذين يدلون على الله بحالهم وبمقالهم.. وإذا فترت العزيمة وتذكرناهم، انبعث الطبع حيا نقيا تقيا.. ومضى إلى الله على بصيرة..
|