[السفينة]

بـشـرى لـسـوريـا وأهـــلُ الـشــامِ قـاطـبـةً
عــهـــداً جــديـــداً أرى بــالأفـــقِ يـنـتـظــرُ
سـوريــا تـصـيـحُ مــــن الآلامِ تـعـصـرهـا
الــتـــلُ والـســفــحُ والــوديـــانُ والــشــجــرُ
درعـــا تـثــور وسـيــف الـظـلـمِ يضـربـهـا
مــا بـــال حكـامـنـا للـشـعـبِ قـــد قـهــروا
والــلاذقــيـــةُ قـــــــد أدمــــــــى جــوانــبــهــا
بـطــشٌ شـديــدٌ لـقـلــبِ الــحــرِ يـعـتـصـرُ
في أرض حمصٍ وفي حلـبٍ فقـد قامـوا
والـشـعــبُ إن قــــام لا يُـبـقــى ولا يـــــذرُ
والـغـوطـةُ الـفـيـحـا تــئــنُ مــــن الأســــى
كـــل الـقـلــوب لــهــذا الـصـمــتِ تـعـتــذرُ
الــزيــف فـيـهــمْ تَـحَــكَــمَ أيـنــمــا ثُـقِــفُــوا
والجهـلُ والـوهـمُ والإسـفـافُ قــد ظـهـروا
يـا ويـح قلبـي إذا مـا لشعـب لا يرضـى
تـجــرى الـدمــاءُ كـمــاءِ الـسـيـلِ ينـهـمـرُ
يـكـفـى اتـهـامـاً وتـخـويـنـاً لــمــن ثــــاروا
إن الــضــيـــاءَ إذا مــــــــا لاحَ يــنــتــشــرُ
لهـفـي عـلـى الفـجـرِ يلـقـى حتـفـه قـهـراً
والـظـلــمُ يـشـتــدُ حــتــى دمـــــدم الــقـــدر
والــزيــفُ يــبـــدو كـئـيـبــاً مــالـــه عــهـــدٌ
يجتـاحُ مـن شـاء حتـى زمجـر الضـجـرُ
عـهـدٌ عـلـى اللهِ نـصـر الـقـومِ إن هـبــوا
يحمـوا حمـى الحـقِ إن الـحـقَ منتـصـرُ
يــا عصـبـة الـشــر هـيــا وارحـلــي عـنــا
لا يـمـكـثُ الــشــر إن الـخـيــرَ مـنـتـصـرُ
مهمـا عـلا الغـدرُ فـي الأيـامِ لـن يبـقـى
إلا كــلــيـــلٍ ويـــبــــدو بــــعــــده الــفـــجـــرُ
اقتلْ كما شئت يا ابن الأُسـدِ لـن تلقـى
إلا صـــمـــوداً وبـــعـــد الـــــــذلِ تــنــدحـــرُ
واضربْ من احتجوا بلا رفق كما تهوى
من يرفع الصوتَ في سَلْـمٍ هـو الخطـرُ
يـــا حــافــظ الـعـهــدِ لــلأعــداءِ تَـرهَـبـهـمْ
لم يحفظـوا العهـدَ والأحـرارُ كـمْ سَخِـروا
ثــار الأبــاةُ بــأرضِ الـشــام مـــا وهـنــوا
مــن وثـبـةِ الـشـرِ لـلأوهــامِ قـــدْ عـبــروا
يــــا أهــــل درعــــا قــفــوا لـلـظـلــم إنــكـــمُ
أهـــل ُ الحـمـيـةِ حـتــى يـلـمـح الـظـفــرُ
لا ينفـع الصـمـتُ بـعـد القـهـرِ فانتبـهـوا
إن الـطـغــاةَ إذا مــــا عــاهـــدوا غـــــدروا
ثـــوروا عـلــى الـظـلـمِ واقتـلـعـوا ثـوابـتــهُ
وليـصـبـرْ الـقــومُ كــــاد الـقـيــدُ يـنـكـسـرُ
كـــــلُ الأبـــــاةُ يــشـــدوا فـــــوق أيــديــكــمْ
والــقــلــبُ كــــــاد مـــــــن الآلامِ يـنــفــجــرُ
والـنـصـرُ آتٍ أرى فـــي الأفـــقِ مطـلـعـهُ
والـظـالـمـون عــلــى أعـقـابـهــم دُحِـــــروا
عــهــدٌ عــلــيً إذا مـــــا عـهــدهــم ولـــــى
يـــزدانُ شـعــري إلـــى الـدنـيــا ويـفـتـخـر
قـــد أشـــرقَ الـقـلـبُ بـالآمــالِ مبـتـهـجـاً
مــمــا لـقــيــتُ دمـــــوعُ الــفـــرحِ تـنــحــدرُ
كــــلُ الـطـغــاةِ أرى بـالـعـيـن مـصـرعـهـمْ
مهـمـا بـغــى الـشــرُ والطـغـيـان يـنـدحـرُ


الشاعر عبدالقادر الحسيني