عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-12-2011, 07:47 AM   #1

world
! اسلوبها محتاج لإعادة تأهيل !
 

 رقم العضوية : 70654
 تاريخ التسجيل : May 2011
 المشاركات : 1,458
 النقاط : world is a jewel in the roughworld is a jewel in the roughworld is a jewel in the rough
 درجة التقييم : 284
 قوة التقييم : 0

world غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

وسام النشاط الدائم 

افتراضي رهان «البرادعى».. ورهان الأحزاب

لم يكفر الدكتور محمد البرادعى حين انتقد أداء الأحزاب، ولم يكفر حين رأى أنهم يتصرفون بطريقة صغيرة، لا تليق بأحزاب ثورة.. ولم يكفر حين قال إن الأحزاب فقدت مصداقيتها.. فقد انبرت هذه الأحزاب لترد على «البرادعى» بقولها: فقدت مصداقيتك، ولا تمتلك صك ثقة الشعب (!).. السؤال: هل الأحزاب التى يعنيها «البرادعى» تمثل الشعب، حتى تتحدث باسمه؟!
...
المثير للانتباه أن «البرادعى» منذ بدأ تحركاته السياسية للتغيير، لم يعتمد على الأحزاب القائمة، ومع ذلك نجحت تحركاته واندلعت الثورة..
فقد كان «البرادعى» يراهن على الشباب، ونجح رهانه.. وتجنب الأحزاب وكان عنده بعد نظر.. والسبب بسيط فمازالت هذه الأحزاب تتحرك بحسابات.. أما الشباب فقد كانوا يتحركون وفى حساباتهم الوطن فقط، فقامت الثورة!

الفارق كبير بين حسابات الأحزاب وحسابات الشباب.. وكان البرادعى مع الشباب بلا حسابات.. لم يضع فى اعتباره أى مكاسب.. كان فقط يلعب على تغيير الوطن، وإن كانت الخسائر تنتظره.. ورفض الانضمام لأى حزب.. وقال إنه سيرشح نفسه للرئاسة.. ضحكت الأحزاب وقالوا مجنون.. ولم ينضم إلى حزب ولم يناور.. ومازال يتصرف بالنقاء نفسه.. لا يهمه منصب بقدر ما يهمه التغيير!

كنت أندهش من طريقة الرجل.. كيف يرشح نفسه للرئاسة ويخاصم الأحزاب ويتهمها؟.. ظللت أراقب خطابه فربما يتغير.. لم يفعل، وكان موقفه ثابتاً.. إنها أحزاب بلا مصداقية، وإنها أحزاب كرتونية.. فمتى تلعب سياسة يا عم يا برادعى؟.. متى تنافقهم لتكسب أصواتهم؟.. متى تغير الخطاب السياسى لتغريهم بأن يكونوا «أتباعك»؟.. هم يريدون أن يكونوا أتباعاً لأى أحد (!).. لكنه أبى تغيير الخطاب!

وارتضى «البرادعى» أن يتحمل الهجوم الضارى.. واختار أن يدخل معهم فى معركة.. لا يطمئن إليهم، ويشكك فى مصداقيتهم، ويعرف أنهم يتبعون من يركب..

سألت نفسى: فكيف يخوض انتخابات الرئاسة، وهو يخسر أصوات الأحزاب؟.. ودون أن أسأله قلت: هذه الأحزاب لا تمثل الشعب.. فقد كانت تمثل نفسها فقط، وسقطت مصر.. الشعب الحقيقى خارج الأحزاب، وهو ما يراهن عليه «البرادعى»!

ولو راهن «البرادعى» على الأحزاب، ما حدث تغيير.. ولو راهن على قياداتها، ما قامت الثورة.. فقد كانوا يضحكون ويسخرون منه فى مجالسهم المسائية مع جمال مبارك وشلته.. ولو راهن عليهم ما تجرأ أحدهم على ضمه فى هيئته العليا.. ولو راهن عليهم، لكان جمال مبارك اليوم رئيساً للجمهورية.. لكنه راهن على الشباب، الذين خاضوا المعركة بصدور عارية، وأسقطوا نظام مبارك!

فلا أستغرب أن موقف «البرادعى» من الأحزاب لم يتغير.. لأنه يعرفهم، ولأنه يعرف أنهم يبحثون عمن ينافقونه.. كما يعرف أنهم جاهزون للتوقيع على بياض لمن يشترى.. وهنا عرفت الإجابة لتجنبهم والابتعاد عنهم، مع أنه يخوض انتخابات الرئاسة.. فهم بلا وزن فى الشارع.. ولا وزن لهم فى انتخابات الرئاسة.. فالوزن الحقيقى للشعب الذى قام بالثورة!

لا «البرادعى» فى حاجة إلى شهادة الأحزاب.. ولا هو يسعى إلى سلطة ولا مقعد الرئاسة.. وكثيراً ما قال إنه مستعد لخدمة مصر فقط، ولو كان على حساب المنصب الرئاسى الرفيع.. وربما كان هذا الزهد هو السبب فى عدم اللعب على أحبال النظام البائد، ولا أحبال المجلس العسكرى، ولا أحبال الأحزاب.. فهى أصنام لا تضر ولا
تنفع.. كانوا نفعوا نفسهم.. على حزب وداد قلبى يا بوى!







  رد مع اقتباس