كان يحسن هذا الدور جيدا فقد كان يرافق أمه حين تذهب لزيارة الأقارب أو تسير معه حين تريد الذهاب إلى السينما ،يوم الجمعة ؛ عطلة المدارس ويوم العطلة الرسمية في المحكمة ، فالوالد ألزمه دون أن ينطق بكلمة أن يكون المرافق لـ أمه ، وهو ـ رفيقي ـ كان صاحب كريزما قوية تحس بها المرأة فإما تقترب منه أو تغادر المكان فلا تطيق البقاء في مكان يجمعها معه ، ففي آحدى المرات ـ حكى لي بكبرياء أو قل بغرور ـ إذ إثناء ركوبه في مترو أنفاق المدينة الخط رقم " 4 " صوَّب نظره بشكل ملحوظ حاد لآحدى النساء التي أعجبته لهندامها التقليدي „Trachtkleid“والخاص بمقاطعة سالزبورج والذي يسمى „Dirndl“، وهو معجب بهذا الملبس للنساء ، وكانت تحاول الهروب من ملاحقة نظراته وهو يجلس مقابل لها في نفس المكان الرباعي المقاعد الذي يلي مباشرة باب الركوب وبجوار الشباك ، ولم تستطع البقاء طويلا أسيرة لهذه النظرات وهمهمت بكلمات لم يفهمها فهي ليست ضاجرة منه بل ـ كما فهم ، وأحيانا يفهم كما يريد أن يفهم هو ـ تريد الجلوس بمفردها فغادرت المقاعد وإن لم يجاورهما آحد وهو الذي ركب بعدها وكأن حال لسانها يقول له : " ليس هكذا ينبغي أن تنظر إليَّ يارجل!!! ومن حولنا الكثير من الركاب الذين قد يتابعون حالك هكذا معي " .
|